تشامسكي: ايران حصدت ثمار الهجوم الاميركي على المنطقة
طهران- كيهان العربي: حول انعطافة التاريخ الحساسة والذي يشهد تحولا من نظمه القديم الى آخر جديد لم يكتمل بعد ملامحه، حاورت صحيفة "كيهان" الفارسية الفيلسوف الاميركي الشهير "نعوم تشامسكي" وقد ذرف على التسعين بمؤلفاته التي فاقت الخمسين، منها: "الاوهام الضرورية"، و"قدرة الدرك"، والكتاب المثير للجدل "الولايات الاميركية البائسة: تنزل للقدرات وتهاجم على الديمقراطية".
*بوصفها قوة تقليدية في عالم احادي المحور حيث انفردت اميركا في الهيمنة على العالم نشهد حاليا تراجع في قدراتها بسرعة فيما تلتئم محاور جديدة في العالم. ما الذي ترونه في تاسيس منظمات اقتصادية شرقية مثل (اسآن) و(بريكس) و(شانغهاي) من جهة ومن جهة اخرى ما نشهد من تحولات في المنطقة، ومدى تأثيرها على تشكيل النظام العالمي الجديد؟
ــ دون شك كان لاميركا قصب السبق بعد الحرب الكونية الثانية في الهيمنة على العالم بكافة المجالات الا انها لم تتمكن من حكم العالم منفردة ولم تدر الامور الدولية بعيدا عن وجهات نظر الآخرين.
ولابد من ان نضع في الحسبان بان ذروة الاقتدار الاميركي تحقق مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية لتنحدر مع مرور الايام.
فبعد ان وضعت حرب الصين اوزارها تمكنت من التحرر من الشرنقة الاميركية، ومن ثم خطبت الصين ود روسيا ولم تكن أيام عسلهما خالية من الصعوبات والى الان يسعيان لحفظ هذا التوازن بالرغم من اختلافهما في العقود الاخيرة بخصوص الكثير من المسائل. ورويدا رويدا يستيقظ العالم الجديد على محاور ثلاثة تلعب الدور الاساس في ادارة الشؤون الدولية. هذا النظام الجديد بابعاده الثلاثة هو حصيلة ترقيع النهج الاستعماري وتأهيل للنظام الصناعي في مختلف المجتمعات، لتولد اقتصادات عملاقة في اميركا الشمالية، واوروبا وشمال شرقي آسيا. ومع ولادة النظم الجديد بمحاوره الثلاثة تقلصت قدرات اميركا رغم تشظي الاتحاد السوفياتي السابق.
الا انه مع القبول بهذه الحقائق على الارض تبقى اميركا الدولة الاقوى في البعد العسكري وان ما يقرب من نصف ثروات العالم تحت سيطرها وهذا الجانب من القدرة رغم اهميته لا يتم الاشارة اليه كثيرا.
وفيما تتمتع منظمة (اسآن) و(بريكس) بالدور الفاعل في السجال الدولي، ستستحوذ الصين على الدور الاكثر خطورة، وان التحدي الاكبر الذي يواجه اميركا هو ما ترسمه الصين من آفاق للمستقبل.
*في ظل الظروف المستجدة كيف تقيمون قضية تحجيم قيمة الدولار؟ وفي التفاتة لما تقوم به الصين من تعزيز اصولها بكميات كبيرة من الذهب وابرام عقود اقتصادية جبارة مع مختلف دول العالم بعملتها الوطنية (اليوان)، ما هو تحليلكم لمستقبل القدرة الاقتصادية الاميركية؟
ــ ان السياسة التي التزمتها اميركا ابقت على الدولار كعملة قوية في التعاملات الدولية. هذه السياسة ورغم عائداتها الوفيرة على اميركا اقتصاديا، الا انها اثقلت الميزانية بعجز لاتنفك منه قريبا.
من جهة اخرى وكما ان الدولار يأخذ مساره النزولي، تتراكم على المستهلكين نفقاتهم. ومع ان الانتاج الداخلي لاي دولة يعود بالنفع على مواطنيها، الا ان هناك تحديات مختلفة تواجه الدولار، وهي مشاكل بالقوة لما تبرز على السطح.
*ما هي برايكم العوامل الاخرى سواء الثقافية او الاقتصادية او العسكرية التي ساهمت في خلق ا لنظام العالمي الجديد؟
ــ هنالك العديد من العوامل التي اسهمت في تشكيل هذا النظام الجديد الا ان جميعها لا ترقى الى العامل العسكري والاقتصادي.
*كيف تقيمون خارطة عمل ايران في ايفاء دور لائق في النظام العالمي الجديد؟ وما مدى نجاح الجمهورية الاسلامية الايرانية بهذا الشأن؟
ــ ان ايران تمكنت جراء سياسة اميركا ان تعزز قدراتها في المنطقة. فالهجوم الاميركي على العراق قد ادى الى القضاء على العدو اللدود لايران في المنطقة، كما وصعدت بشكل ملحوظ تأثيرات ايران على العراق بعد التخلص من صدام.