kayhan.ir

رمز الخبر: 69790
تأريخ النشر : 2018January10 - 21:11

قطار تحرير القدس بانتظار الصفارة


بعد ان غسلت اميركا يدها من مشروعها الاستثماري "داعش" نتيجة للهزائم المنكرة التي تلقتها من محور المقاومة وبالتالي كانت الهزيمة الواقعية وصاحب العزاء هو اميركا لذلك لم يبق امام الاخير من حيلة لمعالجة هزائمها التي اضعفت وجودها واضرت بسمعتها ومكانتها الاقليمية والدولية وبالتالي شكلت ضربة قوية لحلفائها وذيولها في المنطقة الذين دب الانهيار في نفوسهم فما كان من ترامب وفريقه وبالتعاون مع الرياض والقاهرة وغيرهما للبحث عن آلية تثبت اميركا بانها لازالت موجودة في المنطقة وفي نفس الوقت تحد من الانهيار النفسي لحلفاءها، لجأ ترامب لاعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني كمخرج لازمته واعادة الهيبة لاميركا، لكن كل ذلك كان دون جدوى وكان مردوده عكسيا.

وما نشهده اليوم من تطورات ساخنة ومحتدمة في المنطقة خاصة بعد انهيار المشروع الاستثماري "داعش" بدأ العدو الصهيوني وحماته يشعرون بخطورة الموقف وحراجته تماما لذلك كان لابد من تحرك سياسي ايضا لمحاصرة محور المقاومة بتصور واه بانهم سيمررون ما يسمى "صفقة القرن" وبالطبع بالتعاون مع الرياض والقاهرة التي تكشفت بانهما يتعاونان مع الجانب الاميركي للضغط على عباس والسلطة للقبول بـ"ابوديس" كعاصمة للفلسطينيين وذهبا الى ابعد من ذلك بالتفريط بالقدس واختيار "رام الله" عاصمة لهم. وهذا ما اغضب الرئيس عباس و فريقه.

التحركات الاميركية المحمومة لتصفية القضية الفلسطينية وبالتعاون مع خادم الحرمين الشريفين الذي يجب ان يضع ثقله وبلده في خدمة المسلمين نراه يضعها في خدمة اليهود ضد الفلسطينيين وتصفية قضيتهم وهذا ما يقرب الى الاذهان ما يقال عنه انهم ابناء عمومة اليهود. وهذا الامر لم يكن بالامر الجديد الا ان الظروف لم تكن تسمح بذلك لينزلوا الى الساحة بهذا الشكل العريان، لكن لتعلم كل هذه الجهات ومن على شاكلتها اقليميا ودوليا ان فلسطين من البحر الى النهر هي ملك للشعب الفلسطيني ولايحق لاحد في هذه الدنيا وحتى البعض من ابنائه التنازل عنها للصهاينة. لذلك ستبقى المعركة مفتوحة خاصة وان محور المقاومة تفرغ للتو من معركة داعش وانه سيركز كل ثقله وامكاناته وبكافة قواه باتجاه البوصلة فلسطين التي لم تحيد يوما عنها بل الفارق هذه المرة هو التفرغ الكامل لقوى المقاومة مع التنسيق التام بينها لمواجهة اي اعتداء صهيوني يقع في اية منطقة من مناطق محور المقاومة.

وفي حديث سيد المقاومة الاسلامية السيد نصر الله ما قبل الاخير بان المعركة الاساسية هي ما بعد الجليل وان الاستعدادات بين جميع قوة المقاومة في المنطقة جارية للتحضير الى المعركة الكبرى القادمة التي ستحول التهديد الصهيوني الى فرصة لقصم ظهره. فالتحول الاستراتيجي في سلاح المقاومة خاصة الصواريخ التي تحدث عنها سيد المقاومة في حديثه للميادين هو احد عناصر هذه الجهوزية التامة لمواجهة العدو الصهيوني حين ركز على نوعية الصواريخ ودقتها وليس على كميتها.

ولا شك ان المعركة الكبرى على الابواب عاجلا اكثر مما هي آجلا وهذا ما افشى به سيد المقاومة وقائد معركتها السيد نصر الله لمحاوره في "الميادين" سامي كليب طبعا بعيد انتهاء المقابلة باننا سندخل القدس "وعلى ايامنا" ان شاء الله، هو ليس رجما بالغيب بل يستند سماحته الى تجارب ووقائع ميدانية والاهم من كل ذلك انه لن يتحقق أي شيء في هذه الدنيا دون الارادة الالهية وهذا هو الوعد الالهي الصادق الذي بشرنا به القرآن الكريم على الابواب وهو عودة القدس الى ربوع المسلمين.