النفاق السعودي المصري
مهدي منصوري
عندما يكون الملك السعودي سلمان هو عراب التطبيع العربي مع تل ابيب كما ذكر ذلك رجل المخابرات السعودي عشقي. فماذا يمكن ان ترجو من هذا البلد سوى ان يضع ثقله من اجل تحقيق هذا الامر، وقد تعزز ذلك من خلال اللقاءات المتكررة والتي خرجت عن سريتها لبعض المسؤولين السعوديين مع قيادات استخبارية صهيونية والتي كان آخرها ماصرح به الجبير عن علاقات المملكة مع اسرائيل بانها استراتيجية، وان اغلب الدول العربية ستعترف بها. ولم يتطرق لما يجري على الارض الفلسطينية من انتفاضة عارمة رافضة لقرار سيده ترامب بنقل عاصمته الى القدس.
الا انه لمح وبصورة نفاقية واضحة من ان لاحل للقضية الفلسطينية الا من خلال حل الدولتين والذي رفضه الفلسطينيون رفضا قاطعا.
ولا ننسى ايضا في هذا المجال الى نفاق الرئيس المصري السيسي والذي كشفته اوساط اعلامية اميركية من انه يصرح وبصورة علنية انه مع الشعب الفلسطيني وبنفس الوقت فانه كان موافقا لنقل واشنطن عاصمتها الى القدس.
ومن الواضح جدا ان الاوضاع في فلسطين المحتلة اليوم والتي عبرت عن نفسها وبشكل واضح وصريح من انهم ضد تطبيع النظام العربي الرجعي مع "اسرائيل"،وقد ايدت هذا الامر التظاهرات التي خرجت في بعض الدول العربية الرافضة لقرار ترامب والتي طالبت سلطة عباس بعدم الذهاب نحو التطبيع مع هذا الكيان الغاصب لحقوق الفلسطينيين هذا من جانب، ومن جانب آخر والذي اكدته اوساط فلسطينية مقاومة ان قضيتهم لاحل لها سوى من خلال سلاح المقاومة وحسب، وان كل المشاريع الاستسلامية المطروحة والتي تطرح لايمكن ان تلقى اذنا صاغية منهم، لانهم هم اصحاب الميدان ويدركون جيدا ان عدوهم الكيان الصهيوني لايفهم ولايخضع الا للغة القوة، وتجربة عدوانين صهيونيين على غزة اثبت هذا الامر، ولذا فان السعودية ومصر واي دولة اخرى لايمكن لهما ان يفرضا او يقررا او ان يكونا بديلا عن الشعب الفلسطيني الثائر والمقاوم.
والتجربة المريرة التي عاشها الشعب الفلسطيني اثناء فترة ماتسمى بمفاوضات السلام خير دليل على عدم جدواها، وانه لايمكن ان يذهب او يضع مصيره بيد الذين لايقدمون له المساعدة وهو محتاج اليها في مواجهة الكيان الغاصب او على اقل التقادير الوقوف الى جانب ثورته وانتفاضته،. بل انهم وباطلاق تصريحاتهم النفاقية والمأجورة هذه يعطون السكين للصهاينة لتطعنهم بها.
واخيرا والذي لابد من الاشارة اليه ان الشعب الفلسطيني قد اتخذ قراره واثبت وجوده وبصورة لايمكن لاي دولة او جهة مهما كانت ان تغير من مساره المقاوم الثوري، وان محاولات الرياض والقاهرة وغيرها من الدول في استخدام اسلوب الحصار القاتل من اجل كسر ارادته لم تعد تنفع، ولن تؤثر على ارادته الحرة،
ولذا فعلى السعودية ومصر ان تعيدا حساباتهما من جديد وان تعيشا الواقع الفلسطيني الحالي وان تغيرا من توجهاتها ومساراتها لان الكيان الصهيوني لايمكن ان ينعم بالامن والاستقرار مادام يمارس عنجهيته القائمة على القتل والاعتقال والتدمير وابتلاع الارض الفلسطينية.