kayhan.ir

رمز الخبر: 69684
تأريخ النشر : 2018January09 - 19:28

’نار وغضب’ يفضح ترامب: مصيره أصبح بيد الجنرالات واللوبي الصهيوني

فضيحة جديدة من العيار الثقيل أصابت الرئيس الاميركي دونالد ترامب، قبل ايام، تضاف الى جملة الفضائح التي أصابت البيت الابيض منذ وصول ترامب الى سدة الرئاسة الاميركية قبل ما يزيد عن العام، وهذه الفضيحة تمثلت بما تضمنه الكتاب الذي أصدره الاميركي مايكل وولف تحت عنوان "نار وغضب" وابرز ما جاء فيه المقابلات التي اجراها الكاتب مع احد اهم مستشاري ترامب السابقين ستيف بانون، حيث يؤكد الاخير ان ترامب "غير مؤهل للرئاسة الاميركية وانه وصل بالصدفة"، الى توصيفات اخرى للرئيس الاميركي عن الفوضى والصراعات داخل البيت الابيض، مع العلم ان بانون شغل منصب كبير المستشارين الاستراتيجين لترامب مما جعله على اطلاع على كثير من الخفايا والتفاصيل السرية لسلوك ترامب وما يحصل في البيت الابيض.

في تأكيد لمصادر دبلوماسية متابعة ان "ما ادلى به بانون ليس الكلام الاول الذي يدلي به مسؤولون سابقون في ادارة ترامب حول قصوره عقليا، وانه ليس جاهزاً ليكون على رأس الولايات المتحدة، بل ان العديد من المسؤولين السابقين وكذلك مسؤولين كبار في الحزبين الديمقراطي والجمهوري تحدثوا عن قصور ترامب عقليا ودعوا لاجراء اختبارات عقلية له للتأكد من صحته العقلية".

لذلك، فالسؤال الذي لا بد منه، هل تطيح الفضيحة الجديدة الى جانب ما سبقها من فضائح بترامب وتخرجه من البيت الابيض؟

كتاب "نار وغضب" فضح الكثير حول شخصية ترامب وتصرفاته

وفق المصادر الدبلوماسية ان "اطاحة ترامب من سدة الرئاسة الاميركية يتوقف على مدى شعور المثلث الذي يحكم عمليا الولايات المتحدة، اي اللوبي الصهيوني وكبار الجنرالات في البيت الابيض والبنتاغون وشركات السلاح ان حاكم البيت الابيض لم يعد يؤدي الدور الذي يريده القيمون على هذا المثلث وبما يخدم توجهاتهم الكبرى"، انطلاقا من الاتي:

1 _ من الواضح بحسب مجريات السياسة التي اتبعها ترامب منذ وصوله الى الرئاسة، انه خضع لسياسات هذا المثلث الجهنمي، والدليل على ذلك السياسة التي اعتمدها ترامب حول القضايا الكبرى في العالم بدءا من التبني الكامل لسياسات اللوبي الصهيوني حتى جاء قرار الرئيس الاميركي الاخير حول القدس ليؤكد على هذه السياسة، الى رفع وتيرة العداء ضد ايران، مرورا بمهادنة انظمة الاستبداد في الخليج وعلى رأسها السعودية مقابل مئات مليارات الدولارات، الى تعاطيه مع الوضع في كوريا الشمالية، الى عشرات الأمثلة الأخرى.

2 _ ان حاكم البيت الابيض بات محاصرا فعليا من كبار الجنرالات، من الأمن القومي الى البنتاغون الى اللوبي الصهيوني وشركات السلاح، وبالتالي فهو يتحرك وفق ما تمليه عليه المؤسسه المقررة في الولايات المتحدة، حتى أصبح هؤلاء هم الذين يقررون السياسات الكبرى للولايات المتحدة.

3 _ ان الفضيحة الجديدة التي كشف عنها بانون ستقود ترامب نحو مزيد من الخضوع للمؤسسة التي تحكم الاولايات المتحدة فعليا، ما يعني ان هذه الفضيحة قد تمر كغيرها من الفضائح التي شهدها عهد ترامب. ولذلك تقول المصادر الدبلوماسية ان بقاء ترامب في سدة الرئاسة او خروجه من البيت الابيض مرهون بأحد امرين:

_ الأمر الأول، اما انه سيخضع اكثر لسياسات الجنرالات في البيت الابيض والبنتاغون ومعهم اللوبي الصهيوني، اي ان ذلك سيدفع العالم نحو مزيد من التوترات في علاقة الولايات المتحدة مع كثير من دول العالم، من روسيا الى الصين الى تركيا وايران وحتى الغرب وبالتالي سيكون بقاؤه في البيت الابيض فيه مصلحة كبرى لهؤلاء الجنرالات واللوبي الصهيوني، ما قد يؤدي الى اشعال حروب في كثير من مناطق العالم.

_ الأمر الثاني، انه اذا شعر اصحاب القرار الفعلي في الولايات المتحدة ان وجود ترامب في سدة الرئاسة بات عامل ازعاج لسياساتهم الكبرى، وانه لم يعد قادرا على السير وفق خياراتهم الكبرى، فعندها لا يستبعد ان تذهب الامور نحو الاطاحة به، وان كانت المؤشرات اليوم _ بحسب المصادر _ توحي بأنه على استعداد لمزيد من الخضوع لما تريده المؤسسة الحاكمة، بل ان الوقائع تؤكد ان قصور ترامب عقليا يريح تحالف الجنرالات مع اللوبي الصهيوني، وان مصيره اصبح بيد هؤلاء.