البحرين.. 15 شهيداً و14 حكماً بالإعدام واقتحام الدراز وحلّ "وعد" وزيارة للعدو الصهيوني
كيهان العربي - خاص:- أكد مراقبون أن العام 2017 مرّ ثقيلاً ومنهكاً، قاسياً وعنيفاً وتصعيدياً. الوضع السياسي يختم عامه السادس أكثر قتامة وتأزماً، حرية التعبير والرأي أكثر إخراساً، الأحكام القضائية أشدّ قسوة وانتقاماً، كل شيء يسير باتجاه إنهاء الهامش الأخير للدولة، مقابل إطلاق يد الاستبداد والقمع وكتم الأنفاس والأصوات.
فقد سقط 15 شهيدا خلال هذا العام 3 منهم إعداماً، وآخرين عبر الاستهداف المباشر على يد قوات أمن آل خليفة القتلة، فيما صدر الحكم باعدام 14 بحرينياً متظاهراً على خلفيات سياسية طائفية، 8 منهم في محاكم مدنية و6 في محاكم عسكرية؛ الى جانب إسقاط جنسية 155 ناشطاً ومتظاهراً بحرينياً على خلفية طائفية بحتة، وأحكام بالسجن المؤبد أضحت بشكل شبه يومي.
كما تم خلال 2017 إغلاق جريدة الوسط البحرينية والقضاء على آخر صوت إعلامي مستقل، وحلّ جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) والقضاء على الهامش الأخير للعمل السياسي العلني في البلاد.
هذا وصدور الحكم بحبس سنة رمز البحرين الوطني والديني آية الله الشيخ عيسى قاسم مع وقف التنفيذ وفرض الاقامة الجبرية عليهومصادرة 3.3 مليون دينار وعقارين، واقتحام منطقة الدراز المحاصرة منذ أكثر من عام وسقوط 5 شهداء و286 معتقلا؛ الى جانب واستحداث تهمة جديدة ومحاكمة الشيخ علي سلمان وآخرين بتهمة التخابر مع قطر.
وقد أضحى قمع الحريات الإعلامية في عام 2017 السمة الأبرز لتصرفات النظام الخليفي الدخيل المدعوم احتلالياً بقوات وهابية تكفيرية سعودجية اماراتية، حيث كان العام الماضي عام الإجهاز الكامل على الصحافة والحريات الإعلامية في البحرين.
وتمكنت "رابطة الصحافة البحرينية” من توثيق 22 حكماً قضائياً باتاً صدر عن المحاكم البحرينية خلال عام 2017 بحق صحافيين ومصوّرين ونشطاء أدينوا في قضايا رأي وتعبير صريحة، واجهها النظام باعتقال صحفيين والتحقيق معهم وصولاً إلى منعهم من مزاولة المهنة واسقاط الجنسية عن اثنين منهم. وجاءت أبرز التهم كإهانة مجلس النواب، وإهانة الملك، وإهانة القضاء، إلى جانبِ تهمة التحريض على كراهية النظام، والدعوة لمسيرات غير مرخصة.
كما رصدت الرابطة حالات تعذيب وتهديد بالقتل والاعتداء الجنسيّ لناشطين وصحافيين، بعد قيامهم بالتصريح لقنواتٍ إعلامية تظهر وحشية النظام في تعامله مع الشعب البحريني، إضافة إلى سحب تراخيص مراسلي الوكالات الأجنبية واعتقالهم وفرض غرامات عليهم بذريعة "العمل من دون رخصة”، فقد تمّ رصد قيام قوات الأمن بالتصويب بواسطة عبوات الغاز المسيلة للدموع على مصورين وصحافيين، خلال قيامهم بتغطية الاحتجاجات والمسيرات الشعبية.
هذا وخرج أهالي بلدة السنابس في البحرين في تظاهرة رُفعت فيها صور الشهيد الشيخ نمر النمر في الذكرى السنوية الثانية لاستشهاده على يد آل سعود. كما جاءت التظاهرة إحياء لذكرى عملية تحرير ١٠ من سجناء سجن جو المركزي التي حملت شعار "سيوف الثأر” وبين المحررين الشهيد رضا الغسرة.
وفي وسط البلاد، خرج المواطنون في بلدة بوري في تظاهرة مماثلة هتفوا فيها بشعارات دعت إلى إسقاط النظام الخليفي والتنديد بالنظام السعودي.
وفي بلدة المعامير، نظم الأهالي أمسية دعائية في أحد المنازل طلبا لشفاء جرحى التظاهرات والمعتقلين ولنصرة الثورة. وشهدت البلدة انطلاق التظاهرة اليومية المعتادة، حيث تظاهر مواطنون انطلاقا من الأحياء الداخلية للبلدة رافعين رايات القصاص والشعارات الثورية.
كما اندلعت اشتباكات شديدة في عدد من المحاور والشوارع الرئيسية في مناطق البلاد، ومنها بلدة العكر التي أشعل في ساحتها محتجون أعمدة النار تعبيرا عن رفضهم للنظام وتحدي الجرائم التي يرتكبها بحق المواطنين والمعتقلين، كما اشتبك المحتجون مع الآليات العسكرية التي تقدمت نحوهم ووجهت إليها أدوات الردع المحلية، كما وقعت مواجهات عند الشارع الرئيسي المطل على بلدتي أبوصيبع والشاخورة شمالا، حيث استهدفت مجموعة شبابية القوات الخليفية المتمركزة عند المدخل الرئيسي، فيما جاءت العملية وفاءا لذكرى الشيخ النمر.
وبمناسبة الذكرى نفسها، أغلق محتجون في بلدة الديه الشارع العام بالإطارات المشتعلة في تأكيد على الحق فيما يصفه المحتجون بـ”المقاومة المشروعة” ضد التعديات والانتهاكات الخليفية.
وشهدت البلدة أيضا أمسية للدعاء شارك فيها آباء شهداء وناشطون، وهي الفعالية التي أُقيمت أيضا في بلدة أبوصيبع وبلدات أخرى من البحرين تحت شعار "سلاح الأنبياء”، وعادة ما تستضيف هذه الأمسيات عوائل المعتقلين في البلدات.