kayhan.ir

رمز الخبر: 69450
تأريخ النشر : 2018January06 - 20:00

تركيا بين سندان الروسي ومطرقة الجولاني: لحظة ادلب اقتربت

نضال حمادة

تسعى حكومة العدالة والتنمية في تركيا لتجنيب "هيئة تحرير الشام ـ النصرة" في الشمال السوري مصير "تنظيم الدولة ـ داعش"، وتتعاون أجهزة المخابرات التركية مع الأجنحة المحلية في "هيئة تحرير الشام" والتي لها علاقات وطيدة مع تنظيم الإخوان المسلمين، إن كان عبر الولاء كما هو حاصل مع مجموعات الهيئة المتواجدة في الريف الشمالي لحلب والتي أتت جميعها من "لواء التوحيد" الذي كان يقوده عبد القادر الصالح والذي كان قد اختفى في العام 2013 مع ظهور "جبهة النصرة" في سوريا، او عبر التواصل مع العائلات والعشائر العربية في أرياف إدلب وحماه والمنطقة الشرقية في البادية بين الرقة وحماه.

وتركيا التي تعتبر الجسم الأساس في "جبهة النصرة" حليفا مقربا منها، خصوصا القيادات والعناصر السورية، تعمل على تجنيب هذا الجسم معركة خاسرة تقول تركيا لمسؤلي المجموعات السورية المسلحة في الشمال السوري إن روسيا وإيران والجيش السوري يستعدون لخوضها في إدلب وريفها للقضاء على النصرة كما فعلوا مع "داعش" في جميع الأراضي السورية، ويبدو أن المواجهة بين تركيا وفرع الجولاني في "هيئة تحرير الشام" قد بدأت مع التوغلات التركية في محيط إدلب بالتعاون مع مجموعات مناوئة للجولاني في "هيئة تحرير الشام" وأتى رد الجولاني في إدلب وفي قطاع البادية عبر اعتقالات واغتيالات يقوم بها الفرع الأمني في "هيئة تحرير الشام" الموالي للجولاني لقيادات سورية في "الهيئة".

قوات "درع الفرات" التركية

ومع تصاعد الصراع بين الطرفين وظهوره للعلن تبدو تركيا أمام عدة خيارات لتجنب خسارة الجسم المحارب في "هيئة تحرير الشام" وهي كما يلي:

أ- تحرض تركيا جماعتها في "هيئة تحرير الشام" على فتح معركة مع الجولاني وأنصاره، وهي معركة سوف تكلف الطرفين خسائر كبيرة وتؤثر على الجسم المقاتل المقرب من أنقرة عددا وعدة وهذا ما تريد تركيا تجنبه، وبالتالي يبدو هذا الخيار مستبعداً، بسبب سعي الأتراك لاستخدام الجسم المقاتل هذا في حرب تريدها ضد الأكراد في الشمال السوري.

ب - تستمر المخابرات التركية بعملها الحالي الذي يعتمد على التوغل في ريف إدلب الشمالي في نقاط ومناطق محسوبة على انصارها داخل "هيئة تحرير الشام"، ويبدو أن هذا الأمر اكتمل وأصبحت القوات التركية على تماس مع مواقع جماعة الجولاني داخل "هيئة تحريرالشام" وبالتالي أصبح هذا الخيار في التعامل مستنفذا ولا أفق له.

ج- تعمل تركيا على إعلان جماعتها الانشقاق عن الجولاني ما يدفع الأخير لشن حرب ضدهم تكون تركيا هي الخاسر الأكبر فيها أيضاً، خصوصا انها ستجنب الجيش السوري وحلفاءه شر القتال ضد "هيئة تحرير الشام"، وهذا الأمر مستبعد أيضا.

د: يعمل الأتراك مع روسيا وإيران على ضرب مواقع أنصار الجولاني في "هيئة تحرير الشام"، وتجنيب مواقع أنصارها للقصف، ويظهر من الكلام السوري والتقدم الحاصل حاليا باتجاه مطار أبو الظهور أن الجيش السوري ليس في وارد التمييز بين اجنحة جبهة النصرة، ولم يصدر عن الروسي أيضا ما يميز بين اجنحة "النصرة" على اختلافها.

ه- يعمل الاتراك على دفع جماعتهم في "هيئة تحرير الشام" على الانسحاب من مواقعهم لحظة بدء الهجوم السوري الروسي الإيراني على الهيئة مثلما فعل أنصارها في الكليات بحلب او بالريف الشمالي للمدينة أثناء معركة تحرير حلب وقبلها أثناء معركة معبر الكاستيلو قبل عام من الآن وهؤلاء ضمتهم تركيا يومها تحت علم درع الفرات، وهذا السيناريو هو الأكثر ترجيحا للتنفيذ والتطبيق من الجانب التركي، وتُظهر خريطة التواجد العسكري التركي داخل سوريا عند ارياف حلب الشمالية وإدلب أن هذا السيناريو التركي هو المطروح للتنفيذ فعليا.

سيناريوهات عديدة تضعها تركيا لمواجهة "جبهة النصرة" بقيادة الجولاني في ادلب

هذه السيناريوهات التركية في التعامل مع جبهة النصرة تستلزم تفاهما مع روسيا وإيران لتطبيقها عند حلول ساعة الصفر وبدء الهجوم الجوي والبري على إدلب، وربما يكون التفاهم مع الجانبين السوري والروسي بهذا الموضوع أصعب كون الإيراني يرتبط بتفاهمات مع تركيا حول قريتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب، بينما تريد روسيا القضاء على الجسم التركستاني في "هيئة تحرير الشام" وهذا الجسم يشكل القاعدة الأمنية والعسكرية للجولاني، ما يضع كل مساعي تركيا تحت رحمة المصلحة السورية والروسية العليا بالقضاء على كل اجنحة النصرة دون تمييز ويضع الجولاني أمام خيار خوض مواجهة عسكرية، لا يبدو أنه سيخرج منها رابحاً.