التهويل الخارجي والبناء على السراب
بعد ان اصيبت اميركا واذنابها الاقليميين بخيبة امل كبرى من عدم تحقيق اي من مشاريعها في المنطقة ومنها داعش التي هزمت شر هزيمة، تحمل ايران مسؤولية ذلك، لذا لم يبق امامها طريق سوى التصدي لايران من الداخل لممارسة الضغوط عليها عسى ان تحقق حلمها في تغيير سياسات طهران الخارجية، لانها اعترفت اكثر من مرة انها لا تستطيع وقف النفوذ الايراني في المنطقة. لذلك كانت باستمرار تتحين الفرص وتخطط من اجل تحقيق حلمها من خلال الداخل الايراني وما ان بدأت بعض التحركات المطلبية في الشارع الايراني احتجاجا على الوضع الاقتصادي والممارسات الغلط لبعض المؤسسات المالية حتى دست اميركا ومعها الكيان الصهيوني والسعودية المتضررة الاولى من هزيمة المشاريع الاميركية في المنطقة، انفها في الشأن الداخلي الايراني وجيرت بعض العملاء للتغلغل في صفوف التظاهرات المطلبية المسموح لها في التظاهر، برفع شعارات سياسية تخدم الخارج ولا ترتبط بالداخل مع القيام باعمال شغب اضرت بالممتلكات العامة والخاصة لدرجة انهم احرقوا العلم الايراني ولم يسمع العالم قبل هذا ان يقدم مواطنا في الدنيا على حرق علمه لانه رمز وطني للشعب كافة والتافه والمريب والمشمئز جدا ان يرفع بعض القلة القليلة في هذه التجمعات المحدودة التي لا تتجاوز المئات وقد شهدها العالم من خلال شاشات التلفزة، شعارات تمجد بالنظام الملكي المنحط الذي ثار عليه الشعب الايراني برمته واندثر منذ اربعة عقود وهذا ما يدعو للتساؤل من يقف خلف ذلك؟
وفي ظل هذه التظاهرات المحدودة التي هي مجرد فقاعات سرعان ما ستنتهي قريبا لانها كشفت مبكرا عن نفسها في نشر الفوضى التخريب لذلك لا تجد من يناصرها، تسربت معلومات بان اميركا المرتبكة والمهزومة شكلت غرفتي عمليات لادارة هذه التظاهرات في مدينة حيرات الافغانية واربيل العراقية يشارك فيهما ضباط اميركان واسرائيليون وسعوديين وممثلين عن منظمة خلق الارهابية. والاكثر من ذلك ان الرئيس ترامب المفلس وخلال الـ 48 ساعة الاخيرة يغرد مرتين ويصف المشاغبين والفوضويين بـ "المواطنين الصالحين" زاعما بذلك انه يدعم الشعب الايراني، فهل هناك نفاقا ورياء فاضحين اكثر من هذا الذي يتفوه به ترامب وكأنه يتناسى اجراءاته الظالمة والجائرة بحق الشعب الايراني في تشديده للعقوبات عليه بصفته المسؤول الاول عما يعانيه هذا الشعب من الاوضاع الاقتصادية نتيجة لعدم تنفيذ الاتفاق النووي ومنع التعامل مع البنك المركزي الايراني للحيلولة دون استلام ايران حتى لمبيعات نفطها ولدرجة اسوأ ان بريطانيا لا تجرؤ على فتح حساب بنكي للسفارة الايرانية في لندن لتامين رواتب موظفيها.
سؤال يتبادر الى الاذهان أين وصل ترامب المسكين والفاشل ليبني احلامه على مجموعات شغب وتخريب هي منبوذة اساسا في كل المجتمعات الانسانية لانها تتعارض مع التحرك المدني المعقول وهذا ما دفع بصحيفة نيويورك تايمز ان تقدم له "نصيحة مجانية" وتطالبه بالتزام الصمت وتذكره "ان الدعم العلني لمسؤولين رفيعي المستوى في اميركا سيؤذي اكثر مما ينفع".
اللافت ان التهويل الخارجي لما يحدث في ايران من احتجاجات محدودة والذي تقوده اميركا بشخص الرئيس ترامب الغارق في نشوة واهية ومعه الكيان الصهيوني والسعودية المرتبكة يؤكد مدى افلاسهم وفشلهم في مواجهة ايران وكذلك عجزهم عن فهم الواقع الايراني وقراءة ماهية الشعب الايراني المتفانية من اجل النظام الاسلامي وثورته الخالدة واهدافه المقدسة ولايمكن له ان يتخلى يوما عن مبادئه لذلك من البديهي ان لايسمح لهؤلاء القلة المعادين للثورة والمتضررين منها والخارجين عن القانون الاضرار بمصالحه، وهذا ما حذر منه وزير الداخلية بصراحة وبقوة معلنا نعم للتظاهرات المطلبية المرخص بها ولا للتحركات المشبوهة المخلة بالقانون والنظام التي تتعرض للممتلكات العامة والخاصة وهذا ما يدعوننا للتصدي لها.