kayhan.ir

رمز الخبر: 69015
تأريخ النشر : 2017December30 - 21:39

المنتصرون يحددون مستقبل المنطقة


تحسين الحلبي

يعترف بعض الكتاب السياسيين في أوروبا وفي "إسرائيل" أن من حقق الانتصارات عام 2017 هو الذي سيكون اللاعب الأساسي في بناء الشرق الأوسط في عام 2018.

الكاتب السياسي الإسرائيلي إيلي فوديه نشر قبل شهرين تقريباً في صحيفة «هآرتس» تحليلاً رأى فيه أن "إسرائيل" لن تستقبل العام الجديد 2018 كما كانت تريد بعد أن تمكنت سوريا وروسيا وإيران وحزب الله من فرض وقائع ميدانية وسياسية على الأرض في سوريا لمصلحة التحالف الذي أقاموه.

أليكس غيرينيبرغ نشر مقالاً أيضا في الثاني من كانون الأول الجاري يؤكد فيه أن من يقرر مستقبل المنطقة الممتدة من سوريا إلى العراق هو محور المتحالفين مع موسكو وطهران.

مجلة الجيش الإسرائيلي «إسرائيل ديفينس» أشارت بدورها منذ بداية عام 2017 في تحليل حول السيناريوهات المحتملة للسنوات المقبلة في المنطقة شارك فيه أهم المحللين في القيادة العسكرية إلى «فشل كل التوقعات التي تحدثت قبل أعوام عن إعادة رسم خرائط في منطقة التقسيم البريطانية الفرنسية أي بلاد الشام والعراق عام 1916 لأن «ما حققته سوريا والعراق بفضل التحالف الإقليمي والدولي الذي يدعمهما أغلق بوابة إعادة تقسيم هذه المنطقة»، ومع ذلك يرى التقييم العسكري الإسرائيلي أن التغييرات لا تزال قائمة لكنها ليست بالاتجاه الذي يرضي "إسرائيل".

في 18 كانون الأول الجاري نشرت المجلة الإلكترونية «كونترول ريسك» أي «التحكم بالأخطار» أن الأخطار في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن تجنبها بالشكل التام فالموضوع السعودي الإيراني والفلسطيني الإسرائيلي سيظل على جدول عمل عام 2018 مع كل إفرازاته.

وتتوقع المجلة أن تزداد حدة التطورات الداخلية ونزاعاتها في السعودية بين سلمان وخصومه داخل العائلة المالكة وبين سلمان والجمهور السعودي الذي لن يتوقف عن المطالبة بالتغيير أكثر فأكثر، ولا تتوقع المجلة وقوع مجابهة عسكرية بين الرياض وطهران وسوف تتعزز بالمقابل قدرات حزب الله العسكرية وكذلك قدرات سوريا وتستبعد المجلة احتمال وقوع مجابهة عسكرية إسرائيلية إيرانية أو إسرائيلية لبنانية في الظروف التي ستسود في عام 2018.

وترى المجلة أن واشنطن كانت هي الخاسر الأكبر عام 2017 ولن يكون في مقدورها تعديل هذه الخسارة في عام 2018 وخصوصاً بعد أن خاب أمل أكراد العراق منها ومن "إسرائيل" ومن المقدر أن يخيب أمل أكراد سوريا.

ومع ذلك رأى وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غيتس في الثاني عشر من كانون الأول الجاري أن "إسرائيل" لن تتحمل تزايد القدرات العسكرية لحزب الله وهذا ما سوف يشكل أزمة كبرى لها، وألمح غيتس إلى أن تزايد حدة النزاع بين الرياض وطهران سيؤسس أرضية تستفيد منها "إسرائيل" في مجابهة حزب الله بصفته الحليف المركزي لإيران.

ويتوقع المحللون الإسرائيليون أن يسارع رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب في العام المقبل إلى تنفيذ خطة تسوية إسرائيلية فلسطينية تغلق ملف القضية من خلال تحديد أراضي الدولة الفلسطينية في قطاع غزة شريطة نزع أسلحته وتوسيع مساحته الجغرافية عن طريق تبادل أراض بين أطراف متعددة ومجاورة بما في ذلك أراضٍ من منطقة النقب المحتلة منذ عام 1948، ويرى المحللون في "إسرائيل" أن نتنياهو وترامب يحاولان التركيز على موضوع قطاع غزة لاستبعاد أراضي الضفة الغربية بانتظار الحل النهائي فيها، ويريدان تحديد ما يشبه الدولة الفلسطينية المؤقتة تمهيداً لإنهاء كل ملفات القضية ونزعها من الضفة الغربية والأراضي المحتلة منذ عام 1948، ولذلك جاء قرار ترامب باعترافه بالقدس الشرقية المحتلة جزءاً من السيادة الإسرائيلية وعاصمة لها لكي تتحول عاصمة الدولة إلى أي منطقة خارج الضفة الغربية.