حان الوقت لفرض عقوبات دولية على محمد بن سلمان
دعت أكشاي كومار، نائب مدير شئون الأمم المتحدة في منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى فرض عقوبات على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لدوره في القصف الجوي على المدنيين اليمنيين ، والأزمة الإنسانية التي تفرضها بلاده على المدنيين ، في الوقت الذي تنفي فيه المملكة مسئوليتها عن تلك الأزمة.
واستهلت كومار مقالها في صحيفة "واشنطن بوست" ، بالقول "سياسات الإصلاح التي تجري في المملكة مثلت عنصرا جذبا واستحسانا لدى وسائل الإعلام الأمريكية. فالحكومة تعهدت مؤخرا بتمكين السعوديات من القيادة، والسماح بإنشاء دور عرض سينمائية في البلاد، وتعليم الفتيات للرياضة البدنية في المدارس. وهذه خطوات هامة، لا سيما فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين".
وتابعت:" أعطت هذه الأمور ولي العهد الفرصة لكي يفوز بتصويت قراء مجلة "التايم" وانتخابه رجل العام. وفي الاحتفال بهذه الخطوات حاول الكثيرون التغطية على سجل الأمير الإشكالي. مثل قرار الأمير المفاجئ اعتقال عدد من أفراد النخبة السعودية في فندق خمس نجوم بالرياض (ريتز كارلتون) بتهم تجاوزات فساد بدون إجراءات قانونية مناسبة وكذا مسئوليته عن الكارثة الإنسانية المتواصلة في الجارة اليمن".
وتعلق الكاتبة على الحرب في اليمن قائلة :"ان دور الأمير البارز فيها لا يتناسب مع الرواية التي تقدمه "كرجل رؤية" وقائد ميال للإصلاح".
وتابعت"لا يوجد ما يشي بالجرأة والتغيير بشأن تحالف يقوم بقصف جوي لا يرحم للمدنيين اليمنيين وإنكار تحمل قواته المسئولية عن جرائم الحرب في الوقت نفسه. وكذا فرض القيود على استيراد المواد الغذائية وانتشار أمراض يسهل علاجها. ولهذا فلا يستحق ولي العهد بن سلمان - بوصفه وزير فاع بلاده - بطاقة مجانية تحلله من المسؤولية. بل وعلى العكس يجب أن يتم معاقبته والقادة البارزين في التحالف من قبل المجتمع الدولي".
وتقترح المسؤولة الأممية "فرض عقوبات محددة تتعلق بالقصف الذي لا يميز والحصارغير الشرعي الذي يمنع وصول المواد الأساسية للمدنيين، والتي تقع ضمن صلاحيات الأمم المتحدة".
وأكدت كومار أنه حان الوقت كي يضع ترامب حدا للتهديد السعودي؛ بتوجيه مبعوثة بلاده في الأمم المتحدة، نيكي هالي، للحديث عن فرض عقوبات على قادة التحالف في نيويورك.
وقد يرى البعض في هذا الأمر "احتمالًا ضعيفًا"، لكنه هو الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به، على حدّ قولها.
واختتمت كومار مقالها باقلول "الاستمرار في حماية السعوديين سيترك ملايين اليمنيين في بؤس. ولا ينبغي أن يكون ولي العهد قادرًا على التستّر على الإساءات الانتهاكات في الخارج بالحديث عن الإصلاحات في الداخل".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجه دعوة عاجلة إلى قيادة السعودية، لإنهاء الحصار المفروض على اليمن، والسماح الكامل بإيصال المواد الغذائية والوقود والمياء والأدوية للشعب اليمني، الذي أصبح في حاجة ماسة إليها"، مشددًا على "ضرورة القيام بذلك فورا نظرا للدوافع الإنسانية".