الضغوط الاميركية الخليجية على عباس!!
ما صرحت به مندوبة اميركا في الامم المتحدة اثناء التصويت على قرار ترامب بنقل عاصمتها الى القدس من ان "كل بلد يصوت على القرار فسوف يتم مقاطعته وقطع المساعدات عنه" وبناء على ذلك فان الضربة الاولى جاءت على رأس رئيس السلطة عباس عندما أستدعي الى الرياض وبصورة مفاجئة بعد تصريحاته ضد قرار ترامب ورفضه له مما اعتبرته واشنطن تمردا عليها ونكوصا للتحالف معها، وقد حذر عباس واشنطن بالقول "ان الفلسطينيين لن يقبلوا "أي خطة" سلام تقترحها الولايات المتحدة في الشرق الاوسط بعد اعترافها بالقدس عاصمة لاسرائيل، وقال ايضا وغداة ادانة واسعة في الجمعية العامة للامم المتحدة لقرار واشنطن بشأن القدس "ان الولايات المتحدة لم تعد وسيطا نزيها في عملية السلام ولن نقبل أي خطة منها بسبب انحيازها وخرقها للقانون الدولي".
ولما كان موقف الرياض والامارات واضحا بالنسبة لموضوع القدس وهو تجاهل ما يجري على الارض الفلسطينية من انتفاضة عارمة ضد الكيان الغاصب معلنة رفضها لقرار ترامب والذي اتضح من خلال تغيب الملك سلمان وولي عهد ابوظبي عن حضور القمة الاسلامية التي عقدت لمناقضة قرار ترامب لكي لا يخدشوا شعور واشنطن ولايحدثوا شرخا في العلاقات مع الكيان الصهيوني، لذلك لم يجدوا سوى ان يمارسوا ضغوطهم على عباس وبالنيابة عن واشنطن وهو ما كشفه بالامس موقع دبيكا الاستخباري من ان "البيت الابيض قد قرر فرض قائمة عقوبات على رئيس السلطة عباس بسبب تعنته في قضية القدس وعدم قبوله باي نصائح من عواصم القرار الخليجية للموافقة على خطة السلام الاميركية"، بحيث ان ادارة ترامب قررت رفع يدها عن دعم ابومازن والانسحاب بهدوء من جميع علاقاتها مع السلطة في رام الله، كل ذلك ردا على حملته ضد الرئيس ترامب وقراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.
ومما يمكن الاشارة اليه وكما سربت مصادر اعلامية انه وخلال لقاء عباس مع ولي العهد السعودي وولي عهد الامارات تعرض فيها لضغوط وتحذيرات كثيرة للتراجع عن موقفه والكف عن انتقاد ترامب وموقفه مما يعكس صورة واضحة من صور القلق الكبير الذي انتاب ادارة ترامب بالدرجة الاولى والدول الخليجية الذيلية لتعاظم انتفاضة القدس والتي دخلت اسبوعها الرابع وهي اكثر قوة وقدرة بحيث شكلت تهديدا مباشرا للامن الصهيوني، ولم يقف الامر عند ذلك بل ان الشعوب وفي اغلب البلدان الاسلامية وغيرها اخذوا دورهم في الخروج بتظاهرات كبيرة منددة ورافضة لقرار ترامب مما انعكس على الداخل الاميركي وبصورة ان استطلاعات الراي التي جرت خلال الايام الماضية اوضحت انخفاض شعبية ترامب وبصورة لم يسبق لها مثيل لاي رئيس اميركي سابق.
واخيرا والذي لابد من الاشارة اليه ان موقف عباس لم يكن غامضا بل واضح وضوح الشمس من انه لا يرغب او لايشجع اي مواجهة مع اسرائيل واتضح انه يسعى ويلهث وبكل قواه وراء السلام بالدعم الاميركي والخليجي، ولكن السؤال هنا هل تستطيع ضغوط واشنطن وحليفاتها من الدول الخليجية ان تغير من موقف عباس الجديد؟، أو ان المتغيرات على الارض الفلسطينية والتي اخذت فيه انتفاضة القدس ابعادا جديدة وغير متوقعه وقد تخرج عن اطارها الحالي مما قد يفرض على عباس اما ان ينصاع للضغوط ويغير موقفه وهومما سيضعه في مواجهة مباشرة مع الشعب الفلسطيني، او انه ولكي يتخلص من المازق الذي هو فيه وذلك باعلان استقالته والدعوة لانتخابات مبكرة جديدة ليضرب عصفورين بحجر واحد.