نعيم قاسم: فلسطين هي البوصلة و“إسرائيل" خطر حقيقي على المستوى الإقليمي والدولي
* عندما كانت أميركا تقود العالم باحاديتها لم تتمكن من شرعنة وجود "إسرائيل" فكيف اليوم وهي باتت أضعف
* تدخل أميركا في عدد من الدول العربية تحت عنوان "الربيع العربي” كان له هدف أساسي هو إضعاف هذه الدول
* مسؤولية تحرير القدس وفلسطين هي مسؤولية جميع الناس وجميع الأحرار في العالم كل بحسبه وموقعه
بيروت - وكالات انباء:- اعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن "إسرائيل" هي خطر حقيقي على المستوى الإقليمي والدولي، هي ليست خطرا على فلسطين فقط وليست محتلة للأرض الفلسطينية فقط، هي تريد متكأ في فلسطين لتسيطر على المنطقة بأسرها وتتحكم بمقدرات دولية لمصلحتها، والدليل على ذلك فكرة أن تتوسع جغرافيا عام 1967 باحتلال عدد من الدول العربية لكن لم تستطع هضم الجغرافي، فاستبدلت الإحتلال الجغرافية بالإحتلال السياسي والثقافي والإتكاء على الوضع الدولي لتثبيت موقعية "إسرائيل" في المنطقة، ولجأت الى الفتن والحروب والتحريض حتى تتهاوى وتسقط المنطقة وتتمكن إسرائيل من السيطرة السياسية التي تغنيها عن السيطرة العسكرية المكلفة وغير الممكنة بالنسبة لـ"إسرائيل”.
وقال الشيخ نعيم قاسم: كل مشاكل المنطقة التي نعيشها سنجد وراءها "إسرائيل"، فغزو العراق الذي حصل من قبل أميركا لضرب القوة والقدرة الموجودة في العراق حتى يصبح العراق ضعيفا في المنطقة، وتدخل أميركا في عدد من الدول العربية في إثارة المشاكل والمطالب تحت عنوان "الربيع العربي” كان له هدف أساسي هو إضعاف هذه الدول، والحرب على لبنان سنة 2006 من "إسرائيل" بقرار أميركي كان الهدف منها كما قالت "رايس" في اليوم التاسع، تمرير الشرق الأوسط الجديد من بوابة لبنان، ثم جاء بعد ذلك العدوان على سوريا سنة 2011 وكرر الأميركيون التعبير نفسه أن سوريا بوابة الشرق الأوسط الجديد وبأدوات الإرهاب التكفيري على قاعدة أن النتيجة ستكون لمصلحة "إسرائيل"، إذا كل مشاكلنا سببها "إسرائيل" وهي تقلق المنطقة وتعطل نموها وتطورها.
وسأل: ما هي صفقة القرن؟ هي مؤلفة من أربعة أمور: أولا القدس لـ"إسرائيل"، وبدلا من القدس الشرقية تكون أبوديس عاصمة فلسطين، ثانيا تتولى السعودية دفع الأموال اللازمة لكل اللاجئين الفلسطنيين في البلدان المختلفة كتعويض عن مساكنهم ويوقعون على عدم العودة ويبقون حيث هم ويكون بذلك قد تم إلغاء حق العودة بالكامل برعاية سعودية إماراتية وبإشراف أميركي في صفقة القرن، ثالثا تبقى أراضي الضفة التي بنيت عليها المستوطنات بكاملها تقريبا للاسرائيليين وتستبدل ببعض الأراضي بمساحة متقاربة من صحراء سيناء قرب غزة، رابعا تصبح فلسطين بلدية بلا حماية وبلا جيش يقاتل وتبقى تحت الرعاية الدولية بطريقة أو بأخرى وتحت الضغط الإسرائيلي حتى لا يأتي منها أي إزعاج للكيان الإسرائيلي. هذه هي صفقة القرن التي يريدونها ولكن ضجروا من أن إجراءاتها في الزوايا المختلفة بطيئة ولا تحقق المطلوب منذ عدة سنوات والحديث قائم عن التطبيع بين السعودية و"إسرائيل" على قاعدة أن هذا التطبيع ينعكس على الفلسطينيين فتبين أن التطبيع في مسار والفلسطينيون يستمرون في مقاومتهم وانتفاضتهم للحلول التي تطرح.
وأضاف: عندما كانت أميركا تقود العالم بطريقة آحادية بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي، لم تتمكن من شرعنة وجود "إسرائيل"، ووقتها كانت أميركا أقوى بكثير من الواقع التي عليه اليوم، أما اليوم أميركا هي أضعف ومربكة وتعاني من أزمة قيادة داخلية ومصداقية أمام العالم هناك أقوياء يبرزون وأصحاب حق وانتصارات تحصل، إذا لا يمكن لترامب في ظل هذه الظروف أن يحقق مبتغاه.
وتابع: الحل يبدأ أولا من عند الفلسطينيين بمقاومتهم وانتفاضتهم، ولا يستطيع أحد إرغامهم على التخلي عن أرضهم، ولا يستطيع أحد أن يوقع نيابة عنهم، يمكن للاسرائيلي أن يحتل ولكنه لا يملك الأرض، هو معتد ولا حق له، وهذه هي النقطة المركزية التي يجب ان ننطلق منها ونعمل على أساسها، وهنا أؤكد أن القدس قضية فلسطينية وعربية وإسلامية وإنسانية، لا تحرموها من نصرة العالم وفي آن معا كل العالم معني بالنتائج التي ستحصل في فلسطين، على هذا الاساس نحن نؤكد أن مسؤولية تحرير القدس وفلسطين هي مسؤولية جميع الناس وجميع الأحرار في العالم كل بحسبه وموقعه.
وشدد الشيخ نعيم قاسم بالقول: نؤكد اليوم أننا بحاجة لأن نقرر ونؤكد أن البوصلة فلسطين والقدس علينا ألا نغفلها، فإذا كانت هي البوصلة سننجح في بلداننا وسننجح في فلسطين لأن من نجح في تصويب البوصلة بشكل صحيح نجح في خياراته الإستقلالية وأما من ضل الطريق لدواعٍ مالية أو سياسية فسيكون ضالا في بلده أيضا ولن يحقق المستقبل. تأكدوا أن المقاومة هي المستقبل وفلسطين هي المستقبل والقدس عروسها هي مستقبلنا جميعا.