kayhan.ir

رمز الخبر: 68640
تأريخ النشر : 2017December23 - 21:12

بن سلمان "مجرم حرب" بامتياز


بعد ان بلغ السيل الزبى لشدة الكارثة الانسانية التي تواجه اليمن نتيجة للعدوان السعودي ـ الاماراتي السافر بقيادة اميركا، نرى اليوم ان هذا البلد وسط عاصفة من الازمات المعقدة ولم تنحصر في نتائج القصف الوحشي اليومي المدمر للاحياء السكنية والمنشآت المدنية والذي ينتج عنه يوميا سقوط عشرات الشهداء خاصة من الاطفال والنساء بل يواجه ايضا كوارث صحية وغذائية كتفشي الاوبئة والامراض والمجاعة حيث يعاني اليوم اكثر من 80% من المواطنين اليمنيين من شحة مياه الشرب والطعام والوقود مع وجود مليون طفل مصاب بالاوبئة ومنها المعدية، واذا لم توضع معالجة فورية لهذه المشاكل المعقدة والخطيرة قد يتعرض اليمن الى خطر مجاعة وتفشي الاوبئة بشكل غير مسبوق قد تخرج عن نطاق السيطرة وتفتك بهذا البلد الذي قد لا يتحمل عواقبه الوخيمة والتي قد ينجم منها ابادة جيل كامل من الشعب اليمني السعودية والامارات وحدهما بل حماتها من الغربيين واميركا في المقدمة، وهذه "جريمة حرب" بامتياز لا يمكن تجاوزها باي حال من الاحوال.

وعتبنا الشديد وانتقاداتنا اللاذعة لسكوت المنظمات الانسانية والحقوقية الدولية وغيرها في الغرب امام مثل هذه التجاوزات القطعية التي يندى لها جبين الانسانية وقل ما حدث ذلك من تجاوز شنيع يتعرض له بلد في العالم حيث يتعرض اليمن لابادة جماعية عسكريا وتجويعا وتفشيا للامراض لا لذنب، سوى انه يريد ان يعيش سيدا حرا وفق النمط الديمقراطي الذي يعتقد به الغرب ويروج له اما لماذا حلال عليهم وحرام على الشعب اليمني؟ فالسبب معروف لان الشعب اليمني يرفض التبعية لهم ولذيولهم في المنطقة.

لكن هذا العار الابدى الذي يلاحق الغرب خاصة اميركا في دعم العدوان السعودي بالسلاح الفتاك لاستخدامه ضد المدنيين العزل في اليمن جريمة لا تغتفر ولابد من عقاب صارم لا يمكنهم ان يفلتوا منه في هذه الدنيا فكيف بالعقاب الالهي الذي لا مفر منه بالتاكيد.

ويستاءل الرأي العام العربي والاسلامي والعالمي عن سبب استمرار سكوت المنظمات الدولية والمدنية تجاه المجازر الدموية التي يرتكبها آل سعود ضد الشعب اليمني طيلة فترة العدوان بدعم مفتوح وغير مسبوق من دعاة الحرية والديمقراطية في الغرب ولو تعرضت دولة ممن تدور في الفلك الغربي بـ 1% مما تعرض له الشعب اليمني لاقاموا الدنيا ولم يقعدوها وهذا علامة فارقة في التعامل الازدواجي للغرب الذي لابد ان يجيب على هذه التساؤلات وهو تحت طائلة المساءلات.

وما تطرقت اليها مؤخرا بعض وسائل الاعلام والمنظمات الدولية العمل بواجبها الانساني المحتوم عليها بل لتبرئة نفسها مما يحدث حيث حذرت منظمة "اكسفام" من خطر المجاعة وتفشي الاوبئة الذي يتحمل مسؤوليته بن سلمان المتورط في خلق ازمات هذا البلد وكوارثه، الا ان المرصد الدولي لحقوق الانسان ذهب الى ابعد من ذلك وان جاء متاخرا جدا بالقول "آن الاوان" لتفرض الامم المتحد عقوبات ضد محمد بن سلمان وتدرج اسمه على قائمة عقوبات مجلس الامن الدولي ومن ضمنها قائمة "مجرمي الحرب" .


لقد آن الاوان لساسة الغرب و اميركا بالذات ان يعوا على انفسهم ويحترموا مبادئ حقوق الانسان والشعوب ولا يضحوا بعلاقاتهم ومكاسبهم طويلة المدى مع دول العالم على حساب المكاسب الآنية فان ذلك سيكلفهم اثمانا باهظة قد يعجزوا عن دفع فواتيرها مع فقدان مكانتهم وسمعتهم والفضائح والتداعيات التي ستليها لذلك يتوجب عليهم ان ينتهجوا نهجا عقلانيا في التعامل مع الشعوب الحرة والمستقلة التي هي ركيزة الاستقرار والسلام في العالم لان ذلك يصب في مصلحتهم لا ان يتعاملوا مع حفنة من الحكام الفاسدين المستبدين الذين لا مستقبل لهم وسترميهم عاجلا ام آجلا شعوبهم في مزابل التاريخ. وان كل ما يروجه هؤلاء الساسة من اباطيل فان الحقائق تكشف رغم انفهم وما جرى في 11 سبتمبر تبين للجميع ان من بين 19 ارهابيا فجروا مركز التجارة في نيويورك كان منهم 15 سعوديا ولم يكن بينهم حتى ايراني واحد. والطريف في الأمر ان ثلة من الخبراء الامنيون الاميركيون حذروا ترامب مؤخرا من ان "السعودية هي الداعمة الاساس للارهاب وليست ايران".