اجتماع طهران للجنة فلسطين البرلمانية: المقاومة بكل أشكالها حق مشروع حتى استعادة فلسطين
* البيان الختامي: ضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني يتجلى في عودة جميع اللاجئين واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس
* لاريجاني: نحن ندعم فلسطين عسكريا وماليا وسياسيا امام الكيان الصهيوني "بيروقراطية الشر"
* بعض الدول العربية ارسلت اشارات خاطئة للادارة الاميركية ما شجعها على اتخاذ قرارها حول القدس
* الجبوري: على الدول التي لها علاقات مع الكيان الصهيوني قطع هذه العلاقات نصرة للقدس والفلسطينيين
* سيديبي: ترامب يسعى لتنفيذ سياسات هجومية باتجاه شن الحروب ويضع المسلمين أمام امر واقع
طهران - كيهان العربي:- شددت لجنة فلسطين في اتحاد برلمانات الدول الاسلامية المجتمعة في طهران، في ختام اعمالها على أن المقاومة بكل أشكالها حق مشروع حتى استعادة فلسطين، كما دعت اللجنة برلمانات الدول الاسلامية الى سن قوانين تهدف إلى مقاطعة البضائع الاسرائيلية والأميركية.
وقد عقد رئيس مجلس الشورى الاسلامي الدكتور علي لاريجاني ورئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري ورئيس برلمان جمهورية مالي في طهران مساء أمس الاثنين مؤتمرا صحفيا عقب الاجتماع الاستثنائي للجنة فلسطين في اتحاد برلمانات الدول الاسلامية.
وقال الدكتور لاريجاني للصحفيين، ان الادارة الاميركية تستغل الفوضى والارهاب في المنطقة لتمرير قراراتها ومخططاتها.
وشدد بالقول، للاسف ان بعض الدول العربية ارسلت اشارات خاطئة للادارة الاميركية ما شجعها على اتخاذ قرارها حول القدس.
واضاف رئيس مجلس الشورى الاسلامي قائلا: نامل ان لا تواصل السعودية المسار الذي تسلكه حول اقامة علاقات مع الكيان الصهيوني، مشيرا الى ان بعض الدول الاسلامية اتخذت مواقف واضحة تجاه قرار ترامب.
واوضح الدكتور لاريجاني بان هناك توقعات من الدول الاسلامية لاتخاذ مواقف تضغط بها على الادارة الاميركية.
وقال رئيس مجلس الشورى الاسلامي إن مصير فلسطين مرتبط بمصير كل الدول الإسلامية، مضيفاً أنه يجب تسمية إسرائيل بـ"بيروقراطية الشر".
ورأى أن على الدول الإسلامية التي تقيم علاقات اقتصادية وسياسية مع الكيان الغاصب أن تتراجع عن هذا الأمر، مشدداً على أن قوى المقاومة هي من أجبرت كيان الاحتلال على التراجع.
واكد الدكتور لاريجاني في كلمته امام اجتماع الترويكا لرؤساء اتحاد البرلمانات الاسلامية، ان الجمهورية الاسلامية لن تهاب من الافصاح بانها تساند فلسطين ماليا وسياسيا وعسكريا؛ مؤكدا في الوقت نفسه ان المزاعم بشان 'الدعم العسكري لليمن لا اساس له من الصحة.
وقال: سنستخدم ما يتوفر لدينا من الطاقات لصالح فلسطين؛ ذلك ان سبيل نجاة فلسطين يكمن في هذا الامر. مضيفاً: نحن لن نهاب من الافصاح باننا نساند فلسطين ماليا وسياسيا وعسكريا، ونعدّ ذلك خطوة اصيلة.
وفي معرض الاشارة الي المزاعم بشان 'المساعدة الصاروخية الايرانية لليمن'، قال رئيس مجلس الشورى الاسلامي : نحن لسنا البلد الذي يخفي دعمه العسكري؛ نحن ندعم فلسطين عسكريا لكننا لم نقدم اي مساعدة عسكرية الي اليمن ونعتبرها مزاعم كاذبة.
وتابع قائلا، ان الصواريخ اليمنية تعود الي اليمنيين انفسهم ولا يمكن لبعض الدول ان تقوم بأي خطوة عبر هذه المزاعم؛ مضيفا : على امريكا ان تبحث عن سبيل آخر في محاولتها لاثارة التوترات في المنطقة، فهذه الممارسات لن تجدي نفعا.
من جانبه اشار رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري في المؤتمر الصحفي المشترك الى ان قرار ترامب ليس احادي الجانب وانما هو بداية مشروع، منبها ان على الدول التي لها علاقات مع الكيان الصهيوني قطع هذه العلاقات نصرة للقدس والفلسطينيين.
وقال الجبوري: نحرص على وحدة الموقف الاسلامي والعربي تجاه فلسطين، مؤكدا حق الشعب الفلسطيني في حياة حرة تنعم بالاستقرار.
الى ذلك اكد رئيس برلمان جمهورية مالي "ايساكا سيديبي" في نفس المؤتمر الصحفي، ان ترامب يريد تنفيذ سياسات هجومية قد تؤدي الى شن حروب، وقال بان الرئيس الاميركي أراد ان يضع المسلمين أمام امر واقع,
وأضاف رئيس برلمان جمهورية مالي اننا نرفض اقامة علاقات سياسية مع الكيان الاسرائيلي، وان قضية فلسطين ومنذ الاستقلال كانت في صلب سياساتنا، مشددا على ان قرار ترامب سيتسبب بتداعيات خطيرة في المنطقة.
الى ذلك قال الامين العام لاتحاد برلمانات الدول الإسلامية محمود ارول قليج في كلمته خلال الاجتماع الطارئ للجنة فلسطين بطهران، إن قرار أميركا بإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني يعد إهانة للمشروعية الدولية والإرادة الجماعية للأسرة الدولية، وقال: ان هذه القضية تؤدي الى تبعات سيئة للقدس والمسجد الأقصى والعالم الإسلامي بأسره.
وأضاف: ان الإهتمام الذي توليه أمتنا بالقضية الفلسطينية لا توليه لأي موضوع آخر، وهذه هي القضية الرئيسية لأمتنا، ويؤيد ذلك ان جميع القرارات والبيانات الصادرة تتحدث عن ردود الفعل حيال الظروف الطارئة المرتبطة بالقدس.
من جانبه اعلن ممثل برلمان فلسطين رضوان الاخرس ان الاحتلال لم يبق من المسجد الاقصى شيئا وهو حفر انفاقا تحت المسجد وفرض حصارا عليه. واشار الى المسؤوليات التي تقع على عاتق المسلمين وقال ان القدس مدينة قدسها الله وهي معراج الرسول الى السماء .
اما مندوب البرلمان الاندونيسي لاجتماع لجنة فلسطين التابعة لاتحاد برلمانات الدول الإسلامية نور حياتي علي اسقاف، فقد قال ان قرار الرئيس الاميركي بإعلان القدس عاصمة للصهاينة، وضع أمامنا واجبا بأن علينا ان نسارع في الدفاع عن فلسطين. ونحن نعلن ان من واجبنا ان ندافع عن فلسطين ومواقفها.
وأعرب مندوب البرلمان الاندونيسي عن شكره للجمهورية الإسلامية في ايران لاستضافتها هذا الاجتماع، وقال: اننا نواجه اليوم امبريالية جديدة تتصرف خلافاً لقرارات منظمة الأمم المتحدة، وتهدد القدس الشريف كذلك، مضيفا ان اميركا والكيان الصهيوني لديهما رؤية مشتركة بمواصلة احتلال فلسطين، لذلك علينا ان نركز على القضايا الأهم للعالم الإسلامي اكثر مما مضى، وان نعتمد إجراءات جادة حيال القرار الأميركي.
هذا وادان عمر داوود مندوب برلمان تشاد في الاجتماع الطارئ للجنة فلسطين في اتحاد برلمانات دول منظمة التعاون الاسلامي في طهران بشدة اعلان اميركا للقدس الشريف عاصمة للكيان الصهيوني. واكد على ضرورة اتخاذ موقف حازم حيال الخطوة الاميركية الظالمة في الاعتراف بالقدس الشريف عاصمة للكيان الصهيوني.
على الصعيد ذاته دعا"خورايجي نياس" ممثل برلمان السنغال في الاجتماع الطارئ للجنة فلسطين لاتحاد برلمانات الدول الاسلامية، الدول الاسلامية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم.
وقال: ان فلسطين تحترق منذ عدة عقود في صراعها مع الكيان الصهيوني، لكن التطورات الاقليمية الاخيرة اضافت بعدا سياسيا الى هذا الصراع.
من جانبه أكد ارحان آتالاي مندوب البرلمان التركي لاجتماع لجنة فلسطين باتحاد برلمانات الدول الإسلامية في طهران، ان القدس يجب ان تكون عاصمة أبدية لفلسطين، وعلى الدول الإسلامية ان تعيد افتتاح سفاراتها في القدس.
وقال: اجتمعنا اليوم ليس فقط لنقف بوجه قرار جائر، بل نعتقد أنه يجب ان نبحث عن حل أساسي في مواجهة هذا القرار.
وفي الاطار ذاته اكد السليم القراية مندوب البرلمان الاردني لاجتماع لجنة فلسطين في طهران السليم القراية ان بلاده ستلغي اي معاهدة مع الكيان الصهيوني.
ودعا الامة الاسلامية التي تضم مليار ونصف المليار نسمة الى التكاتف في مواجهة العدو (اميركا) المحتال والمتكبر الذي انتهك جميع مقدساتهم.
هذا وأصدرت لجنة فلسطين في اتحاد برلمانات الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي أمس الاثنين بيانا في ختام اجتماعها الطارئ بطهران، والذي اكدت فيه على جوهرية قضية فلسطين والقدس للامة الاسلامية.
واكد البيان على جوهرية قضية فلسطين والقدس للامة الاسلامية بحيث يتوجب على جميع الحكومات والبرلمانات والمنظمات غير الحكومية التعاون مع بعض في جميع الاجتماعات والمتلقيات الدولية والاقليمية وبذل الجهود اللازمة بصورة منسقة لدعم القضية الفسطينية والدفاع عن الفلسطينيين وتقديم العون لهم، من اجل ضمان الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني والتي لا يمكن التغاظي عنها والمساومة عليها.
واضاف، ان ضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني يتجلى في عودة جميع اللاجئين والتحرر من قيد الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
واكد من جديد على ان مدينة القدس جزء لا يتجزأ من ارض فلسطين، مدينا بشدة الاعتداءات المتكررة من قبل الكيان الصهيوني على جميع المقدسات في القدس، ومستنكرا ممارساته اللاقانونية والتي تجري خلافا لجميع القوانين الدولية بهدف تهويد القدس وتدمير المقدسات الاسلامية والمسيحية.
ورفض البيان بحزم قرار الرئيس الاميركي حول مدينة القدس واعتبره اعتداء سافرا على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة التي لا يمكن التنازل عنها، كما اعتبر البيان القرار المذكور باطلا ومن شانه ان يعمق التوتر في المنطقة ويشير غضب الشعوب ويسوق المنطقة نحو المزيد من العنف والفوضى.
واذ اكد البيان على ان الدفاع عن القدس مسؤولية قطعية لجميع المسلمين والعرب مشددا على دعم انتفاضة الشعب الفلسطيني بجميع الطرق الممكنة وحمايته من قبل العالم الاسلامي بحيث يشعر المسلمون جميعا بمسؤولية دعم هذه الانتفاضة العادلة حسب طاقاتهم، انتفاضة هدفها المقاومة ضد ظلم وعدوان الكيان الصهيوني.
كما اكد المشاركون في الاجتماع على ان المقاومة بجميع ابعادها حق مشروع وقانوني للشعب الفلسطيني في مسار الحصول على حقوقه خاصة حق عودة جميع اللاجئين واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس في ارض فلسطين.
واكدوا ايضا على تفعيل جميع الصناديق التي تم تاسيسها للقدس في سياق ترسيخ صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة قوات الاحتلال عبر توفير المساعدات المالية وتلبية الحاجات اليومية لهذا الشعب المقاوم.
ونوه البيان الى ان جميع الجهود الاسلامية يجب ان تعبأ في مسار وضع جميع الامكانيات في سبيل وصول الشعب الفلسطيني الى حقوقه ويتوجب في هذا السياق تجنب اي نوع من الخلافات.
ودعا البيان الى حث الدول التي مازالت لن تعترف بدولة فلسطين رسميا للعمل بمسؤوليتها التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني وحقه في اقامة الدولة المستقلة وان يُطلب من مجلس الامن الدولي اتخاذ الاجراء اللازم لعضوية فلسطين الكاملة في الامم المتحدة.
واعتبر البيان الاسراع في تنفيذ اتفاقية المصالحة الوطنية امرا ضروريا للتصدي للاخطار القائمة امام القضية الفلسطينية عبر ترسيخ الوحدة الوطنية وتعبئة جميع الامكانيات.
كما اكد على تفعيل جميع القرارات المتعلقة بعدم التعامل مع الكيان الصهيوني وعدم نقض قوانين الحظر ورفض اي اجراءات لتطبيع العلاقات مع هذا الكيان.
ووجه البيان في الختام خالص الشكر والتقدير لسماحة قائد الثورة الاسلامية والشعب ومجلس الشورى الاسلامي لهذه الدعوة الكريمة واستضافة الاجتماع.