1000 يوم من الصمود الاسطوري
بعد ايام فقط من شن التحالف السعودي ـ الاماراتي بقيادة اميركا عدوانه السافر على اليمن لم يعد امام طيران هذا التحالف البغيض اهدافا للبنى التحتية حتى يقصفها، اولا لامكانات هذا البلد المتواضعة وثانيا لقدرة طيران هذا التحالف الآثم و غير مقدس وامكاناته الضخمة ومشاركة الطيارين الاجانب بما فيهم الصهاينة. ومنذ تلك الايام وحتى يومنا هذا اصبح الشغل الشاغل لهذا التحالف وفي عملية مبرمجة قصف المدنيين العزل والانتقام منهم هدفا لاخضاع الشعب اليمني واعادته الى المربع الاول كحديقة خلفية لنظام آل سعود لكن هيهات وهيهات ان يحلموا حتى بذلك، لأن الشعب اليمني وبحضارته العريقة وثقافته العالية وباسلامه ووطنيته يأبى ان يخضع لرعاة الجمال البدو ويطأطئ راسه لهم رغم شراسة العدوان ووسعته التي تقودها اميركا و"اسرائيل" ويضم 17 دولة بما فيها السعودية والامارات وامكاناتهما المالية والتسليحية الضخمة، افشل عدوانهم وبقي صامداً يهشم رؤوسهم العفنة ويلحق بهم الهزائم ويتوغل في اراضيهم رغم امكاناته البسيطة وهو في ظل الحصار الظالم من كل الجهات.
واليوم يمضي على الصمود الاسطوري للشعب اليمني الأبي 1000 يوم لمواجهة العدوان الغاشم ودوله الآثمة التي بات يحقرها يوميا ويكشف حقيقتها وطينتها الاجرامية امام العالم. فألف يوم من التواطؤ والغدر والاجرام والقصف اليومي الوحشي للاهداف المدنية الصرفة لم يكسر ارادة الشعب اليمني ولم يزحزحه عن موقفه لتغيير قراره فالصمود والدفاع عن اهدافه، لأنه آل على نفسه ان يدفع ثمن استقلاله الحقيقي حفظا لسيادته واستقلال قراره ورفض التدخلات والاملاءات الخارجية خاصة السعودية التي ترى في التجربة الديمقراطية اليمنية خطرا عليها.
فآل سعود وبالاحرى آل سلمان الذين وعدوا كولن باول وزير الخارجية الاميركي الاسبق بانهم سيحسمون الحرب ضد اليمن خلال اسبوع أو عشرة ايام على الاكثر، ها هم اليوم غارقون في الرمال اليمنية ويطوون 1000 يوم على عدوانهم الاثيم ضد اليمن دون ان يحققوا اي مكسب على الارض سوى قتل الابرياء خاصة الاطفال والنساء والايغال بدمائهم، ناهيك عن تدمير المنشآت المدنية والخدمية وهم اليوم في ورطة قاتلة يحصدون الفشل تلو الفشل.
انهم كشفوا للرأي العام الاقليمي والعالمي خلال الـ 1000 يوم مدى اجرامهم وشراستهم ووحشيتهم في التعطش لسفك دماء اليمنيين ولن يتورعوا عن ارتكاب أية جريمة ضدهم بتشجيع وتسليح من الغرب خاصة اميركا وهؤلاء جميعا شركاء في ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة التي ترقى الى مستوى "مجرمي الحرب" الذين سيحاسبون يوما على افعالهم وممارساتهم ويدفعون ثمنها ناهيك عن الخزي والعار الابدي الذي سيلاحقهم كبقية مجرمي التاريخ الملعونين أبد الدهر، لان ما نزل بالشعب اليمني من عدوان وظلم فاحشين واضطهاد مضاعف قل نظيره في التاريخ من دون أن يرتكب ذنبا او خطيئة سوى انه اراد ان يعيش مستقلا بقراره الوطني بعيدا عن املاءات الآخرين.