الصحف الاجنبية: المساعي الأميركية لتهدئة غضب الفلسطينيين و المسلمين لا تحقق نجاحاً
اعتبرت صحف أميركية بارزة أنّ بعض الشخصيات في الإدارة الأميركية على الأرجح تحاول تهدئة غضب الفلسطينيين والعرب بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول القدس، وذلك من خلال الحديث عن عدم نقل السفارة الأميركية الى القدس المحتلة قبل عام 2020 على أقل تقدير، غير أنّ هذه الصحف أشارت الى أن التطورات حتى الآن تبيّن بأن مساعي تهدئة الغضب لا تحقق نجاحاً.
من جهة أخرى، شدّد مسؤولون استخبارتيون أميركيون سابقون على أنّ المزاعم الأخيرة التي أطلقتها السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة "Nikki Haley" حول إيران لا تستند على الحقائق، بينما تناولت مجموعة غربية بارزة تعمل في مجال الأمن والاستخبارات التوتر المتزايد في العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة.
كتب مجلس تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" مقالة تطرقت الى إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعترافه "بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل""، مشيرة الى انه وبعد اعلان ترامب هذا، فإن وزير الخارجية الأميركي "Rex Tillerson" صرح بأن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب الى القدس لن يحصل قبل عام 2020.
وأضافت بأنّ" جوازات سفر المواطنين الأميركيين المولودين في القدس سيكتب عليها "مولود في القدس" وليس في "إسرائيل"، وبأنّ خرائط الحكومة الأميركية لن تصنف القدس على أنها داخل "إسرائيل"".
وعليه رجّحت الصحيفة بأنّ "الشخصيات الأكثر حكمة في إدارة ترامب تحاول تهدئة الفلسطينيين وغيرهم من العرب الغاضبين من قرار ترامب"، ولفتت الى أنه" ومنذ قرار ترامب فإن الشرق الأوسط شهد تظاهرات ضد هذا القرار، اضافة الى لقاء منظمة التعاون الاسلامي في اسطنبول حيث اجتمع أكثر من خمسين زعيم من الدول الاسلامية وانتقدوا قرار ترامب وحثوا دول العالم على الاعتراف "بالقدس الشرقية" عاصمة لدولة فلسطين".
كما نبهت الصحيفة الى أن أغلب زعماء الاتحاد الاوروبي اجتمعوا في بروكسل ورفضوا السير وراء ترامب في قراره الأخير، محذرةً من أن المحاولات الأميركية لتهدئة الغضب لا يبدو أنها تؤثر بشكل كبير، مشيرا الى ان قوات الاحتلال "الاسرائيلي" قتلت أربعة فلسطينيين رمياً بالرصاص وجرحت ما يزيد عن 300 آخرين خلال تظاهرات شهدتها غزة والضفة الغربية.
كذلك أشارت الى أن القادة الفلسطينيين يرفضون لقاء نائب الرئيس الأميركي "Mike Pence" الذي من المقرر أن يزور الأراضي المحتلة الاسبوع المقبل.
السفيرة الأميركية لدى الامم المتحدة تقدم عرضاً لا يستند على الحقائق من أجل التصعيد ضد إيران
كتب المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "ال-CIA" المدعو "Paul Pillar” مقالة نشرت على موقع "National Interest” قال فيها إن المزاعم التي أطلقتها السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة "Nikki Haley” حول إيران تشبه الى حد كبير مزاعم وزير الخارجية الاميركي الاسبق كولن باول قبيل الحرب على العراق.
وقال الكاتب "إنّ "Haley” حاولت اثارة العداء تجاه ايران وان ادارة ترامب تبدو عازمة على الدخول في مواجهة مع ايران"، كما اعتبر الكاتب أن "Haley” وإدارة ترامب ذهبتا أبعد من كولن باول وادارة بوش في جر أجهزة الاستخبارات الاميركية الى الحملة".
وأشار الى أن "باول وبينما جلس في الامم المتحدة، فإن "Haley” ورغم أنها سفيرة الامم المتحدة، فإنها قامت بعملية الاستعراض بمقر الاستخبارات العسكرية الاميركية في واشنطن، واستعرضت بقايا الصواريخ".
الكاتب تابع بانه وكما في عام 2003، فإن استعراض "Haley” لم يتطرق اطلاقاً الى القضايا الجوهرية في الشرق الاوسط اليوم، ولفت الى أن الصاروخ الذي اطلق تجاه الرياض جاء رداً على القصف الجوي المتواصل من قبل التحالف الذي تقوده السعودية.
كذلك شدّد الكاتب على أن كلام "Haley" لم يقدم اي معطيات حول سياسات إيران او أسباب النزاعات بالشرق الاوسط، وانما عكس طبيعة ما تحاول أن تقوم به ادارة ترامب من خلال هذه الاستعراضات.
كما ذكرت بأن مراقبي الامم المتحدة أعربوا عن عدم درايتهم حول الجهة التي تقدم السلاح الى حركة "أنصار الله "في اليمن.
وأكد الكاتب ايضاً على عدم وجود أية أدلة تفيد بأن ايران تعمل على امتلاك سلاح عابر للقارات، وان المؤشرات حتى الآن تفيد بأن إيران تعمل فقط على ردع التهديدات.
وفي الختام شدد على نقاط التشابه بين ما قالته ادارة بوش حول العراق في عامي 2002 و2003 وما تقوله ادارة ترامب حول إيران اليوم.
التوتر المتزايد في العلاقات الأميركية التركية
مجموعة "صوفان" للإستشارات الأمنية والاستخبارتية تناولت في تقريرها اليومي التوتر المتزايد في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، وأشارت الى التصريحات الأخيرة لمستشار الأمن القومي الاميركي ""H.R McMaster"” والتي وصف فيها تركيا بأنها من أكبر مصادر نشر الفكر "الاسلامي" المتطرف.
ولفتت الى أن الرد جاء سريعاً من وزارة الخارجية التركية التي وصفت هذا الكلام بأنه لا أساس له وغير مقبول.
كما تابعت المجموعة بأن" وزارة الخارجية التركية سلطت الضوء ايضاً على دعم واشنطن العسكري المباشر للأكراد في سوريا"، وتحدثت عن عناصر توتر أخرى مثل محاكمة المواطن التركي المدعو "Mehmet Hakan Atilla" في محكمة فدرالية أميركية، اذ ان الاخير هو مسؤول سابق بمصرف "Halkbank" التابع للدولة التركية متهم بمساعدة ايران على "التهرب" من العقوبات الاميركية وفق قول المجموعة.
وأضافت بأنه" وبتاريخ الثالث عشر من كانون الاول/ديسمبر الجاري، استدعى المسؤولون الاتراك ضابط تابع لمكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي (FBI) في السفارة الاميركية باسطنبول، وذلك على خلفية محاكمة المدعو "Huseyin Korkmaz”، والذي شهد في المحكمة بأن "ال-FBI" قدم له مبلغ 50,000 دولار بعد ما فر من تركيا الى الولايات المتحدة.
المجموعة أشارت الى عوامل أخرى تسببت برفع حدة التوتر بين البلدين، مثل اعلان ترامب حول القدس وشراء تركيا أسلحة دفاع جوي روسية من طراز "S-400”، وقالت "ان مسؤولين أميركيين كبار بدأوا رفع الصوت عالياً ضد تركيا بينما تقترب الاخيرة من روسيا وتبتعد عن الغرب".