قمة السلاجقة والأعراب لن تبيعوا القدس مرّتين انتظروا المنازلة الكبرى في فلسطين...!
محمد صادق الحسيني
انتباه انتباه انتباه
يُجمع العارفون بخفايا الأمور بأن ما حصل في اسطنبول ، في ما سُمّي بقمة التعاون الاسلامي إنما هو في الواقع تآمر وتواطؤ سلجوقي سعودي مصري على الفلسطينيين ومبايعة مبطّنة لترامب، وكل ما عدا ذلك تضليل، قولوها صراحة ولا تضحكوا على الناس…!
المنافقون في قمة السلاجقة عندما يقولون بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين دون ذكر حدود 4 حزيران 67 يعني تخلياً عن كامل المقدّسات الإسلامية والمسيحية…!
قمة السلاجقة في اسطنبول خطيرة جداً.
وهي اعتراف بـ أبو ديس عاصمة لفلسطينهم. هذا ما اتفق عليه السيسي وسلمان وأبو مازن بأمر عمليات أميركي مبكر صادق عليه صائب عريقات ومدير المخابرات الفلسطينية قبل نحو ثلاثة أسابيع في أميركا…!
وإليكم تبعات وتداعيات هذه القمة التي يرى فيها البعض أشبه بنكبة ١٩٦٧ جديدة:
أولاً: لقد حققت القمة السلجوقية، التي عقدت 13/12/2017 في اسطنبول، لـ«إسرائيل» أكثر بكثير مما حققه ترامب لها عندما اعترف بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل». إذ إن هذه القمة قد سجلت اعتراف 57 دولة إسلامية بالقدس الغربية عاصمة لـ«إسرائيل» من دون أن تحدّد حدود القدس الغربية…!
ثانياً: فيما لم يعترف قرار الأمم المتحدة القاضي بتقسيم فلسطين والصادر في 29/12/1947 بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل» وإنما أخضعها لنظام التدويل، أي أن تصبح مدينة دولية مفتوحة للجميع وخاضعة لإدارة دولية.
ثالثاً: وبما أن مفهوم «إسرائيل» للقدس الشرقية يقضي باقتصارها على ضاحية أبو ديس، الواقعة خارج سُور الفصل العنصري «الإسرائيلي» وخارج البلدة القديمة في القدس، فإن الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين ومن دون ذكر لحدود عام 1967 فهذا يشكل تماهياً مع المفهوم «الإسرائيلي» الأميركي للقدس…!
وبالتالي موافقة عملية على مفهوم القدس في صفقة ترامب التي يطلق عليها صفقة القرن…!
رابعاً: وهذا يعني تنازل القمة السلجوقية عن القدس الشرقية الأصلية أيضاً، أي البلدة القديمة، وما فيها من مقدسات مسيحية وإسلامية، لـ«إسرائيل»…!
إضافة الى القدس الغربية التي احتلت عام 1948، وهي بالأساس جزء من مدينة القدس العربية الفلسطينية التي كان يفترض أن تصبح خاضعة لإدارة دولية، حسب القرار الدولي 181 القاضي بتقسيم فلسطين.
خامساً: إن كل ما عدا ذلك من كلام أُطلق في هذه القمة لا قيمة له على الإطلاق ولا يتعدّى كونه أرضية لمزيد من الضياع الفلسطيني في غياهب المنظمات الدولية وغيرها لهاثاً وراء عضوية هنا وهناك.
علماً أن الدول التي شاركت في القمة المذكورة هي أعضاء في جميع هذه المنظمات ولَم تقدّم عضويتها أي خطوة على طريق تحرير فلسطين. كما أن هذا الوقت الذي سيذهب هدراً في الركض وراء سراب المنظمات الدولية وقراراتها، التي لم تحترمها لا «إسرائيل» ولا الولايات المتحدة ولو مرة واحدة..!
إن هذا الوقت إنما هو وقت من ذهب بالنسبة لـ«إسرائيل» والتي ستستغله لتعزيز عملياتها المتواصلة في تهويد القدس وإفراغها من أهلها الفلسطينيين بمختلف الوسائل والسبل.
سادساً: أما هدير أردوغان وتصريحاته النارية حول عدوانية «إسرائيل» وعنصريتها، فما هي إلا ذَر للرماد في العيون وتغطية على تآمره مع «إسرائيل» والولايات المتحدة. إذ إن الموقف لا يتطلّب كل هذا الضجيج الفارغ وإنما التوجه إلى العمل الجدي المنظم وعلى الطريقة الإيرانية المتمثلة في تقديم الدعم المباشر، العسكري والمالي واللوجستي لكل فصائل المقاومة التي تقاتل الكيان الصهيوني، لو كان صادقاً..!
وهذا ما لن يقوم به أردوغان، فمنذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة وحتى الْيَوْمَ لم يسجل التاريخ تقديم سلاجقة تركيا، ومنذ عام 1965 وحتى الْيَوْمَ بندقية واحدة للثورة الفلسطينية، سواء من قبل أردوغان أو من أسلافه من سلاحقة تركيا العلمانيين والإسلاميين، في الوقت الذي سارع الى إقامة قواعد عسكرية تركية في قطر التي لا تواجه أي تهديد خدمة للتحشيد الاستراتيجي ضد إيران وروسيا والصين…!
فأين هي قوات أردوغان التي كان يُفترض فيها أن تهبّ لمساندة المقاومة الفلسطينية في غزة لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة والتي كان آخرها عدوان عام 2014!؟
سابعاً: نقول هذا ونحن نستذكر المسؤولية العثمانية/التركية عن ضياع فلسطين، التي دخلها الجنرال اللنبي بتاريخ 11/12/1917 وقامت الادارة الاستعمارية البريطانية بتسليمها للعصابات الصهيونية في العام 1949. أي أن تركيا ملزمة وطبقاً لأحكام القانون الدولي بمساعدة الشعب الفلسطيني في إعادة الوضع في فلسطين الى ما كان عليه قبل احتلالها من قبل القوات البريطانية و«الإسرائيلية» لاحقاً.
وهذا يعني بالتحديد تقديم كل الدعم اللازم للمقاومة الفلسطينية لاسترجاع فلسطين كاملة والاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لها، وكما كانت عندما وقع قائد القوات التركية وثيقة استسلام قواته لقائد الجيوش البريطانية يوم 29/12/1917 وفِي القدس التي كانت عاصمة فلسطين، وليس في القدس الشرقية أو أبو ديس، حسب المفهوم الأميركي «الإسرائيلي».
ثامناً: إن ما صدر عن هذا الاجتماع البائس في اسطنبول الْيَوْمَ لا يرقى إلى الحد الأدنى من مطالب الشعب العربي الفلسطيني الذي لا يعوّل شيئاً على هذا السيرك الاستعراضي المنعدم الفائدة والمعنى.
إن ما يهم الشعب الفلسطيني ويرسم الطريق الصحيح لتحرير بلاده فلسطين وإعادة وتثبيت القدس عاصمة لها هو نداء الانتفاضة الأول الذي صدر من غزة، ونداؤها الثاني أي أمر العمليات التنفيذي الذي صدر في بيروت على لسان سماحة السيد حسن نصر الله ، والذي بدأ تنفيذه عبر الاتصالات الهاتفية التي أجراها اللواء قاسم سليماني، قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني، مع قادة الميدان في قطاع غزة، وتلك التي أجريت مع قادة ميدانيين في الضفة الغربية والتي لم يُعلَن عنها، مما دفع قوات الاحتلال «الإسرائيلي» لتنفيذ حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغريبة الليلة الماضية بهدف منع كوادر المقاومة بتنفيذ ما تمّ التوافق عليه في تلك الاتصالات…!
ورغم كلّ ذلك يظلّ الأمل كبيراً على الذين يوصلون الليل بالنهار، وهم يُعدّون للمنازلة الكبرى، التي ستكون أقرب ما يكون بعلامات الساعة أو يوم القيامة، واليد العليا لن تكون إلا لهم.
بعدنا طيّبين، قولوا الله…