أميركا تفقد مصداقيتها باستفتاء عالمي
مهدي منصوري
لم يكن يتوقع ترامب ردة الفعل العالمية التي ابرزت وبصورة لا تقبل النقاش إن اميركا لم تعد تملك تلك المصداقية لدى شعوب العالم بل ان التظاهرات الغاضبة التي عمت المنطقة على الخصوص والعالم والتي تهتف بصوت واحد غاضب رفضها للقرار الخاطئ وغير المدروس، الا انها اظهرت مدى العداء الذي يعتمل في نفوس هذه الشعوب لواشنطن بسبب سياساتها الهوجاء وغير المتزنة والتي تعتمد على فرض الهيمنة ومعاداتها لسيادة واستقلال الشعوب وفرض سياسة الامر الواقع عليها.
وبنفس الوقت عكست التظاهرات ومن خلال ممارساتها والتي ابرزتها وكالات الانباء والتي تركزت على حرق العلمين الاميركي والصهيوني والشعارات المنددة حالة الكبت التي كان يمارسها الحكام بحق شعوبهم من خلال اسكات وخنق اصواتهم، ولذا فان قرار ترامب بجعل القدس عاصمة لاسرائيل قد كسر هذه الحالة من خلال انطلاق الشعوب وبصورة لم يتوقعها احد منذ صدور القرار وليومنا وهي لم تترك الشارع والميادين ليس فقط معبرة عن رفضها بل تشكل حالة من الضغط على حكامها ان لا ينساقوا وراء السياسة الاميركية الخاطئة، وقد برز هذا الامر من خلال ردود فعل بعض المسؤولين الاوروبيين الذين رفضوا قرار ترامب الى رفعها قرار ترامب معلنين بانه لايمكن ان يسايروا واشنطن في هذا القرار برفض نقل سفارات بلدانهم وهو ما يعكس وبوضوح ان واشنطن قد فقدت تلك القدرة على فرض ارادتها من خلال اغفال الدول ودليل قاطع سقوط هيبة ومصداقية واشنطن في العالم.
واللافت ايضا والذي لم يكن متوقعا هو استمرارية الاحتجاجات الجماهيرية المنقطعة النظير، مما يمكن الاشارة الى انها سوف لن تكون مقطعية، بل وكما عبرت المصادر الاعلامية ان استمرار هذه التظاهرات العالمية يعكس تضامن هذه الشعوب مع انتفاضة الشعب الفلسطيني في الارض المحتلة التي الهبت الارض من تحت اقدام الصهاينة واوجدت حالة من القلق الكبير لدى القيادات الصهيونية لان استمرار هذه الانتفاضة وتطوير قدراتها بما يتناسب وصورة المواجهة القادمة سيغير من المعادلة القائمة اليوم ، وهو ماحذرت منه القيادات العسكرية والاستخبارية في الجيش الصهيوني من قبل.
واخيرا فان مصداقية اميركا اليوم قد وصلت الى الحضيض خاصة وان 63% من الشعب الاميركي قد رفض قرار ترامب، مما سيشكل ضغطا اميركيا داخليا، بالاضافة الى الضغط الخارجي بحيث تفرض على هذا ترامب المختل عقليا ان يعيد حساباته وليس له طريق سوى ان يتراجع وقبل فوات الاوان، لانه ومن خلال المؤشرات على الارض التي تؤكد ان الكيان الغاصب سيدخل في دوامة من الازمات بحيث قد تأتي على نهايته في القريب العاجل.