kayhan.ir

رمز الخبر: 67901
تأريخ النشر : 2017December10 - 21:00

ترامب يعجل بازالة الكيان الصهيوني


ونعم ما قيل "رب ضارة نافعة" وهذا ما يصدق تماما على ما اقدم عليه الاحمق ترامب بقراره في هذه المرحلة وهو الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني وان كان هذا القرار قد اقره الكونغرس عام 1995 م الا انه جمد طيلة هذه الفترة من قبل الرؤساء الاميركيين لحسابات وظروف لم تكن مواتية حسب قناعاتهم وهذا ليس العامل الوحيد، لان اتخاذ مثل هذا القرار الخطير الذي ستكون له تداعيات كبيرة لن يكون بعيدا عن رؤية ورأي مراكز القرار الاميركي الاخرى لذلك من المستبعد جدا ان يكون ترامب هو صاحب القرار اولا واخيرا وربما سيكون الضحية في حالة شعرت اميركا بان هذه الخطوة ستدفع بانهيار مصالحها في المنطقة اذا ما انفلتت الامور وهذا مرجح بشكل كبير حسب ما نشهده اليوم من اتساع رقعة الاحتجاجات والتظاهرات اليومية التي تخرج في فلسطين المحتلة والدول العربية والاسلامية والاوروبية ومدى التهديدات التي ستنفذها الفصائل الفلسطينية الاسلامية والوطنية على ارض الواقع وهذا هو الذي سيزلزل الارض تحت اقدام الصهاينة وهم سيطلبون من ترامب التراجع عن خطوته لانهم مرعبون اليوم وقادة جيشهم هم اول من طالب بهذا الامر كما طالبوا اميركا في حرب تموز بالموافقة على وقف فوري لاطلاق النار عندما شعروا بخطورة الموقف وانهياره.

اما السؤال الذي يطرح نفسه لماذا اقدم الرئيس ترامب على هذه الخطوة في هذه الفترة بالذات فاغلب الظن وهذا هو الواقع ان انتصار محور المقاومة وفي اكثر من موقع عربي كانت ضربة مدوية لاميركا حيث حشرها في الزاوية الحرجة وهي تلعق جراحاتها لذلك كانت بحاجة ماسة لتفجير قنبلة من العيار الثقيل لتغطي على هزيمتها ووضعها المزري وتحرف انظار العالم لما حدث لها وتظهر بمظهر القوي الذي يفرض واقعا جديدا في المنطقة من خلال هذا الاقرار يكون بمثابة "وعد بالفور ـ 2" الا انها هذه المرة ايضا اخطأت الحسابات وستحصد تداعياتها المرة لانها اعادت القضية الفلسطينية الى الواجهة على انها القضية المركزية حيث توحد الشعب الفلسطيني بكل توجهاته لنجدة القدس وخلفه الامة العربية والاسلامية والشعوب الحرة. لكن المرارة ان النظام العربي الرسمي والسلطة الفلسطينية هم شركاء الجريمة الاميركية وهذا ما اشار اليه الرئيس ترامب بشكل تلويحي عندما اعلن بانه تحادث بالموضوع مع العديد من الرؤساء العرب ومنهم رئيس السلطة قبل الاقدام على قراره.

والاكثر مرارة وبؤسا ما نقلته رويترز بان السعودية تضغط على عباس القبول بالقرار الاميركي من خلال الاتصالات التي اجراها محمد بن سلمان مع ابومازن وما يؤكد موقف السلطة المتراخي انها لم تتخذ اي قرار استثنائي حول معاهدة اسلو الميتة او وقف التنسيق الامني مع الصهاينة والمضحك المبكي ان المالكي وزير خارجية السلطة في الوقت الذي يعلن ان اميركا لم تعد راعية للسلام، الا انه يؤكد بان السلطة لن تنسحب من عملية السلام!!

ولحسن الحظ وما نشهده في الافق ان ما اقدم عليه ترامب وبحسب تصوره الاحمق خدمة للكيان الصهيوني وتثبيتا لاركانه الا انه وفي الحقيقة ان خطوته هذه ستعجل بالتاكيد بنهاية الكيان الصهيوني وازالته من خارطة المنطقة وهذا ما سيترجم على الارض قريبا ان شاء الله.