الصحف الاجنبية: السعودية عاجزة عن رسم المنطقة وفق رؤيتها
نقل كتّاب صهاينة - أميركيون عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن هناك خطة أميركية تقضي بما أسموه "كشف سلوك حزب الله"، وتصوير الحزب على أنه منخرط بأنشطة "مزعزعة للاستقرار" داخل لبنان والشرق الأوسط وحتى العالم عموماً" على حد زعمهم.
وكشفت مصادر أميركية مطلعة عن خطة أميركية سعودية لتصفية القضية الفلسطينية تقضي بإنشاء "دولة" أو "أرض" فلسطينية تدعمها مالياً عدد من الدول ومن بينها السعودية.
في غضون ذلك، شدّدت شركة غربية معروفة تعمل في مجال الاستخبارات الجيوسياسية على أنّ" إيران تتفوق على السعودية سياسياً وعسكرياً"، ولفتوا الى أن ذلك يمنع السعودية من رسم المنطقة وفقاً لرؤيتها.
نشرت شركة "Stratfor" للاستخبارات الجيوسياسية وهي شركة غربية معروفة جداً بهذا المجال، تقريراً قالت فيه إن الخيارات السياسية والعسكرية للسعودية في المواجهة مع ايران محدودة، مشددة على أن ذلك سيمنع السعودية من تحقيق هدفها المتمثل بالهيمنة على منطقة الشرق الاوسط.
وقال التقرير إن السعودية ومنذ تولي الملك سلمان بن عبد العزيز العرش، اتبعت سياسة تصعيدية غير مألوفة، لافتاً الى أن هذا التصعيد كان نتيجته الفشل حتى الآن في دول مثل اليمن وقطر ولبنان، معتبراً أن دعم ادارة ترامب للسعودية قد أدى الى تجرؤ السعوديين للاقدام على الخطوات التصعيدية.
وأشار الى أنه حتى أقرب حلفاء السعودية لا يريدون السير بالكامل مع السياسة الخارجية التي تتبعها الرياض، مضيفاً إن الخلافات هذه قد "قوضت تلاحم" المغامرات التي تقوم بها السعودية في أماكن اخرى، مثل اليمن وقطر، إضافة الى اقتراحات السعودية بمجلس التعاون الخليجي.
وأكد التقرير أن السعودية دخلت في خلافات مع تركيا وأيضاً مع دول مثل تونس والجزائر وسلطنة عمان، مشيراً الى أن السعودية حاولت استخدام المنتديات الاقليمية مثل منظمة التعاون الاسلامي وجامعة الدول العربية من أجل الترويج لمخططاتها.
ولفت الى أن الرياض لم تحقق نجاحا ملحوظا بهذا الاطار، مضيفاً إن المساعي السعودية الهادفة الى توحيد الدول المجاورة ضد ايران قد ادت الى توحيد صفوف الشعب الايراني دفاعاً عن حكومته.
أما عسكرياً فلفت التقرير الى أن لدى السعودية تجربة عسكرية أقل من إيران، ولم تحقق السعودية الكثير من النجاح في تحديد ودعم شركاء لها من أبناء الطائفة "السنية" في العراق.
وتابع أن إيران في المقابل قامت بانشاء شبكة من الحلفاء السياسيين والعسكريين في العراق، وخلص الى أن الرياض ستلجأ الى الولايات المتحدة لطلب المساعدة في العراق، مشدداً على صعوبة تنفيذ مثل هذه الاستراتيجية في الوقت الذي "تبحث فيه واشنطن عن سبل للانسحاب من المنطقة".
وبناء على كل ما جاء شدد التقرير على أن الرياض ستواجه صعوبات في رسم المنطقة وفقاً لرؤيتها، وإيران اقوى من أن تسمح للمنطقة بأن تكون منطقة من "صناعة سعودية".
*خطة أميركية لـ"تشويه" سمعة حزب الله
في سياق اخر كتب الباحث بمعهد "واشنطن لشؤون الشرق الادنى" "Matthew Levitt" مقالة نشرت بمجلة "Politico" قال فيها إن ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب عازمة على التركيز على ما أسماها "نشاطات حزب الله في أميركا اللاتينية" وفق ادعاءاته، مشيراً الى ما أسماه "معلومات جديدة" حول قضية تعود الى عام 1994 والتي تؤكد على أهمية دحر "موطىء قدم" حزب الله في تلك المنطقة"، بحسب تعبير الكاتب.
وزعم الكاتب أنه "بتاريخ التاسع عشر من تموز/يوليو عام 1994، أرسل حزب الله انتحاري على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية "Alas Chiricanas" وهي خطوط جوية مقرها دولة بنما"، وأضاف "إن أغلب ركاب هذه الطائرة كانوا من "اليهود"، وجمع مكتب التحقيقات الفدرالي "FBI" "مؤخراً معلومات جديدة حول هذه القضية، وهذه المعلومات والى جانب معلومات اخرى من المرجح أن تشكل الارضية لعدد من الاجراءات التي ستتخذ ضد حزب الله"، على حد قول الكاتب.
الكاتب الذي يعد باحثا صهيونيا معروفا، تابع أن" ما قام به حزب الله مؤخراً في أميركا اللاتينية أيضاً "يشكل موضع اهتمام للمحققين".
وتطرق الى اعتقال شخصين اثنين في شهر تشرين الاول/أكتوبر الماضي زعم بأنهما يعملان لما وصفه الكاتب "الجناح الارهابي" لحزب الله، مضيفاً إنه وبحسب بيان صدر عن وزارة "العدل" الاميركية، فإن حزب الله أصدر تعليماته لأحد الشخصين لرصد السفارتين الاميركية و"الاسرائيلية" في بنما ورصد نقاط الضعف في قناة بنما والسفن العابرة لهذه القناة، بحسب المزاعم الأميركية طبعاً، وتابع الكاتب أن" الشخص الآخر كلّف بحسب الادعاءات برصد "أهداف محتملة داخل أميركا"، بما في ذلك "منشآت تابعة للجيش وأجهزة إنفاذ القانون بمدينة نيويورك".
وأشار الكاتب الى أنّ "حملة الادارة الاميركية ضد حزب الله" هي عبارة عن جهود تشمل جميع الاجهزة الاميركية وتشمل الاستفادة من الأدوات الدبلوماسية والاستخبارتية والمالية، والقانونية من أجل "تعطيل الخدمات اللوجستية والتمويل وأنشطة العمليات" لدى إيران وقوات القدس التابعة للحرس الثوري الايراني وما أسماه "وكلاء ايرانيين".