kayhan.ir

رمز الخبر: 67586
تأريخ النشر : 2017December03 - 21:20

القائد الذي ينظر بعين الله


باتت اليوم اغلب شعوب المنطقة خاصة في العراق وسوريا تتغنى باسم الجنرال "قاسم سليماني" قائد فيلق قدس التابع لحرس الثورة الاسلامية لقيادته الفذة والحاسمة لادارة المعارك التي خاضها ضد "داعش" هذا الوحش الكاسر الذي برمجت له اميركا ان تستثمره لمصالحها لعقود في المنطقة حيث اعلن كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الاميركيين وقتها ان القضاء على داعش يتطلب عشر سنين ومن قال منهم عشرين وحتى ثلاثين، لكن الجنرال سليماني شمر عن ساعده ونزل الى الميدان سواء في العراق او سوريا ليواكب قوات البلدين في تحقيق الانتصارات تلو الانتصارات على داعش وسحقها في نهاية المطاف.

ومازاد من شعبية الجنرال سليماني وعظمته هو اخلاصه وتفانيه في ذات الله ونزوله المباشر الى ساحات الوغى وفي خطوطها الامامية وحتى بين صفوف المقاتلين وهذه حالة فريدة قد لا نجد نظيرا لها في عصرنا الحاضر لان المتعارف في يومنا هذا ان القيادة العسكرية تدير المعارك من غرفة الاركان او العمليات لكن الجنرال سليماني شذ عن هذه القاعدة وكان يتواصل حتى مع المقاتلين مباشرة في خنادقهم وهذا ما ظهر جليا في ام المعارك في معركة البوكمال حيث ثبت للقاصي والداني انه انموذج حي للمجاهد في سبيل الله حيث لا يبالي ان وقع الموت عليه او وقع الموت عليه وهذه شهادة تؤكد انه لا ينظر الى المخاطر مهما كانت كبيرة الا بعين الله ورضاه. ذات مرة قام الجنرال سليماني بنفسه لانقاذ احد عناصره الذي كان في مهمة استطلاعية في عمق 7 كيلومترات في اراضي "داعش" وقد نفد بنزين دراجته البخارية مما اضطر الجنرال نفسه ان يقوم بمهمة ايصال البنزين واخراج عنصره سالما من بين صفوف داعش.

وقبيل معركة البوكمال بشهرين اعلن القائد سليماني بانه سيحسم مصير داعش خلال شهرين باذن الله وفعلا ما قاله نفذه وهذا ما اربك الاميركان اذ لم ينتظروا حسم معركة البوكمال حيث اوفد "مايك بومبيو" رئيس وكالة الاستخبارات الاميركية وسيطا يحمل رسالة الى الجنرال سليماني اثناء قيادته لمعركة البوكمال الا ان الجنرال لم يعبث لا بالرسالة ولا بصاحبها فرفض استلامها وحتى الاطلاع عليها وهذا ما دفع برئيس الـ "سي آي ايه" ان يعترف بذلك وهذا درس بليغ لاميركا بان ايران وقادتها لا يخشون الا الله ولا يبالون لقوة في الارض مهما تفرعنت.

وما تركه الجنرال السليماني من بصمات خالدة في ادارته الميدانية للمعارك، لم تنحصر في حدود المنطقة بل ذاع صيتها في العالم لدرجة ان الرئيس الاميركي السابق اوباما قال ذات مرة "كم اتمنى لو ان بين ضباطي نظيرا له".