الامم المتحدة تدعو التحالف السعودي الى رفع "عاجل وكامل" للحصار عن اليمن
كيهان العربي - خاص:- دعا مسؤولو عدد من وكالات الامم المتحدة وبينها منظمة الصحة العالمية والمفوضية العليا للاجئين واليونيسف أمس السبت في بيان التحالف السعودي الغاشم الى رفع الحصار المفروض على اليمن بشكل "عاجل وكامل".
واكد المسؤولون الامميون في بيانهم "ندعو معا التحالف الى فتح عاجل وكامل لجميع الموانئ اليمنية وتيسير ادخال وضمان حرية نقل السلع التجارية والانسانية الحيوية". اضاف البيان ان الرفع الجزئي للحصار اجاز "توفير مساعدات حيوية لأفراد في وضع يائس" لكن "نظرا الى حجم الازمة الانسانية (...) فهو لن يؤدي الا الى ابطاء التوجه نحو مأساة بشرية تهدد حياة الملايين ولا تمنع حدوثها".
وتابع المسؤولون ان "اليمن ما زال مهددا باحدى اسوأ المجاعات في الزمن المعاصر" واضافوا ان "اكثر من ثمانية ملايين شخص قد يقضون جوعا في غياب مساعدة غذائية عاجلة". واجيز في الايام الاخيرة لثلاث سفن محملة بالاغذية الدخول الى ميناء الحديدة اليمني لكن "اربع ناقلات نفط محملة بالوقود (الضروري لتشغيل المستشفيات ج ومحطات تنقية المياه) وعشرة مراكب اخرى تحمل الاغذية ما زالت تنتظر الاذن للدخول"، بحسب البيان.
أما على الصعيد إشتعال نار الفتنة في الاقتتال الداخلي من قبل قوى العدوان السعودي الاميركي البربري منذ مساء الجمعة، بين الموالين لحزب المؤتمر وانصار الله بعد أعتداء انصار صالح على مقار اللجان الشعبية واستمرار الاشتباكات المسلحة بين الطرفين في العاصمة صنعاء أمس السبت، اصدرت رابطة علماء اليمن بيانا حول ما يجري في صنعاء من احداث ومستجدات، داعية إلى الوقف الفوري لإطلاق النار والاحتكام إلى منطق العقل والحكمة.
وقال البيان، ندعو الدولة ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى للقيام بدورها المناط بها والعمل على الحفاظ على الأمن والاستقرار والأخذ على أيدي من تثبت إدانتهم وتسببهم في هذه الأحداث دون مواربة ولا مهادنة، كما نستنكر الدعوات التحريضية من قبل بعض القوى لأبناء الشعب ضد بعضه متناسية التضحيات الجسيمة التي قدمها أبناء الشعب في سبيل نيل الحرية والعزة والكرامة وكل إناء بما فيه ينضح .
جاء هذا البيان بعد دعوة السيد عبد الملك الحوثي زعيم انصار الله الحكماء والعقلاء الى لعب دور رئيسي ومسؤول لحل الأزمة في صنعاء .
واكد الحوثي إن مسجد الصالح لم يكن تحت سيطرة الأجهزة الأمنية أو حركة أنصار الله وكذلك مقار حزب المؤتمر، مضيفاً أن كل مقار حزب المؤتمر في صنعاء آمنة وكذلك منازل القيادات.
وشدد زعيم حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك الحوثي، ان بعض الميليشيات الإجرامية تقوم باعتداءات في صنعاء بدعم من قوى سياسية انكشف موقفها اليوم، واصفا كلمة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح اليوم بأنها كانت سيئة وغير موفقة وتلاها ترحيب من قوى العدوان، لذا سارعت قوى العدوان الترحيب بها.
وقال الحوثي في خطاب متلفز مساء أمس السبت: صنعاء كانت تنعم بالأمن والاستقرار إلى اليوم عندما بدأت الميليشيات بالتخريب والإجرام.
وخاطب أهالي صنعاء قائلا: نقول لسكان صنعاء نحن إلى جانبكم والدولة والأجهزة الأمنية كذلك وسنبذل قصارى جهودنا لتثبيت الأمن.
وأشاد الحوثي بالأخوة الشرفاء في المؤتمر الشعبي العام الذين لم ينجروا إلى الفتنة، مؤكدا ان بعض الميليشيات الإجرامية تقوم باعتداءات في صنعاء بدعم من قوى سياسية انكشف موقفها اليوم.
وأوضح زعيم أنصار الله: الميليشيات اقتحمت منازل المواطنين واستهدفت مؤسسات الدولة وحاولت احتلالها، معتبرا ان التحرك الإجرامي الذي قامت به الميليشيات لم يكن له ما يبرره أبدا فلم يتم التعدي على أي من مراكزها.
ودعا الحوثي العقلاء والوجهاء والمواطنين للتحلي بأعلى درجات المسؤولية وضبط النفس والتعاون مع أجهزة الدولة الأمنية لضبط الأمن في العاصمة، وألا يستجيبوا للدعوات المتهورة التي تهدف إلى نشر التخريب ونشر الفتنة.
وشدد على أنه إذا كانت هناك خلافات فيجب أن تحل عبر الحوار، داعيا العقلاء والقبائل ألا يقبلوا الدعوات المشبوهة التي تخدم العدوان الذي هو أكبر مستفيد.
وناشد زعيم حزب المؤتمر (صالح) بأن يكون أعقل وأرشد وأنضج من تهورات الميليشيات، وأن يتفاعل إيجابيا مع كل الجهود الرامية إلى وقف هذا التهور وهذه الفتنة، وأن يفسح المجال للعقلاء ليكونوا مع الحقيقة ضد المعتدين.
وحذر بجد من الاستمرار في المسار الفتنوي، داعيا الدولة إلى تحمل مسؤولياتها، كما دعا المواطنين أن يكونوا إلى جانب الأمن والاستقرار، ودعا كافة أبناء القبائل إلى أن يكونوا إلى جانب الأمن والاستقرار، وألا ينجروا إلى الفتن.
وأضاف ليحتكم المؤتمر معنا إلى العقلاء ومن أبناء المؤتمر ومن كافة أبناء البلد ويتحمل الخطأ من يحكم عليه، مشددا على التعاون من الجميع مع الدولة وحفظ الأمن والاستقرار في العاصمة وكافة المناطق.
من جهته، قال الناطق باسم حركة أنصار الله محمد عبد السلام إن استهداف المواطنين في أحياء العاصمة "عمل ساقط وغير أخلاقي"، مشيراً إلى أن الحركة حاضرة للوقوف إلى جانب الأجهزة الأمنية في وضع حد لهذه الاعتداءات.
ولفت عبد السلام إلى أن على المواطنين أن يدركوا أن الأمن مصلحة الجميع والتحرك بمسؤولية عالية، مضيفاً أن الوضع في الجبهات لن يتأثر بمحاولات زعزعة أمن العاصمة، بل وهناك تقدم للمقاتلين في الساعات الماضية .
كما أشار إلى أن "العدو متربّص بالجميع ورهاننا على وعيّ المجتمع ورجال القبائل الشرفاء".
من جانبه ادعى رئيس حزب المؤتمر علي عبد الله صالح الى أن لجان سياسية وقبلية تدخلت لحل الاشكالات لكن قوات أنصار الله استمرت في خرق التهدئة، متعهداً "بفتح الحوار مع الجيران، بعد وقف اطلاق النار ووقف ممارسات أنصار الله".
وتعهّد صالح "بفتح الحوار مع الجيران، بعد وقف اطلاق النار ووقف ممارسات أنصار الله" على حد تعبيره. واعتبر صالح أن أنصار الله وقوات الرئيس هادي "ميليشيات غير قانونية" والازمة لا تُحلّ إلا بالحوار بين اليمينيين أنفسهم، داعياً إلى وقف اطلاق النار على جميع الجبهات.
هذا وطمأن رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن صالح الصماد المواطنين في العاصمة صنعاء والشعب اليمني بأن الوضع العام في العاصمة اعتيادي ويجري إحتواء الموقف.
وقال الرئيس الصماد ان "الأجهزة الأمنية تواصل جهودها لتعزيز الأمن والإستقرار، ويجري التعامل بجدية مع كل من يحاول زعزعة الأمن مع إتاحة الفرصة للوساطات التي قدمت مبادراتها من القيادات الوطنية لإحتواء الموقف جراء الأحداث التي شهدتها المنطقة الجنوبية من العاصمة صنعاء”.
في هذا الاطار دعا وزير الحوار والمصالحة الوطنية في حكومة صنعاء أحمد القنع العقلاء من وجاهات اليمن إلى سرعة التدخل ووقف الحرب التي لا تخدم أحداً سوى دول العدوان.
وأضاف "نحن نثق بقيادة أنصار الله وحزب المؤتمر في وقف الفتنة", لافتاً إلى أن "هناك فتنة من الطرفين في انصار الله وحزب المؤتمر ويجب ان تنتهي".
وسأل الوزير اليمني "هل تنتظرون أن يأتي محمد بن سلمان وبن زايد ويتجولان في صنعاء بسبب الفتنة"؟