رياضة في مواجهة الاحتلال.. قائمة بأسماء الرياضيين المعادين للصهيونية
الرياضة ليست دائماً في منأى عن السياسة والمواقف السياسية، فهناك الكثير من الرياضيين الأبطال في تأريخ إيران والعالم اتخذوا مواقف سياسية مشرفة لنصرة المظلومين والمضطهدين ولا سيما في فلسطين المحتلة؛ كان آخرها قرار المصارع الإيراني علي رضا كريمي الذي تعمد الخسارة أمام منافسه الروسي كي لا ينازل مصارعاً من الكيان الصهيوني في المرحلة المقبلة غير آبه بالميدالية.
ومنذ انتصار الثورة الإسلامية لم ينل للصهاينة موطئ قدم في إيران، فطهران لم تعترف رسمياً بإسرائيل كدولة، وهذا الموقف أصبح واحداً من الأصول الأساسية في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية، وعلى هذا الأساس شاع في الأوساط الرياضية مبدأ إنساني سياسي فحواه عدم رغبة الرياضيين والفرق الرياضية الإيرانية بمواجهة رياضيي وفرق الكيان الصهيوني، أي أنّ الأمر ترسخ في الوسط الرياضي الايراني، ومن المؤكد أنّ السبب الرئيس في هذا الموقف المشرف يرجع إلى عدم اعتراف طهران بتل أبيب رسمياً باعتبار أنّ الصهاينة محتلون وقد اغتصبوا الأراضي الفلسطينية، وكذلك ناشئ من دافع إنساني، فالشعب الفلسطيني المظلوم دائماً ما يتعرض لاضطهاد هؤلاء الغاصبين.
* مواقف إيرانية بطولية ومشرفة
لا شك في أنّ رفض الرياضيين الإيرانيين مواجهة خصومهم الصهاينة في المنافسات الدولية، له تأثير إعلامي كبير وأصداء واسعة إقليمياً ودولياً، فالرياضة متغلغلة في باطن المجتمعات البشرية ولا سيما جيل الشباب، ومن هذا المنطلق فإنّ موقف الرياضيين الإيرانيين هذا له دور بارز في حمل رسالة مفعمة بالرجولة والبطولة والإنسانية للبشر ويثبت للجميع أنّ الصهاينة قد اغتصبوا الأراضي الفلسطينية، وهي بكل تأكيد رسالة سياسية أيضاً، لذلك نجد الكيان الصهيوني طالما حاول إقناع الاتحادات الدولية بحرمان الرياضيين والفرق الرياضية الإيرانية من المشاركة في المنافسات الدولية.
وفيما يلي نشير إلى عدد من الرياضيين الإيرانيين والأجانب من الذين كانت لديهم مواقف مشرفة ورفضوا مواجهة رياضيين من الكيان الصهيوني أو أنّهم تقبلوا الخسارة لأجل عدم بلوغ مرحلة المواجهة معهم:
* علي رضا كريمي
علي رضا كريمي هو أحد أبطال المصارعة في الجمهورية الإسلامية، حينما شارك في بطولة المصارعة الحرة دون 23 سنة تعمد الخسارة أمام مصارع روسي كي لا يواجه في المرحلة التالية مصارعاً من الكيان الصهيوني.
الجدير بالذكر أنّ هذا المصارع تخلى عن الميدالية الذهبية في بطولة المصارعة العالمية التي جرت في بلغاريا عام 2013م واكتفى بالبرونزية حينما رفض منازلة مصارع من الكيان الصهيوني.
* بطل رياضة الجودو آرش مير إسماعيلي
في أولمبياد أثينا التي انطلقت منافساتها عام 2004م بادر بطل الجودو الإيراني آرش مير إسماعيلي إلى زيادة وزنه أكثر من المستوى المطلوب لأجل أن لا ينازل رياضياً من الكيان الصهيوني، وقبل ذلك نشرت مجلة سبورتس إيلاستراتيد " Sports Illustrated " الأمريكية تقريراً افادت فيه أنّ مير إسماعيلي كان مرشحاً لنيل الميدالية الذهبية في هذه المنافسات، لكنه تخلى عن ذلك بعد أن رفض مواجهة إيهود ووكس "الإسرائيلي".
وفيما بعد أعلن هذا الرياضي البطل أنّه فعل ذلك دفاعاً عن الشعب الفلسطيني المضطهد وتنديداً بالمواقف "الإسرائيلية" المتزمتة وظلمها الكبير.
* السباح الشهير محمّد علي رضائي
السباح الايراني محمّد علي رضائي هو الوحيد في تاريخ السباحة الايرانية الذي تمكن من الحصول على حصة في المنافسات الأولمبية، لذلك كان متأهباً بالكامل لخوض هذه المنافسات العالمية فهو صاحب الرقم القياسي المحلي في إيران، لكن في التصفيات الأولى أوقعته القرعة ضمن مجموعة تضم سباحاً من الكيان الصهيوني، لذلك قرر عدم المنافسة وحذف منها جراء هذا القرار.
* نجم كرة القدم الإيراني وحيد هاشميان
اللاعب الإيراني الدولي وحيد هاشميان احترف لفترة من حياته الكروية مع نادي بايرن ميونخ الألماني، لكنه رفض الذهاب مع فريقه إلى تل أبيب في الأراضي المحتلة لمواجهة فريق من الكيان الصهيوني احتراماً للشعب الفلسطيني ودفاعاً عن حقوقه المسلوبة.
وبعد ذلك قرر لاعبو كرة القدم الإيرانيون إدراج شرط عدم المشاركة في المباريات التي تقام مع فرق من الكيان الصهيوني ضمن العقود التي يبرمونها مع الأندية الأوروبية.
* اللاعب الدولي أشكان ديجاكه
اللاعب الإيراني المولود في ألمانيا أشكان ديجاكه، كان يلعب في المنتخب الألماني تحت سن 21 سنة، ولما سافر فريقه إلى الأراضي المحتلة لمواجهة نظيره الإسرائيلي، رفض الذهاب معه، وهذه هي المرة الثانية التي اتخذ فيها قراراً كهذا، ففي المرة الأولى أيضاً رفض الذهاب إلى تل أبيب مما جعله عرضة لنقد لاذع من قبل وسائل الإعلام الألمانية وكذلك اليهود الألمان، لكنه رد على هذه المواقف قائلاً بأنه قرار شخصي حيث طلب من مدرب الفريق عدم إدراج اسمه في قائمة اللاعبين المشاركين في المباراة، لكن المؤسسات اليهودية الألمانية لم تقتنع بذلك وطالبت الاتحاد الألماني لكرة القدم باتخاذ إجراء جاد إزاء هذا الموقف المناهض لـ "إسرائيل"، كما أنّ بعض اليهود دعوا إلى طرده من المنتخب الألماني.
* المصارع محسن حاجي بور
المصارع البطل محسن حاجي بور حينما شارك في بطولة المصارعة العالمية التي أقيمت في تركيا عام 2011م أدرك أنه سيواجه مصارعاً من الكيان الصهيوني في المرحلة الثانية من المنافسات، لذلك تعمد الخسارة أمام مصارع من مولدافيا اسمه دونيس إسلاموف تعاضداً مع الشعب الفلسطيني المظلوم واعتراضاً على الكيان الصهيوني الغاصب، وهذه الخسارة بطبيعة جعلته بعيداً عن منافسة المصارع "الإسرائيلي".
* بطلة الشطرنج فاطمة برقول
الرياضية العبادانية فاطمة برقول هي بطلة شطرنج في الجمهورية الإسلامية، في عام 2000م شاركت في مسابقات دولية للشطرنج خاصة بالمكفوفين أقيمت بأسبانيا، وحينما اضطرت لمواجهة لاعبة من الكيان الصهيوني رفضت مواجهتها، ورغم ذلك فقد حازت على المركز الثامن عالمياً من بين 286 متسابقة.
* لاعب الشطرنج صالح نجفي
صالح نجفي هو بطل إيران للشطرنج طوال 10 سنوات، وفي عام 2001م شارك في بطولة العالم للشطرنج للأشبال لكنه انسحب منها بعد أن أوقعته القرعة في مجموعة تضم متسابقاً من الكيان الصهيوني.
* لاعب التايكواندو غلام حسين ذوالقدر
بطل التايكواندو الإيراني غلام حسين ذوالقدر شارك في بطولة دولية للتايكواندو عام 2006م أقيمت في كرواسيا، وتمكن من الحضور بين أفضل ثلاثة متنافسين في وزنه لكنه لم يعتل منصة تقليد الميداليات لأن أحد الفائزين كان من الكيان الصهيوني.
* المصارع سيد مصطفى صالحي زاده
بطل المصارعة الرومانية سيد مصطفى صالحي زاده شارك في مسابقات شباب العالم للمصارعة في وزن 96 كغم، وفي الدور ربع النهائي شاءت المنافسات أن يواجه مصارعاً من الكيان الصهيوني، لكنه دفاعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني لم يكن مستعداً لخوض هذه المنافسة مما أدى إلى خروجه منها مرفوع الرأس، فهو قبل ذلك خاض مسابقتين هزم فيهما خصميه بكل اقتدار وتخلى عن المنافسة على الميدالية الذهبية مؤازرة للشعب الفلسطيني، حيث أكد على أن المواقف المبدئية والإنسانية أسمى بكثير من الميدالية الذهبة.