سباق نحو التسويات والمصالحات.. هل انتهت الحرب؟
رسائل هذا الصباح حملت لنا أخباراً تستحق من وجهة نظري التوقف عند بعضها فربما يفيدنا ذلك في استخلاص إشارات وملاحظات تغني النقاش في الصف الوطني.
1 ـ نقل عن السيد رئيس الوزراء أنه تراجع عن الإستقالة، وأن كل ما جرى في رحلته من وإلى لبنان مروراً بالرياض وفرنسا ومصر وقبرص، والتي دامت حوالي الأسبوعين، كانت في الواقع «صدمة إيجابية» أراد توجيهها إلى الدماغ اللبناني، تحذيراً من السلوك الذي ينهجه حزب الله المتمثل في تدخله في المنازعات المنتشرة في بلدان العرب التي اشتعلت فيها «الثورات الربيعية».
أما مبررات البقاء على الحكومة اللبنانية فيمكن تلخيصها بحسب التصريحات المنسوبة إلى السيد الحريري بأن الحوارات التي يجريها رئيس الجمهورية مع الأطراف المشاركة في الحكومة هي ذات جدوى وبأن السيد حسن نصر الله صادق هذا من جهة، أما من جهة ثانية فإن السيد الحريري يرغب في جعل صورة لبنان كما يطمح إليها اللبنانيون حقيقة!
هذه كلها امور إيجابية ! أهمها أنه صار لدى رئيس الحكومة صورة عن لبنان كما يريدها اللبنانيون. ليشمِّر هؤلاء عن سواعدهم! ولكن لماذا اختار رئيس الوزراء مدينة الرياض السعودية لتصويب «الصدمة الإيجابية» نحونا؟ أن يكون رئيس الجمهورية اللبنانية حريصاً على مصلحة لبنان هذا أمر يسرنا طبعاً، ولكن أن يكون ولي العهد السعودي مصلحاً كبيراً فهنيئاً للناس في بلاد نجد والحجاز، اليس مطلوباً منا أن ننأى بأنفسنا؟
2 ـ في مجال آخر، يبدو أن التنظيمات والجماعات التي تشارك في العمليات الإرهابية تحت عنوان «الإرهاب ـ الإسلامي»، تواصل الرقص على الحبال في سورية. يفهم ذلك من بيانات صادرة عن تنظيم القاعدة، التي يحذر فيها السيد الظواهري الذين نكثوا بالبيعة له، كون البيعة نهائية لا يجوز الرجوع عنها كما فعل زعيم جبهة النصرة، الذي يبدل في ظاهر الأمر، الأزياء التي يرتديها كثيراً، ويبدل من وقت إلى آخر اسماءه وراياته، ما سيحمل السيد الظواهري، على إعادة تنظيم ترتيب الأوضاع، تمهيداً لعودة تنظيم القاعدة الأصلي إلى بلاد الشام. ربنا سترك!
3 ـ وأخيراً هناك أنباء تنتشر، عن تخبط ولي العهد السعودي، الشاب ليس في وحل لبنان وحسب، ولكنه يعاني استناداً إلى هذه الأنباء، كثيراً في تعاريج طرق اليمن الوعرة. إلى حد أن الأميركيين، على ذمة وسائل الإعلام، يعترفون بان حزب الله أفشل ولي العهد في اندفاعاته العسكرية سواء في اليمن او في سورية والعراق. هذا يجعلنا في حيرة، لماذا نطلب في لبنان من حزب الله أن ينأى بنفسه، كمقاومة، عن التدخل في سورية وفي العراق بينما لا ينأى الآخرون بنفسهم ؟ يحسن القول هنا أنه لا يجوز ألا تنأى المقاومة الإسلامية في لبنان بنفسها عن التدخل في الشؤون السياسية الداخلية في لبنان طالما أن المستعمر الإسرائيلي وراء حدود البلاد، بالضد من الحال في سورية والعراق حيث يحاول الأميركيون والإسرائيليون والسعوديون والاتراك أن يحتلوا مواقع لهم.. هذا يمثل خطراً على البلاد وعلى الوجود وعلى المقاومة وعلى الكرامة الوطنية!
4 ـ إستوقفني أيضاً، خبر يفيد عن أن حركة حماس تعيد قراءة الوضع في سورية على «يد حزب الله» إذا جاز التعبير، أضف إلى أن هناك مساع لإجراء إتصالات بين حماس والقيادة السورية أملاً بتسوية الخلافات... ولكن ما حدث في سورية هو زلزال كبير جداً، لا أعتقد أن السوريين الذين قاتلوا سيع سنوات، وقدموا ثمناً باهظاً فداء لبلادهم، هم أنفسهم الذين عرفناهم قبل الحرب.. لا تعليق! أو قل سقط عدد كبير من الشهداء... فالغصة تخنق الكلام في بعض المواضيع.
الديار