kayhan.ir

رمز الخبر: 67420
تأريخ النشر : 2017December01 - 22:10

لعبة اميركية "قذرة" في سوريا!


كلما تقترب لحظة هزيمة الارهابيين في سوريا, كلما قلت نسبة الرزانة واللياقة في تصرفات التحالف الدولي المتزعم من قبل الولايات الاميركية المتحدة والتي كانت تزعم انها ستسحب قواتها من سوريا بعد هزيمة داعش, تكذب في حقيقة الأمر (تريد أن تبقى في سوريا بعد هزم داعش كقوة احتلال كونه لم يصدر أي قرار دولي يشرعن وجودها كما انها لم تتلقى أي دعوة من الحكومة السورية) .

قال وزير الحرب الاميركي جيمس ماتيس في البنتاغون 13 نوفمبر للصحافيين ان الولايات الاميركية المتحدة تنوي ابقاء وجودها العسكري في سوريا بعد هزيمة داعش النهائية, حتى تنتهي المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة بحسب صيغة جنيف. وبعبارات اخرى, يقول الاميركان انهم لن يخرجوا من سوريا حتى تغيير النظام في سوريا.

وحيث ستبقى قاعدة التنف الاميركية في جنوب سوريا محاطة بمنطقة محظورة مساحتها 55 كما تم اعلانها من قبل طرف واحد وهو الولايات الاميركية المتحدة، ما قد يؤدي الى انهيار في الاتفاقات و التفاهمات في سوريا بسبب الاميركان.

ويمكننا فهم الدور القذر للاميركان في سوريا من خلال ما يقومون به من أفعال على الارض, حيث أنشأوا تحت شعار "الجيش السوري الجديد” منطقة جغرافية يحكمها المتمردون من كل نوع وصنف, اغلبهم مسلحون قد فروا من مناطق ساخنة الغوطة الشرقية, القلمون الشرقي وحمص ودير الزور. وهذه المناطق يتواجد فيها الدواعش و يتسللون منها بشكل دائم.

لماذا يتجهون الى الاراضي المسيطر عليها من قبل الاميركان؟ ربما هي مناطق أمنة بالنسبة لهم ؟

يبدو أو الولايات المتحدة ترعى تشكيل بؤر لداعش في المناطق التي تسيطر عليها او التي يسطر عليها المسلحون الذين تدعمهم .. اما مخيم الركبان للاجئين فيصبح تدريجيا مأوى للارهابيين من هذا التنظيم الارهابي, تحت سمع و نظر الاميركان..الذين اما يبقون صامتين بشأن ما يجري واما هم لا يسيطرون على الوضع.

وللتنف موقع استراتيجي اذ يمكن منها مراقبة الطرق السورية من الصحراء المتجهة الى الاردن والى المحافظات الجنوبية السورية.

ومن الواضح كالشمس أن مهمة "ردع داعش” تاتي في المرتبة الثانية او الثالثة للولايات الاميركية المتحدة والمسلحين الذين تدعمهم, والاهم بالنسبة لها الحفاظ على سيطرة طرق المواصلات العابرة الصحراء السورية كي يشرفون على دمشق ويراقبون المناطق الجنوبية للبلاد.

وبحسب ما ورد أعلاه من رفض البنتاغون فتح المنطقة المحيطة بالتنف وخروج القوات الاميركية من سوريا بعد النصر على داعش, يثبت مرة اخرى ان مكافحة الارهاب ليس أمرا مهما بالنسبة للاميركيين, فالمهم بالنسبة لهم اسقاط النظام السوري واقرار سيطرتهم على البلاد كلها وعلى مواردها فيما بعد.

و لكن يحذر عسكريون و خبراء من أن هذه التصرفات الاميركية غير اللائقة, يمكن ان تؤدي الى الغاء الاتفاقيات الروسية الاميركية والى تعطيل عملية اقرار السلام الناشئ.

حيث يبدو أنه ستضطر روسيا مع اخذ هذه الاوضاع بعين الاعتبار وبموجب المسؤولية الموكولة اليها, باتخاذ التدابير الفعالة لازالة "داعش" بشكل نهائي وتعطيل كل محاولات اخراج الارهابيين من التنف.

عربي اليوم