وعد بلفور الوجه الارهابي لبريطانيا
نحن نعيش هذه الايام وقرن كامل يمر على الوعد المشؤوم لبلفور وزير خارجية بريطانيا في الثاني من تشرين الثاني 1927 باتشاء وطن قومي لليهود في فلسطين غير آبه بمشاعر العرب والمسلمين وحتى الانسانية اذ يهب وطنا وارضا لا يملكها لشتات من اليهود يجمعونهم من آفاق الارض وهم لا يستحقون ذلك بهدف التخلص منهم ومن مشاكلهم.
ومن اراد ان يعرف وجه بريطانيا الحقيقي واجرامها بحق الانسانية جمعاء لا العرب والمسلمين وحدهم، ان يتمعن بما فعلته في فلسطين حيث سرقت وطنا في وضح النهار وشردت اكثر من 70% من سكانها ناهيك عن تواطؤها مع العصابات الصهيونية في افتعال مذابح دير ياسين وغيرها لتؤسس لدولة مصطنعة وغاصبة تمسيها "اسرائيل" وتشطب دولة تاريخية من الخارطة اسمها فلسطين، فأيه جريمة في التاريخ اكبر من هذه الجريمة الكارثية التي يستمر نزيف دمها ويذبح اطفالها ونسائها حتى اليوم على مسمع ومرآى من العالم الميت الذي يسمى نفسه متحضرا.
فبريطانيا العجوز التي تنضح منها الحقارة والارهاب دعمت بكل ما تملك عصابات "هاغانا" لارساء هذا الكيان الغاصب لايمكن لها يوما ان تبرئ نفسها أو تتملص من مسؤوليتها في ايجاد هذا الكيان الارهابي القاتل للاطفال.
وما يدمي القلب ويحرق النفوس ان هذه الدولة الاستعمارية التي ثبت عبر التاريخ بانها اخبث انواع الاستعمار واحقره واشرسه لا زالت حتى اليوم مصرة على جريمتها الكبرى بسرقة دولة مستقلة اسمها فلسطين واعطائها للصهاينة وقد تعاقبت حكوماتها المتلاحقة طوال قرن الاحتفال بهذا اليوم ومباركتها لـ "اسرائيل" بدل الاعتذار على الاقل الا ان جريمتها كبيرة جدا وعليها ان تتحمل تبعات كل ما حدث من خسائر واضرار للشعب الفلسطيني وتعوض عن ذلك. ويا للوقاحة ان حكومة "تيريزا مي" التي يجب ان يغلب عليها العاطفة كاي أم اخرى لن تشذ عن القاعدة بل احتفلت وباركت بالذكرى المئوية لايجاد هذا الكيان المصطنع اي انها تبارك لقرن من الاجرام والارهاب والقتل والتدمير وحروب الصهاينة ضد دول الجوار.
والسؤال الانساني والملح الذي يطرح نفسه هل ان ساسة بريطانيا يعتبرون بشرا ويملكون شيئا من الانسانية او الضمير؟ وهل يستحقون الحياة؟ انها المرة الاولى في تاريخ البشرية ان تحتفل دولة كبريطانيا في الذكرى المئوية لجريمتها الكبرى بازالة دولة من الخارطة وابادة شعبها وتشريده والانكى من كل ذلك والمفاجئ ان هذه المرأة العجوز التي تترأس الحكومة الحالية تعلن بوقاحة وصلافة انها لازالت متمسكة بـ"وعد بلفور" وتباركه، يا لها من تعاسة وحقارة ان يوجد هذا النوع من البشر المتوحش على سطح الخليقة لكننا نؤكد ونطمئن بريطانيا الأم الخبيثة التي ولدت هذا الوليد اللاشرعي والارهابي ولأميركا وغيرها من الذين يرعون هذا الكيان ان هذا الكيان الى زوال لامحالة وان روايات اليهود تؤكد ان عمر هذا الكيان لا يتجاوز الثمانين عاما والطريف ان بن غوريون مؤسس هذه الدويلة المزيفة قد ذكر في مذاكراته التي طبعت في الثمانينات في لندن وسحبت من الاسواق فورا." ان الله الذي وعدنا بالارض قد وعد اهلها الاصليين ايضا" هذا من عندهم، اما فان آياتنا ورواياتنا الاسلامية كثيرة حول محو هذه الدويلة. وان المؤشرات المستقبلية تؤكد على هروب اليهود الذين أتوا بهم من اصقاع الارض وسيشهد جلينا هذا الزوال بأذن الله وما ذلك على الله بعزيز..