kayhan.ir

رمز الخبر: 65716
تأريخ النشر : 2017October28 - 21:09

مظلومية دمشق واحقيتها بشهادة اعترافاتهم


ما كشف النقاب عنه جاسم بن حمد آل ثاني رئيس الوزراء القطري السابق عن تورط المملكة العربية السعودية المباشر في الحرب على سورية وامدادها بالسلاح والمال عبر التنسيق مع الاميركان والاتراك في ايصالها للمجموعات المسلحة في سوريا، ليس الاعتراف الاول من نوعه بتورط المملكة في الازمة السورية فقد سبق وان كشف وثيقة سرية لوكالة الامن القومي الاميركي، مسؤولية امراء سعوديين اوعزوا بالهجوم الواسع الذي تعرضت له دمشق ومطارها في 18 آذار 2013، ووفقا لهذه الوثيقة التي نشرها موقع "ذي انترسبت": قال الامير سلمان بن سلطان نائب وزير الدفاع آنذاك انه وفر نحو 120 طنا من المتفجرات والصواريخ للمسلحين في سوريا وطلب منهم اضاءة دمشق وتسوية مطارها بالارض.

اما اعتراف جاسم بن حمد بحصول التنسيق الرباعي المشؤوم بين اميركا والاتراك والسعودية وقطر ضد سوريا هو اعتراف بالعدوان المبيت والمخطط له مسبقا وان تفويض المملكة لقطر بتبني الازمة السورية ووقوفها خلف الدوحة بكل الامكانات لدعم المجموعات المسلحة وخاصة النصرة المتفرعة عن القاعدة، هو في الواقع اعتراف صريح بدعم الارهاب لتدمير بلد مستقل وقتل شعبه ليس لسبب ما سوى عداء التحالف الرباعي المشؤوم وحقدهم على النظام السوري ورئيسه الاسد.

لكن ما كان لافتا في هذه التصريحات المذهلة لجاسم بن حمد هو ان يجعل الخلاف السعودي ـ القطري فوق كل الاعتبارات ويعبر عنها بما اسماه بالخذلان السعودي لقطر في تغيير سياستها المفاجئة امام سوريا من دون ان تعلمها في حين انه لم يرتجف له عين لكل الجرائم والمجازر التي ارتكبت ضد الشعب السوري وما اصابه من دمار هائل لمدنه وقراه وبناه التحتية ومن دون ان يتساءل من المسؤول عن كل هذا الاجرام او ما سبب ذلك ومن اجل من وظفت كل هذه الامكانات والثروات الهائلة لتدمير بلد عربي مسلم؟ لا لسبب سوى انه يعادي الصهيونية؟

لكن من حسن حظ الشعب السوري ورئيسه الشرعي ان هذه الاعترافات الصريحة والشفافة ستبقى سندا في التاريخ تكشف زيف كل الادعاءات والتخرصات التي طبلت لها هذه الدول وانساق وراءها الاعلام الرمادي في الاقليم والعالم على ان هناك "ثورة سورية" وهدفنا من الدعم انجاح هذه الثورة وارساء الديمقراطية في سوريا... انها تشكل فضيحة مدوية ومن العيار الثقيل لكل الدول التي سايرت هذه الحرب القذرة ضد سوريا و شعبها ومنها المنظمات الدولية وبعض النخب الفكرية العربية والتيارات الاسلامية المغفلة التي طبلت هي الاخرى لـ"الثورة السورية" في حين انها كانت تطعن نفسها بالخنجر وتخدم من حيث تدري او لا تدري مشروعا صهيونيا معاديا لتدمير دول المنطقة الواحدة تلو الاخرى بدأتها بسوريا.

والامر الاخر والمهم جدا ان هذه الاعترافات وان كانت من اجل الانتقام وتصفية الحساب بين اخوة الامس واعداء اليوم الا انها ستثبت كشهادات دامغة تطرحها الحكومة السورية لاحقا في المحاكم الدولية على ان ما قامت به هذه الدول كان عدوانا سافرا وغير مبرر وفق كافة القوانين والاعراف الدولية وهو بالتالي اقرار صريح بكل ما حدث في سورية من قتل وتدمير وعليه يجب محاكمة كل من تسبب بدمار سوريا وقتل شعبها استمر لاكثر من ست سنوات وكذلك تعويضها الخسائر لاعادة الاعمار والازدهار الى البلد.

ان هذا الاقرار الفاضح لجاسم بن حمد وكذلك ما كشفه موقع "ذي انترسبت" الاميركي حول التورط السعودي لتدمير سوريا وابادة شعبها دليل على مظلومية سوريا ودفاعها المحق عن نظامها ووحدة اراضيها في مواجهة الارهابيين والدول الداعمة لها وكذلك دفاعها عن شرعية الحكم ورئيسها المنتخب بشار الاسد.