التحول من مملكة الدم إلى مملكة الخوف.. توقيع: الجيش العربي السوري
يامن احمد
عندما يقودك الفكر للكتابة عن جحود مذهب الجريمة المتدينة تزاحم معان الكلمات أصوات التكبير لمئات آلاف الخونة المتدينين وهم يكبرون الخيانة إلها وليس الرب الذي خذلهم ..إنها التكبيرات العبرية التي عبرت إلى مسامع تل أبيب دون أن تحدث قلقا في نفس أكثر المحتلين جبنا …
لم تُحدث تلك الصيحات "الجهادية” أي ذعر يذكر في قلوب اليهود الأشد عداء للذين آمنوا فقد عبرت جحافل "التكبيرات” إلى قلوب اليهود وكأنها صدى تراتيل "توراتية” تنشر الآمان التلمودي على قباب سماء فلسطين المحتلة بعد أن زرعها المقاومون برعب الصواريخ السورية التي أطلقت في حرب تموز..
تبدأ النهاية الوهابية بعد أن إستنفر الوهابي أتباع مذهبه النفطي ضد سورية وإستحضر الجاهلية في أدمغة أدمنت التخاذل الجهادي ضد العدو الصهيوني عندها بدأ الزلزال السوري بضرب قواعد المحور الإسلامائيلي.
كيف تم هذا الأمر !!!
قدم الوهابيون أنفسهم في سوريا وخارجها على أنهم جيش ذو عقيدة سماوية جاء لنصرة الله ودينه إلا أن الملحمة السورية كشفت للجميع بأنهم جيش آلهة النفط بعد أن أدخل الجيش السوري أعدائه "المؤمنين "أفواجا في عوالم حساب يوم عسير و قبل أن يقذفهم في سعير جهنم أظهر للعالم بأسره بأن ما ألصقه الهمج الأثرياء بأنفسهم من إيمان ماهو إلا كمين لشعوبهم التي أدمنت الضياع فلا الرب الذي (آمنوا) به قد نصرهم ولا تنزلت عليهم سيول الملائكة بل أوقعهم الجيش السوري في مواجهة مع من يدعون بأنهم آمنوا به:
( إن تنصروا الله ينصركم ) لنجد تأويل هذه الآية عند الراسخون في الشرف فرسان الجيش العربي السوري وليس الآخرون…
من هنا سوف نتحدث عن الحقيقة التي تظهر السعودية وهي تعاني الضمور المحوري في المنطقة بالأدلة الواقعية..
الهزيمة العميقة:
الوهابي فرض نفسه عدو و قام بوضع ثقله المادي والمذهبي في محاربة الجيش السوري المقاوم وإسقاط القائد الأسد إنها الحرب ولابد أن يكون هناك منتصر ومنهزم وكانت هزيمة قبيلة سعود عبر الإحتضار العسكري لداعش والتي تمثل الجيش الوهابي العميق الذي صنع لمواجهة الجيش السوري وهزيمة حزب الله.. الجيش السوري لم يصرع الوهابي عسكريا فقط بل كان السبب في إسقاط مذهبه المزيف لأن الحرب في النهاية حرب معتقدات وفكر قبل أن تتخذ الخيار العسكري الذي ضمنت به السعودية النصر لها وللأمريكي كما حدث في أفغانستان ضد السوفييت ولكن قد نسي هؤلاء بأن السوفييت ليسوا أبناء أفغانستان وتناسوا بأن السوريون هم أبناء سورية وليس بمستطاع أحد أن ينجد وطنه سوى أبناء وطنه.
المجتمع الوهابي الذي يتلذذ بقتل الشعب اليمني ويرى بما يفعله حرب مقدسة مع جيشه الشهير بالجبن ذهب إلى اليمن لأنه لا يستطيع مواجهة إيران ولا الدخول إلى جحيم سورية فقد نصب السعوديون الخوف مرشدا أعلى وبات يحكم قبيلة سعود إذ أنه الحاكم الشرعي للمملكة الذي يغير سياساتها الداخلية التي بدأت بالسماح للمرأة بقيادة السيارة و إنشاء منتجعات سياحية على سواحل البحر الأحمر بمباركة من رجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون وهذا لايدعى إنفتاح بل هزيمة أمام ما إعتقدوه وحاربوه منذ نشأة كيانهم والمثير للشفقة هناك من تحدث عن إنفتاح المملكة إلا أن مساحيق السياسة لاتخفى قباحة وجوه الأنظمة الجبانة..
عند التدقيق سنرى بأن هزيمة داعش تعني هزيمة الهوية الوهابية. لقد تجلى الخوف لدى الكائن الوهابي عندما أيقن بأن إفتقاد الوهابية السعودية للنفط وعودتها للمذهب فقط دون النفط سوف يلقى مصير داعش هذا ما سبب الخشية القاتلة لدى السعودية وكذلك أرعب "إسرائيل" و التقارب العلني فيما بينهما يجعلنا نكتشف الرعب المشترك من هزيمتهم المشتركة في سورية وتقاربهما العلني أعظم وأدق دليل على أننا نحارب "إسرائيل" الكبرى مباشرة.
لقد هزم السعودي فكريا قبالة مايستند عليه في دعم بقاء قبيلته الحاكمة وقد سقطوا أمام ما ”يؤمنون” وليس هناك هزيمة أقبح من أن يسقط المرء أمام مايؤمن به ويلقى مصرعه على يد الرب الذي إتخذه إله له.. هذا كله لأن الحق لا يعمل بالسياسة والمصالح الشهوانية ولأن الحق له مريدين وعشاق وليس منافقون أثرياء..
أما الخسارة المرئية:
وقد كانت مسؤولية الجيش السعودي النظامي الذي أتقن فنون الهروب في الحرب البرية على اليمن رغم إعتماده على مساعدات "إسرائيل" والأمريكان تكنولوجيا كما ساعدهم أشقائهم العرب وخونة الداخل اليمني لنرى الضربات الجنونية ضد المدنيين في اليمن عبر الطيران السعودي ففي البعد الإستراتيجي يدرك الأمريكي بأن أي قوة له تحت غطاء جوي لن تفلح في مكان آخر وهذه خسارة أحدثت فالق بين القوة الروسية والقوة الأمريكية الجوية وأثبتت بأن العنصر العسكري على الأرض له كلمة النصر وهو السر في تحقيق النصر ..لقد إجتاح الخوف مملكة الدماء بعد أن ذهبت إلى اليمن لتنتقم من أشباح هزائمها في سورية وكي ترسل رسائل قوة الحضور الإقليمي في مواجهة إيران وإذ بها تتفاجئ بأن الهزيمة قد أصبحت ختم ملكي يختم جميع رسائلها..
إن الإنتقال من توهم العقيدة السماوية إلى الهزيمة يعني زوال آل سعود في معاجم الفكر الإستخباراتي والخطير في هذه الهزيمة هو تكاملها مع هزيمة "إسرائيل" 2006 في حرب تموز ولهذا وجب خلع هذه العقيدة التي كانت خلف الهزيمة المدوية والعمل على رميها تحت أوزار الهزيمة المستمرة بفيضان مؤثراتها وعليه وجب إختلاق عقيدة جديدة تنجدهم من لعنات عقيدتهم السابقة أو نزع قادة التسعير الوهابي وتطعيم الوهابية بأزلام ( سوبر دين).
وقد بشر بهذه العملية الشيخ الوهابي السديسي عندما تحدث عن ترامب بما لايتحدث به رجل دين يهودي وليس "رجل دين مسلم” ولهذا نرى الأمريكي يتحدث عن تغييرات في النهج الديني التعليمي بعد أن قرأ المستشارون الأمريكان مالا يستطيع قرأته آل سعود حتى في أدق التفاصيل يقتحم العقل الإستخباراتي الصهيوني مالا نعلمه مبكرا وعليه قرر الأمريكي إنشاء مركز مراقبة الخطاب الديني في السعودية وإحداث تغيير في المناهج الوهابية وهذا كله لم يأت مصادفة بل هناك أمر مهول دفع الأمريكي لنسف ما دعمه وساهم بتأسيسه ..إنها الهزيمة..
الأمريكي في الظرف الراهن لايريد تقسيم السعودية فهو يريد كيان معادي مع عملية إنقلاب فكري في مشهد المجتمع السعودي قبالة المجتمع في إيران.. لقد هزمت مقومات بقاء الكيان السعودي العسكرية قبالة مقومات سورية العسكرية أي بقاء المحور المقاوم ولهذا نشهد هيستيريا رحيل الأسد لاتفارق تصريحات مسؤوليهم وهم بهذا يفسرون المأزق الذي تحياه قبيلة سعود..
قد يظن الكثير منا بأن تل أبيب تنجو دائما من الإشتباك العسكري بعامل ضعف قيادي سوري بينما الحقيقة إن الأسد يضرب تكوين حالة إقليمية شاملة والتي تشكل طوق الأمان لليهودي المحتل أي أن "إسرائيل" من يتموضع في حالة الرد لأن مكونات و قواعد "إسرائيل" الكبرى تهزم وتسقط عسكريا و تعدم فكريا بعد ضرب أبعاد الحرب من خلال تحطيم هيكل صمام الأمان الإسرائيلي (الكيان الوهابي) وهزيمته شر هزيمة وكما كانت الحرب على الجيش السوري المقاوم قادمة من خارج الحدود فمن الطبيعي أن يكون الإرتداد خارج الحدود السورية حيث معاقل العدو. هناك يترجم الجيش السوري المقاوم إنتصاراته و هذا ما تفرضه المعادلات الوجودية عندما تحتكم لقرارات الحروب الكونية..