تعريف «الإسلام المتشدد عند بن سلمان..
نورة الدوسري
خطابٌ ناري يلقيه محمد بن سلمان ولي العهد السعودي امام رجال الاستثمار في العالم، في المؤتمر الدولي الذي يعرف ب "مبادرة مستقبل الأستثمار"، ولم يفت مستشاري الأمير الطامع بخلافة والده تذكيره بأن نصف الجالسين في المؤتمر يكرهون السعودية، ونصفهم الآخر خائفٌ منها.
عالم الأعمال يؤمن بلغة الأرقام، والأخيرة تشير إلى أنّ ثلث قيادات التنظيمات الأرهابية في العالم هم من أصل سعودي، والثلثين الآخرين إما تلقوا تعليمهم فيها أو في مدارسها الدينية المنتشرة حول العالم، ولأن الأقتصاد يتطلب أمناً تامّا ساكناً غير متحرك، يقبع المستثمرين ورؤوس الأعمال تحت رحمة الأرهابيين الذين تدعمهم السعودية وتغذيهم وتقويهم، فبأي لحظة قد تتسبب تلك المجموعات غير المنضبطة بنسف الاستثمارات الدولية في أي بلد يعيش مواطنيه بسلام.
الحروب عدوّة رجال الأعمال الإولى، لذا يستغرب الحاضرون إن بلداً مثل السعودية تستضيف مؤتمراً للاستثمار، وتناقش مستقبله وهي التي تصعّب حاضره بقوة التطرف، لكن بن سلمان أدرك المشكلة وصعوبتها، وعرف إنه سيظهر بمنظر غير لائق فيما لو تبجحَ بدعم المملكة لمستقبل الاستثمار، فذهب بعيداً عن الموضوع المتعارف عليه، ليتحدث بمعالجات لهذه النظرة الواقعية نحو المملكة، ومن هنا تبدأ الحكاية..
نحارب التطرف ونقضي عليه، بن سلمان يؤكد على ذلك في خطاب إقتصادي، وكأنهُ يعرف مسبقاً بأنه متهم بذلك، لكنه لم يعرّف لنا التطرف ولم يتوغل في هذه المساحة، فبقي الأمر بحاجة إلى توضيح لأهميته، هل يقصد الأمير داعش، النصرة، القاعدة، وجماعة التوحيد والجهاد مثلاً، أم إنه يقصد تطرف قائمة السعودية على أساسه وتحافظ على أسسه!
الأول؛ تكون السعودية كاذبة إن إدعت إنها تريد القضاء عليه، فهي تستخدمه لتوسيع نفوذها في المنطقة، بدءاً من العراق وصولاً إلى جنوب أفريقيا، أما الثاني؛ فالسعودية كاذبة إن حاولت المساس به، فهو الذي يحفظ العائلة المالكة في الحكم!
إن صح الأمر؛ على بن سلمان أن يعرف الحقيقة التالية؛ الأول ابن الثاني بالرضاعة، أضرب الثاني بقوة ليموت الأول تلقائياً، فيكون بعدها لا غبار عليك إن تبجحت بالحديث عن المستقبل!