حقا انها الشيطان الاكبر
السياسة الاميركية الجديدة القديمة التي تبنى نهجها اليوم الرئيس ترامب تحت يافطة الجنون كسلفه نيكسون للوصول المبكر الى اهدافه المعلنة في الاربع سنوات الاولى من حكمه، تدفعه للسطو على دول العالم وبأي وسيلة كانت لحلبها سواء كان بالقوة او الابتزاز او الاساليب اللااخلاقية وبيع الاسلحة وهذا ما هو مرفوض جملة وتفصيلا في كل الشرائع والاعراف والقوانين الدولية. لكن اميركا الامبريالية المعجونة على الاستعلاء والمكابرة والنهب تعودت على هذه السياسة ليس لقوتها بل لضعف الاخرين الذين يتماشون معها والاسباب كثيرة وفي المقدمة الدول الاستبدادية التي لا تملك الارضيةاو الرصيد والدعم الداخلي لذلك تعتمد وبشكل كلي على الخارج الذي ليس يكلفها الاموال الطائلة فقط بل تتحمل معها تبعات الاذلال والهوان.
غير ان ترامب الغبي الخراص والمتقمص بالجنون يحاول ان يجرب حظه العاثر مع ايران عسى ان يحصل على شيء او ان يفت من عضدها لكن يخسأ وسيدفن احلامه معه لان ايران الاسلام اقسمت على نفسها ان لا تظلم او تظلم ولا تهاون ولا تساوم وان تكون في موقع العزة والكرامة التي ارادها الله لها من دون ان تخدش في عزة او كرامة الاخرين.
واذا كان هذا الغبي الخراص يتصور انه يستطيع حشر ايران في الزاوية الحرجة ويقيدها من خلال لعبته القذرة والخبيثة بعدم الغاء الاتفاقية النووية لتداعياتها الكبيرة على مكانة وسمعة الولايات المتحدة وفي نفس الوقت عدم تنفيذها لئلا تحصل ايران على مكاسب ذلك او محاولته المكشوفة بالقاء الكرة في ملعب الكونغرس الذي هو الاخر غير مستعد لتحمل تبعات ذلك ومن ثم اعادة الكرة الى ملعب البيت الابيض فانه واهم وفي غاية التخلف والحماقة الذي لم يكتشف بعد قدرات ايران وتصديها لاحباط دسائس الاعداء. وما نعلمه ان هدف الطرفين عرقلة التطور في ايران وعدم السماح لها في التقدم واستثمار طاقاتها العلمية والطبية والاقتصادية والبشرية وفي كل مجالات الحياة الاخرى حقا انها "الشيطان الاكبر" كما وصفها الامام الخميني الراحل رضوان الله تعالى عليه لان هذه الدولة بالاعيبها الشيطانية والعدوانية لايمكن ان تستقيم أو تتحضر أو ان تفي بعهودها ووعودها كسائر الدول الاخرى التي تحترم نفسها.
واليوم عندما تجد الادارة الاميركية نفسها وسائر مؤسساتها في غاية الحرج من التملص العلني من الاتفاق النووي تعمد للقيام بعمليات التفافية لفرض المزيد من الحظر الاقتصادي الجديد على ايران ناهيك عن حظرها السابق، بذريعة دور حرس الثورة أو النفوذ الايراني في المنطقة او القوة الصاروخية المكفولة دوليا للدفاع عن النفس، وكلها قضايا استفزازية رخيصة لا تعير لها طهران اية اهمية بل ماضية في مسيرة الاقتدار والعزة والكرامة للدفاع عن اهدافها وحياضها وشعبها ولايمكن ان تلجأ يوما حتى في التفكير بالمهادنة على خطوطها الحمر فكيف ممارسة ذلك.
واذا تصورت اميركا والرئيس ترامب انه يستطيع ترويض ايران أو يجعلها معلقة بين السماء والارض بالاعيبه البهلوانية فانه واهم واحمق للغاية فان ايران بما تملكه من قدرات وطاقات في كل المجالات وخاصة وحدة شعبها وارثها الحضاري والثقافي وعمقها الضارب في جذور التاريخ وحنكة وحكمة قيادتها والاهم من ذلك تمسكها بالاسلام ومبادئه القيمة والقويمة التي يخلو قاموسها من شيء اسمه "الطريق المسدود"، ستوقف اميركا عند حدها كما فعلت مرات ومرات خلال العقود الاخيرة واستسلمت امامها في اكثر من مكان وعليها ان تهيئ نفسها للفضائح القادمة التي ستتحملها نتيجة للهزائم الكبيرة القادمة امام ايران جراء سياساتها الخاطئة والهيستيرية.