kayhan.ir

رمز الخبر: 65552
تأريخ النشر : 2017October25 - 20:59

أميركا تنقل المعركة إلى لبنان و«حكم» يجدّد الرهانات المدمّرة –


معن حمية

بعد 34 عاماً على العملية التي استهدفت قوات «المارينز» الأميركية في لبنان، والتي كانت واحدة من العمليات الحاسمة في مواجهة القوات المتعدّدة الجنسيات، يخرج نائب الرئيس الأميركي مايك بنس مهدّداً: «سوف ننقل المعركة إلى أرض الإرهابيّين، وحسب شروطنا»، ويتبعه مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ماكماستر، معلناً أنّ الذين قاموا بهذه العملية أصبحوا قادة حزب الله.

تصريحات بنس وماكماستر، تفصح عما يُخطَّط له في دوائر القرار الأميركي، ضدّ المقاومة ولبنان، لكن ما لا يدركه المسؤولون الأميركيون، أنّ نتائج نقل المعركة إلى لبنان، لن تتوافق مع الشروط الأميركية.

وللتذكير فإنّ العملية التي استهدفت «المارينز» في لبنان، فلأن هذه القوات كانت قوات احتلال، ولأنّ المدمّرة الشهيرة «نيوجرسي» التابعة للأسطول السادس الأميركي كانت تقصف المناطق اللبنانية ليل نهار، وتدمِّر العمران وتقتل المدنيين الأبرياء. ولأنّ الولايات المتحدة الأميركية لم تكتفِ بما ارتكبت من جرائم بحق اللبنانيين، بل فرضت على لبنان دفع ملياريْ دولار أميركي، «بدل رسوّ الأسطول الأميركي وكلفة القذائف التي أطلقتها المدمّرة نيوجرسي والطلعات الجوية وغيرها من مهام عسكرية ولوجستية»، بحسب ما جاء في فاتورة مقدَّمة من السفارة الأميركية، بحسب تقرير إعلامي أشار إلى أنّ الرئيس اللبناني في تلك الفترة أمين الجميّل، طلب من المصرف المركزي دفع الفاتورة، وقد تمّ ذلك بالفعل.

وعليه، فإنّ التهديد الأميركي بنقل المعركة إلى أرض مَنْ يعتبرهم إرهابيّين، يندرج في سياق التصعيد الأميركي الذي يستهدف المقاومة، وقد بات واضحاً أنّ الإدارة الأميركية، تعمل على تجميع أوراق كثيرة، تتوسّل من خلالها تحقيق هدف القضاء على المقاومة، بعدما عجزتْ عن تحقيقه في حرب تموز 2006 بواسطة العدو الصهيوني.

كلّ المؤشرات تشي بأنّ الإدارة الأميركية عازمة على ترجمة ضغوطها وتنفيذ تهديداتها ضدّ المقاومة، واللافت أنه في الوقت الذي تعمل فيه هذه الإدارة الأميركية على تجميع الأوراق لاستخدامها كذرائع لتحقيق أهدافها، جاء حكمُ القضاء اللبناني على المقاومَيْن البطلَيْن الأمينَيْن نبيل العلم وحبيب الشرتوني، ليتناسب في توقيته مع المسعى الأميركي. وقد يشكل الحكم القضائي واحدة من الأوراق، خصوصاً بعدما جرى فصل ملف القضية عن سياقه الطبيعي، ولم يُنظَر للفعل بوصفه فعل مقاومة ضدّ الاحتلال وعملائه. عدا عن أنّ الحكم يدفع ببعض اللبنانيين إلى تجديد رهاناتهم المدمّرة، وهذا يشكل أرضية تحتاجها أميركا وحلفاؤها.

وفعلاً، فإنّ بعض القوى اللبنانية، خرجت لتعلن أنها لا تزال على تلك الرهانات والقناعات. وهي جاهزة لتكرار الخطايا نفسها بحق لبنان واللبنانيين، بغضّ النظر عما إذا كان القانون يجرّم العمالة والعملاء، لأنّ الحكم الجائر على الأمينين العلم والشرتوني قلَبَ المقاييس وجعل التعامل مع العدو وجهة نظر...!