فليقرأ تريلسون الرسالة العراقية جيدا
وصل تريلسون وزير الخارجية الاميركي الى العاصمة العراقية بغداد خلسة ومن دون استنذان او حياء وكأنه لص خفي لم يعرف للخجل معنى، خاصة بعد تصريحاته الاخيرة الوقحة التي واجهت الاستهجان والاستنكار من قبل مختلف اوساط الشعب العراقي الرسمي والشعبي.
تريلسون هذا يعكس صورة معبرة وواقعية للمثل القائل "ان لم تستح فافعل ما شئت" ولانه وبعد ردود الفعل الشعبية والرسمية الغاضبة لتصريحاته كان عليه ان يعتذر للعراقيين قبل ان تطأ قدماه الارض العراقية.
والذي نود الاشارة اليه هو ان الادارة الاميركية التي بذلت كل ما لديها من جهود وطاقات وامكانيات ليست فقط لوحدها، بل انها جندت العديد من الدول سواء في المنطقة والعالم من اجل ان لا يتحقق للعراقيين الانتصار على الارهاب، ليبقى سيفا سلطا على رقاب ابناء المنطقة يزرع في نفوسهم الخوف واليأس ويدفعهم لاستجداء واشنطن، ولكن الانتصارات الكبيرة والتي اوصلت الارهاب الى حافة الهاوية والتي اعتبرت خسارة ثقيلة وكبيرة لايمكن لواشنطن ولمن تحالف معها دوليا واقليميا تحملها خاصة وان الذين هزموا هذا الارهاب المنظم والمدعوم قد جاء على يد ابناء المقاومة العراقية من ابطال الحشد الشعبي الذين اندفعوا وبدافع وبروح وطنية عالية مشمرين سواعدهم لطرد كل الذين جاؤوا بهم الاميركان وقد كان لهم ذلك بفضل صمودهم وصلابة موقفهم،
فلذا اعتبرت اوساط سياسية واعلامية عراقية ان تصريحات تريلسون ضد الحشد الشعبي هو واقع الالم الممض والموجع الذي تعيشه واشنطن والذي لاعلاج ولا شفاء له، ولم يكن سوى تنفيس للغضب والحنق الذي يعتمل في نفوسهم.
ولكن والاشد أيلاما للادارة الاميركية هي الصفعة المباشرة والقوية التي تلقاها تريلسون وفي العاصمة بغداد من قبل القيادات السياسية والعسكرية والتي اعتبرت زيارته غير مرغوب ولامرحب بها مشيرين الى انها قد تكون الاخيرة وبدون استئذان، لان وبعد الانتصار على الارهاب الذي بات على الابواب لم يتبق له سوى ساعات او ايام مما سيفرض خروج كل الخبراء والمدربين والمرتزقة من الاميركيين وغيرهم من هذا البلد غير مأسوف عليهم بحيث لم يعد الحاجة لوجودهم على الارض العراقية.
وبنفس المنوال فان تصريحات العبادي وبصوت عال في وجه تريلسون من ان الحشد الشعبي هي قوات عراقية وان ابناء هذا الحشد هم عراقيون وطنيون دافعوا عن استقلال وسيادة بلادهم بوضع الارواح على الاكف لطرد كل ارهابي مدعوم اميركيا وصهيونيا وسعوديا، ولذا فعلى تريلسون ان يقرأ الرسالة العراقية ويفهمها جيدا وان يفكر في مغادرة قواته وبأسرع وقت ممكن لكي لايورط نفسه في أمر لايعنيه بعد اليوم ويحترم ارادة الشعوب التي لاتقهر .