بالتفاصيل والأسماء.. كيف حررت القوات العراقية كركوك خلال ساعات؟ 2/2
نضال حمادة
ما تأثيرات هزيمة كركوك على مسعود البرزاني داخليًّا وخارجيًّا؟
أدارت الحكومة العراقية معركة كركوك بكثير من الحنكة السياسية فيما كان اتفاق أمين عام منظمة بدر العراقية هادي العامري مع يافل الطالباني نجل الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني( يتم تطبيقه بسرعة وحرفية عملانية في كركوك ومحيطها، في وقت انسحبت فيه قوات البرزاني بشكل فوضوي وبهزيمة أقرب للفضيحة حيث لم تقاتل البشمركة التابعة للبرزاني في اي موقع من كركوك بشكل مشرف.
نجحت القوات العراقية في الامساك بزمام المبادرة
فقد البرزاني خلال ثلاثة أيام الكثير من مكتسباته السياسية والاقتصادية التي حصل عليها ومن قبله والده خلال 75 عام، ما أشعر الأكراد بالإحباط وهم يرون الحلم الذي طالما وعدهم به البرازاني يتهاوى خلال ساعات في ظل انهيار معنوي وعسكري للبشمركة، وهذا الانهيار سوف يضع تأثيراته السلبية على مسعود البرزاني وزعامته المزمنة للأكراد في العراق في ظل تاريخ طويل من التحالف السري والعلني مع إسرائيل وامريكا.
تقول مصادر عسكرية عراقية لموقع العهد الأخباري أن "إسرائيل هي من دفع البرزاني وحرضه على إجراء استفتاء الانفصال عن العراق"، وأضافت المصادر أن "السعودية دعمت حركة البرزاني لكن الدور الإسرائيلي هو الأساس وراء إجراء الاستفتاء على الانفصال، ولو ان السعودية اتت وحدها للبرزاني بهذا المشروع دون إسرائيل لما حصل الاستفتاء".
وتشير المصادر الى أن "شعبية البرزاني بين أكراد العراق تتآكل بشكل سريع بعد هزيمة كركوك، فالبرزاني يقترف منذ عقود ديكتاتورية العائلة الواحدة وينتهك الدستور منذ أربع سنوات بعد انتهاء ولايته الدستورية وبقائه في منصبه يعرقل إجراء انتخابات رئاسية جديدة لانه لا يستطيع الترشح فيها بسبب القانون الذي يحدد دورتين كحد أقصى لرئاسة الإقليم وهو قد أمضى الدورتين قبل أربعة أعوام، فالبرزاني رجل لا يؤمن بالحوار ويكم الأفواه ويقمع الحريات الصحفية والمدنية ويضطهد الاكراد كما انه يمارس نظام تمييز عنصري ضد الأيزيديين، حيث يمنع البرزاني الناشطين الأيزيديين من الذهاب إلى بغداد، كما يقوم البرزاني منذ عام تقريبا باحتكار مردود النفط ووضعه في حسابات شخصية تابعة له ولأفراد اسرته، في الوقت نفسه لم يقبض موظفو الإقليم رواتبهم منذ عدة أشهر"، حسب المصادر التي تضيف ان "هزيمة كركوك العسكرية والاستراتيجية هي هزيمة شخصية لمسعود البرزاني الذي سيفقد الكثير من وسائل سيطرته ونفوذه في إقليم كردستان العراق لصالح الأطراف الأخرى التي تعارضه خصوصا حزب الاتحاد الديمقراطي بقيادة يافل طالباني وأيضا لصالح حزب العمال الكردستاني التركي الذي يعتبره الطالباني الخطر الوجودي على حكمه ونفوذه.
وخسر البرزاني أيضاً حقول النفط التي عوّل عليها في بناء دولته التي سعى إليها، فخسارة كركوك تعني نهاية حلم كردستان المنفصلة عن العراق، لان أبار النفط التي تقع في إقليم كردستان عالية التكلفة في الانتاج، ومن هنا يبدو وضع البرزاني ضعيفا داخل إقليم كردستان العراق وفي أوساط الكرد وهذا ما تعرفه الحكومة العراقية جيدا، وسوف تبني عليها الكثير من مواقفها وسياستها في المفاوضات التي يحضر لها بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان العراق، فالبرزاني لم يعد الشخص الوحيد المحتكر والمصادر لقرار أكراد العراق، هناك يافل طالباني وحزبه (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي) العائد بقوة الى واجهة الحدث العراقي والكردي تحديدا والطالباني يحصل على تأييد الحكومة العراقية كما ان أسهمه ارتفعت في اوساط الاكراد، وبالتالي فإن الاموال التي تدفعها الحكومة الى إقليم كردستان لم تعد وجهتها مسعود برزاني فقط بل ان لطالباني الحصة الاكبر من الأموال ما يفتح امامه أبواب التوظيف والخدمات في إقليم كردستان التي كانت طيلة عشرين عاما حكرا على مسعود البرزاني يستخدمها في تعزيز سيطرته وتثبيت حكمه بينما اتت هزيمة كركوك لتعيد خلط الاوراق وتنهي حالة التفرد التي تمتع بها البرزاني وبالتالي تقرب نهايته السياسية إن لم يكن اكثر من ذلك.