kayhan.ir

رمز الخبر: 65402
تأريخ النشر : 2017October23 - 19:25
عباس ضاهر ليست القواعد الأميركية الثماني المنتشرة في الشمال والشرق السوري مجرد مراكز عسكرية للمراقبة والرصد والتجسس والاعلام والمساندة والتدخل عند الحاجة. هي قواعد عسكرية مجهزّة بمقاتلين بأحدث الأسلحة والاليات التي تشارك عمليا وتدير مواجهات ضرب تنظيم “داعش” أو الضغط عليه وإجباره على المغادرة كما حصل في الرقة. في الواجهة يبدو الكرد (وحدات حماية الشعب الكردي)، وفي قلب المعركة الأساسية يخوض الأميركيون المواجهات ويسلّمون الأكراد وحلفاءهم من العشائر العربية المناطق المحررة من الدواعش. لا يقتصر العمل الأميركي على المهام العسكرية. على مساحات واسعة شمالا وشرقا يجول الضباط الأميركيون على البلدات ويلتقون العشائر العربية لإبداء حسن النية الكردية-الأميركية تجاه العرب الذين يشكلون الأكثرية الساحقة من السكان. يقدمون المساعدات المادية والغذائية والمعنوية ويتوددون للسوريين من دون الأخذ بعين الاعتبار هواهم السياسي، سواء كانوا بعثيين او معارضين أو مقاتلين سابقين بتنظيمات ارهابية. انها محاولة جذب السوريين هناك الى مشروع ما في وراثة "داعش" الذي حكم المنطقة لسنوات. هل هي الفدرالية؟ أم التقسيم؟ ام لفرض نفوذ أميركي؟ ام لاستبعاد عودة الدولة السورية الى الرقة واجهاض مشاريع البيئة الحاضنة لها؟ في جميع الحالات لا يقوم المشروع الأميركي هنا على أساس كردي-عربي، بل وفق منظور أوسع، قد يستند الى إثارة العامل المذهبي لوضعه في خدمة فصل الرقة عن الدولة السورية، ويهدف حضورا للاميركيين الذين يسيطرون من خلال القواعد الثماني على حقول نفط ومعادن وثروات طبيعية هائلة أهمها في منطقة الكُبَر، وقطع الطريق على روسيا وتركيا وايران. لكن لماذا تدخلت السعودية الى جانب الولايات المتحدة الأميركية كما أظهرت زيارة الوزير تامر السبهان؟. هناك اهداف بالجملة أظهرتها طبيعة الزيارة، قد تكون لإبداء الشراكة مع الاميركيين في الرقة السورية وتعويض الخسائر التي لحقت بالرياض في شأن سوريا. او المباشرة بإعادة الاعمار في تلك المساحة السورية واستمالة العشائر العربية. الأهم ان الرياض ترى في الاكراد سبيلا لإستنزاف تركيا التي تخوض معها مواجهة صامتة وبالواسطة. كما تجد السعودية في عشائر الشرق سندا لها، خصوصا بعد فشل منصات الخارج المعارضة. تعرف الرياض انها تحفظ دورها وحصتها من خلال الاندماج مع الولايات المتحدة، وتستفز الايرانيين والاتراك. تلك الخطوة تترجم من جهة ثانية صراع المحورين: التركي – القطري و السعودي-الاماراتي. بالنسبة للأميركيين لا يهم هذا النزاع المفتوح وحدوده، بل المهم عندهم فرض نفوذ أميركي يظهر في أمركة الرقة الآن. ماذا بعد الرقة؟.

فهل حانت ساعة نهاية الكيان!؟

محمد صادق الحسيني

أفادت مصادر صحافية استقصائية على ارتباط وثيق جداً بدوائر صنع القرار في دول عظمى وأخرى «شرق أوسطية» مهمة وفاعلة حول التوتر المتزايد الذي تشهده المناطق الحدودية في الجولان السوري وجنوب سورية بما يلي:

أولاً: توصّل القادة العسكريون والسياسيون «الإسرائيليون»، بعد سلسلة اللقاءات التي أجروها في كلّ من واشنطن وموسكو سوتشي مع المعنيين في البلدين، الى قناعة راسخة بأنّ كلتا الدولتين لا تعيران اهتماماً لمصالح واحتياجات «إسرائيل» الأمنية في سورية..

ثانياً: تكرّست هذه القناعة بشكل خاص بعد زيارة وزير الدفاع الروسي إلى تل أبيب والاتصال الهاتفي الذي أجراه نتن ياهو مع الرئيس بوتين قبل أيام، والذي ألحّ فيه على ضرورة عمل الدول العظمى على منع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله من تثبيت وتعزيز القواعد التي أقاموها، ومعهم حركة النجباء العراقية، على طول حدود الجولان، خاصة في منطقة التلول… الشعار / الأحمر / اللواء 90 / إلى جانب تلك القواعد المقامة في منطقة درعا.

ثالثاً: قامت هيئة الأركان «الإسرائيلية»، بإعداد خطة يقوم بموجبها الجيش الإسرائيلي «بالقضاء على هذا الخطر» بنفسه، بعد لقاء رئيس الوزراء «الإسرائيلي» مع الرئيس ترامب وعدم حصوله على ضمانات أميركية بإبعاد قواعد قوات حزب الله والحرس الثوري الإيراني مسافة أربعين كيلومتراً عن الحدود مع الجولان.

وترى الخطة البدء بإجراء تصعيد الضغط العسكري جواً وبراً مدفعية على مواقع الجيش السوري وحلفائه في المناطق ذات العلاقة بهدف إيصال رسالة الى مَن يهمّه الأمر بضرورة الاستجابة إلى مطالب «إسرائيل»، ثم الانتقال إلى مرحلة دمج العمليات الأمنية الاغتيالات جواً وبراً، أيّ تفجيرات أو قصف جوي، بحسب ما تقتضيه طبيعة الهدف. نقول دمج العمليات الأمنية مع زيادة الضغط الجوي على المواقع المذكورة أعلاه وصولاً الى سعسع / الكسوة / ولمدة شهرين الى ثلاثة أشهر.

رابعاً: أما إذا لم تحقق هذه الحملة الأهداف المرجوة من ورائها، ألا وهي إقامة منطقه عازلة بعمق أربعين كلم خلف الحدود مع الجولان، فإنّ على «إسرائيل» أن تبادر للقيام بتحقيق ذلك عن طريق تنفيذ عملية عسكرية تتمّ من خلالها السيطرة على شريط يمتدّ من:

جبل الشيخ / سعسع / انخل / نوى / طفس.

خامساً: إنّ عمليات الإغارة المحدودة التي تقوم بها «إسرائيل» داخل الاراضي السورية تعتبر جزءاً من هذه الخطة والتي تمّت مناقشتها بشكل مستفيض مع محمد بن سلمان، ولي عهد السعودية، خلال زيارات ثلاث قام بها لـ»إسرائيل» وكانت آخرها قبل أيام عندما عاد والده من زيارته الى موسكو ولم يكن في استقباله في مطار الرياض وهو ما يؤكده شهود عيان فلسطينيون و«إسرائيليون» معروفون شاهدوه بالعين المجردة في أحد شوارع تل أبيب.

سادساً: عقد محمد بن سلمان لقاء مع رئيس الوزراء «الإسرائيلي» إلى جانب ثلاثة لقاءات عقدها مع وزير «الدفاع» «الاسرائيلي»، أفيغدور ليبرمان ورئيس أركانه غابي إيزنكوت، وذلك في وزارة الدفاع «الاسرائيلية» في تل أبيب.

وكان أهمّ ما طرح للنقاش في هذه الاجتماعات:

– أهمية قيام «اسرائيل» بتنفيذ العملية المذكوره أعلاه وما سيترتب عليها من لجم إيران في المنطقة ووقف تمدّدها الخطير.

– تمويل هذه الحملة العسكرية ضدّ سورية وحلفائها من قبل السعودية، بما في ذلك تمويل إعادة إعمار ما قد يتمّ تدميره في «إسرائيل» خلال الحرب المقبلة.

– قيام «إسرائيل» بالعمل، من خلال قوى الضغط اليهودية في الولايات المتحدة، على رفع أسعار النفط في العام المقبل بين خمسة إلى عشرة دولارات للبرميل، وذلك لمساعدة السعودية على تمويل تكاليف الحرب «الإسرائيلية» المقبلة والتي قال ليبرمان لضيفه «أنّ كلفتها ستكون على السعودية أقلّ بكثير عما لو أنها وقعت بين إيران والسعودية مباشرة».

سابعاً: تمّ الاتفاق على مواصلة اللقاءات والمتابعة الحثيثة من أجل تنسيق المواقف بين الطرفين لضمان أفضل النتائج، باتجاه الهدف، ألا وهو ضرب قوات حزب الله والحرس الثوري والجيش السوري للحدّ من نفوذ إيران من دون الانزلاق الى حرب «شمالية» قد تتحوّل حرباً إقليمية، حسب عبارات ليبرمان.

وهنا ثمّة مَن يقول بأنّ تل ابيب ربما تكون بعملياتها هذه تُفضي أو تنزلق أو بوعي أو دون أن تريد إلى حرب نهايتها..!

والسبب في ذلك هو أنّ الدوائر الضيقة المحيطة بنتن ياهو في تل أبيب باتت لا تملك خيارات كثيرة أمام لامبالاة المجتمع الدولي نحوها من جهة، ووجود عمى بصر وبصيرة لما يحصل في تشكيلات محور المقاومة الذي بات ممتداً من مضيق هرمز إلى باب المندب، ومن طهران إلى غزة مدعوماً بتفاهمات روسية أميركية مصلحية عالية السقف مكرهة لواشنطن بسبب ضيق خيارات الأخيرة…

ويأتون بمثل لافت على ذلك وهو تخلّي واشنطن وأذنابها في المنطقة عن البرزاني رغم تشجيعهم وتمويلهم خطوته الأخيرة الاستفتاء ، ولكن التخلي عنه بمجرد خسارته للمواجهة مع بغداد جعل البرزاني يفقد سيطرته في كردستان ويفقد أعصابه بسبب الهزيمة التي شبّهها البعض بهزيمة والده في نهاية الحرب العالمية الثانية جمهورية مهاباد .

فجاءت عملية القنصلية الإيرانية في أربيل بأمر من غرفة عمليات الموساد في أربيل مثلاً، الأمر الذي رأى فيه المراقبون دليلاً على إفلاس «إسرائيل» نهائياً في مواجهة محور المقاومة إلا بوسائل مشاغبة ومشاغلة…!

أيّ أنها أصبحت تتصرّف بنزق شديد سواء في كردستان أو في سورية ولبنان، ذلك لانعدام قدرة «إسرائيل» على قراءة المتغيّرات العميقة التي أصابت الصفائح التكتونية الصفائح الجيولوجية لقشرة الأرض لجغرافيا الشرق الأوسط السياسية.

وهنا يكمن بيت القصيد، إذ يجزم المراقبون اصحاب الاختصاص بأن هذا النمط لسلوك صانعي القرار في «إسرائيل» تجاه محور المقاومة في قضية كردستان ينسجم تماماً مع خططهم لتنفيذ العملية البرية اليائسة في جنوب غرب سورية، والتي قد تدفعهم في لحظة «مقامرة» بتوسيع الحزام ليصل إلى طريق دمشق بيروت عند نقطة المصنع اللبناني، كما تتحدّث دوائر تل ابيب القريبة من نتن ياهو في غرفها المغلقة، وذلك بهدف إقامة منطقه عازلة على طول خط وقف إطلاق النار في الجولان وصولاً الى غرب درعا…

في الساعات القليلة الماضية عادت تل أبيب لتأكيد أنها ستصعّد ردها على أي إطلاق للنيران من سورية بهدف تأمين منطقة الشمال من أي مفاجآت غير محسوبة…!

السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل ستقدم تل أبيب على لعب القمار مع مصيرها بخطوة عالية التوتر مع سورية، لأنها أدركت بأنها خسرت كل الاوراق هناك ولم يبق لها الا الحرب وبتمويل سعودي وضوء أخضر أميركي بذريعة وقف الزحف الإيراني الحزب اللهي الذي يستعدّ لاستعادة غزة أيضاً..!؟

أم أنها تتخوّف من خطة مشتركة إيرانية سورية حزب اللهية صارت جاهزة للانطلاق من لبنان، كما من سورية في آن معاً، للسيطرة على الجليل والجولان، إذا تمادت «إسرائيل» كثيراً باستفزازاتها فستفاجأ بها، إذا تراخت، ولو للحظة واحدة…!؟

في الحالتين، ما يسمى بالمجتمع الدولي وبينه اميركا لم يعد بقادر على السيطرة على حرب من هذا النوع ستشترك فيها عشرات الألوف من قوى المجتمع العربي والإسلامي الحية، ومعها دول ذات وزن لا يعرف أحد كيف وأين ستتدخل، وبأي نوع من أنواع السلاح والتكتيكات القاتلة هذه المرة مع ما يُشاع عن امتلاك محور المقاومة «سلاحاً سرياً يُعمي بصر إسرائيل» أي يعطل القوة الجوية فيها هذه المرّة..!

فهل حانت ساعة نهاية «إسرائيل» أمام أعين المجتمع الغربي العاجز..!؟

ننتظر ونرى،

بعدنا طيّبين، قولوا الله…