kayhan.ir

رمز الخبر: 65400
تأريخ النشر : 2017October23 - 19:25

الأهداف والأدوار التي أسقطها دخول كركوك:

حميدي العبدالله

لا شك أنّ دخول القوات العراقية إلى مدينة كركوك والمناطق المتنازع عليها قرب الحدود السورية وقرب الحدود الإيرانية، أسقط أهدافاً وألغى أدواراً كانت معقودة على قيام دولة كردية منفصلة في شمال العراق، تضمّ إقليم كردستان والأرض المتنازع عليها .

من أبرز الأهداف التي حققتها سيطرة القوات الاتحادية على المناطق المتنازع عليها وفي مقدّمتها كركوك:

أولاً، قطع الطريق على قيام دولة كردية تتمتع بجميع عناصر القوة العسكرية والاقتصادية. فالسيطرة على كركوك حرم إقليم كردستان من أهمّ الموارد الاقتصادية التي استحوذ عليها بعد عام 2003، أيّ بعد الغزو الأميركي للعراق مستفيداً من هذا الغزو، كما حرم الإقليم من توسيع الإطار الجغرافي للدولة الكردية لتشمل الأراضي التي سيطرت عليها البيشمركة بعد تمدّد داعش في العراق مستفيدة من هذا التمدّد، وقوّض هذا الدخول قيام قوة عسكرية يعتدّ فيها ويراهن عليها في لعب أدوار على مستوى العراق والمنطقة، لا سيما في ضوء الدور الذي لعبته بيشمركة السليمانية التي لم تجار قيادة إقليم كردستان في خيارها الاستقلالي.

ثانياً، أسقط هدف الرهان على دور تقوم به دولة كردستان لتشجيع أكراد سورية وتركيا وإيران على السير على طريق أكراد العراق في إقامة دول خاصة بهم أو العمل على الانفصال مع ما يعنيه ذلك من حروب قد تستمرّ عقوداً بين الدول الثلاث وأكراد هذه الدولة.

واضح أنّ انهيار أنموذج كردستان العراق وكيفية إنهاء الأنموذج الذي تجسّد بعمل تضامني بين الدول المتضرّرة منه على الرغم من الخلافات بينها، وعدم توفر دعم دولي، يدفع بالضرورة كلّ القوى الكردية الناشطة في سورية وتركيا وإيران إلى أخذ هذا الواقع بعين الاعتبار عند رسم سياساتها واستراتيجيتها في السعي لنيل الحقوق التي حرم منها الأكراد.

ثالثاً، الرهان الأميركي – الإسرائيلي على تحوّل دولة كردستان إلى دولة قوية حليفة منخرطة بقوة بالسياسات والخطط الأميركية، ولا سيما ضدّ سورية وإيران، سقط هذا الرهان على هذا الدور الذي كانت تعدّ له منطقة كردستان العراق من خلال الاستقلال عن العراق، اليوم لم تعد كردستان العراق قاعدة آمنة للأميركيين والإسرائيليين، وهي محاصرة من جهاتها الأربع، ويصعب عبور الأجواء إليها من دون إذن من دول الإقليم التي تحيط بها من الجهات الأربع، كما أنها باتت مخترقة بسلسلة من التناقضات والصراعات الداخلية، لا سيما في ضوء اتهام البرزاني لبعض الجهات الكردية بمساعدة القوات الاتحادية على دخول الإقليم، وبالتالي تحوّل الإقليم إلى عبء على الدول التي راهنت على دوره.

جميع هذه الأدوار والرهانات التي كانت معقودة على استقلال إقليم كردستان سقطت الآن.