kayhan.ir

رمز الخبر: 65399
تأريخ النشر : 2017October23 - 19:25

ترامب وكابوس الصواريخ الإيرانية

لا يمكن وضع التهديدات المتكررة للرئيس الامريكي دونالد ترامب لايران لدفعها للتخلي عن اسلحتها الدفاعية ، الا في خانة السياسة الاستعلائية الامريكية التي ترى العالم عبارة عن ضيعة تابعة لامريكا تتصرف بها كيف تشاء وانى تشاء.

الضجة التي اثارتها امريكا و”اسرائيل” والامبرطوريات الاعلامية التابعة لهما حول الصواريخ الايرانية التقليدية ، يبدو انها لم تقنع احد ، لذلك اضطر ترامب ورفيقه رئيس وزراء "اسرائيل” بنيامين نتنياهو الى اضافة كذبة كبرى الى اكاذيبهما السابقة حول الصواريخ الايرانية ، وهي كذبة "ان الصواريخ الايرانية مخصصة لحمل رؤوس نووية”.

لما كانت هذه الكذبة لم تنطل على الراي العام العالمي ، انتقل ترامب الى مرحلة التهديد المباشر ضد ايران عبر التهديد بالانسحاب من الاتفاق النووي ، لان الاتفاق لم ياخذ المصالح الامريكية بنظر الاعتبار!. ولا ندرى ما هي المصالح الامريكية التي كان يقصدها ترامب ، والتي لم تراع في الاتفاق النووي؟!.

الملفت ان امريكا التي تظهر بمظهر من يدافع عن امن واستقرار العالم ، وتنصب نفسها شرطيا على العالم ، وتقود حملة دولية ضد الصواريخ الايرانية و”خطورتها على العالم” ، هي الوحيدة التي استخدمت السلاح النووي ، وابادت به مدينتين يابانيتين وهما هوراشينا وناكازاكي مع سكانهما ، وهي الوحيدة التي تملك اكبر مستودع للاسلحة النووية في العالم اجمع.

الملفت ايضا ان ترامب الذي يحرض العالم ضد ايران لامتلاكها صواريخ تقليدية ردعية ، اصدر اوامره ، كما كشفت شبكة "ان بي سي” الامريكية ، بزيادة ترسانة بلاده النووية بصورة كبيرة، وذلك خلال لقاء مع مستشاريه للأمن القومي في يوليو/تموز.

شبكة "ان بي سي” نقلت عن ثلاثة مسؤولين حضروا اللقاء ، قولهم ان ترامب أمر بزيادة عدد الرؤوس النووية من 4000 ، كما هي الان ، الى 32 الف رأس نووية كما كانت في ستينيات القرن المنصرم.

من الواضح ان ترامب ، الذي شن هجوما صاروخيا ضد سوريا بذرائع واهية ، ويهدد على الدوام باستخدام السلاح النووي لتدمير كوريا الشمالية بالكامل ، ويضغط ليل نهار من اجل نزع السلاح الصاروخي لايران ، لن تردعه القوانين الدولية ولا الحلول الدبلوماسية ، بل القوة فقط.

قوتان نوويتان هما امريكا و "اسرائيل” تهددان ايران على الدوام باستخدام القوة العسكرية لثنيها عن سياستها القائمة على الدفاع عن قضايا الشعوب العربية والاسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ، وتغيير النظام الاسلامي فيها ، لا يمكن ان تقف مكتوفة الايدي امام التهديدين الامريكي و "الاسرائيلي”.

المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري قال ردا على تهديدات ترامب ، إن العقيدة السياسية والدفاعية في ايران مبنية على تعزيز الطاقات الداخلية لنظام الجمهورية الإسلامية بحيث لا يمكن للعوامل الخارجية أن تؤثر على هذه العقيدة ، معتبرا التفاوض على القدرات الدفاعية لايران هو خط أحمر.

واكد جزائري ان التجارب التاريخية أثبتت أنه في ظل وجود قوى كالذئاب مثل الكيان الصهيوني و الولايات المتحدة فإنّه يجب أن تتسلح ايران بكل اسباب القوة ، لذلك لا يمكن إخضاع الصناعات الدفاعية الايرانية للمفاوضات في ظل وجود التهديدات الامريكية و”الاسرائيلية”

اما علي أكبر ولايتي مستشار قائد الثورة الإسلامية فقال في مؤتمر صحفي عقب لقائه برئيس وفد حماس الذي يزور إيران حاليا ، ان موضوع الصواريخ الدفاعية لايران يعود لقرار الجمهورية الاسلامية الايرانية ونحن لن نأخذ رخصة أو اذن من أحد للدفاع عن أنفسنا.

ان حقد اوباما وقبله بوش الابن والاب وريغان وكارتر ، ضد ايران لا يقل عن حقد ترامب ، فالجميع كان يتمنى اسقاط الجمهورية الاسلامية وتدمير برنامجها النووي ، الا انهم اصطدموا بالقوة الردعية لايران ، وفي مقدمتها القوة الصاروخية ، التي كانت ومازالت الضامن الوحيد لاستقرار المنطقة ، وحالت دون ان تعبث امريكا بامنها ، ولم ولن تكون يوما مصدر تهديد لاحد ، فالتاريخ لم يسجل لايران ان قامت خلال القرون الثلاثة الماضية بالاعتداء على اي بلد.