الشعوب تفشل رهانات اميركا
زيارة رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية اللواء محمد باقري لسوريا تحظى باهمية كبرى خاصة وانها تأتي في مرحلة بالغة الحساسية حيث يطوي ملف داعش في العراق وسوريا نهايته الى الابد ولابد من وضع استراتيجية جديدة لمرحلة ما بعد داعش وهي مؤامرات التقسيم لان المتضرر الاكبر في هذه القضية اميركا ومحورها الشيطاني في المنطقة اذ لا يكفون عن مواصلة مخططاتهم على ان يعوضوا شيئا من خسائرهم ولطالما بقيت اميركا لسنوات متتالية تستخدم محاربة داعش شماعة للبقاء في المنطقة الا انها قد وصلت اليوم الى طريق مسدود في هذا المجال وتبحث عن امر آخر يوفر لها البقاء في المنطقة وهذا ما اشارت اليه مجلة "فورين باليسي"بكل وقاحة وبصلافة بان: "واشنطن تخطط لبقاء قواتها في سوريا والعراق".
فالامر ليس مستغربا فاميركا التي جبلت على الخباثة والهيمنة وابتلاع ثروات الاخرين، ليس من السهولة ان تكف روحها الاستكبارية السلطوية ما لم تردعها الشعوب بقوة. واليوم بعد ان خسرت الرهان على مسعود برزاني ومشروعه الانفصالي تحاول فتح معركة بين القوات العراقية الاتحادية والبيشمركة البرزانية لتستخدم ذلك شماعة للتدخل والبقاء في العراق وهذا ما يجب ان يحذر منه العراقيون بشدة بكل اطيافهم وقومياتهم.
اما في الشأن السوري فان اميركا تستخدم اليوم قوات سوريا الديمقراطية لتجعل منها مطية لتنفيذ مآربها الشيطانية على ان توجد لنفسها موطئ قدم لها في ظل التنافس مع روسيا في هذا البلد. لكن الاميركيون نسوا ان البيئة الكردية في سوريا ليست كالبيئة العراقية التي تجمعها ثلاث محافظات متجاورة ورغم ذلك لم تستطع انشاء اقليم مستقل عن المركز؟! فكيف تريد اميركا دفع اكراد سوريا الذين يفتقدون الى هذه البيئة الى هذا المنزلق لركوب الموجة فالمعروف عن محافظة الحسكة التي يوجد فيها الاكراد تضم 1717 مدينة وبلده وقرية منها 450كردية والباقية عربية فهي بالطبع لا تتمتع باغلبية كردية حتى تدفع بالامور الى هذا المنحى كما دعت بالامس قوات سوريا الديمقراطية في الرقة الى تشكيل كانتونات "لا مركزية، اتحادية" كمقدمة للتقسيم وهذا ما يخدم المصالح الاميركية التي لا تريد خسارة دورها في المنطقة بعد ما بذلته من جهود مضنية مع ايتامها في المنطقة لانجاح مشروعها الجهنمي المعادي للشعوب.
وعلى اية حال فزيارة اللواء باقري رئيس هيئة الاركان الايراني الى دمشق ومباحثاته المكثفة مع نظيره وقادة الجيش السوري وعلى راسهم الرئيس الاسد افزعت اعداء سوريا وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني الذي سرعان ما دفع بنتنياهو رئيس وزراء هذا الكيان ان يهاتف الرئيس بوتين ويعرب عن قلقه لما يجري في الساحة السورية وهذا الهاجس قد اشتد في السنتين الاخيرتين بشكل بات يدغدغ مشاعر القادة الصهاينة لدرجة ان نتنياهو زار خلال هذه المدة العاصمة الروسية ست مرات مناشدا الرئيس بوتين مساعدته للخروج من مأزقة.
لكن لتعلم اميركا وولدها المدلل الكيان الصهيوني ان زمن الهزائم قد ولى كما قال نصر الله وانها اليوم زمن الانتصارات فمن يمسك بالميدان هو المنتصر وهو من يفرض الشروط.