وهم أميركي صهيوني لم و لن يتحقق
مهدي منصوري
المحاولات والضغوط البائسة والمحمومة التي تمارسها واشنطن من جانب والكيان الغاصب من جانب اخر على عباس ان يمارس دورا غير وطني ضد ابناء المقاومة الفلسطينية والذي جاء اخيرها على لسان مبعوث ترامب بالطلب منه بالسعي ليس فقط نزع سلاح المقاومة، بل مضيفا اليها ان تعترف هذه المقاومة بالكيان الغاصب كدولة على حد تعبيره، معللا ذلك فيما اذا كانوا يرغبون باجراء المصالحة، وقد سبقه نتنياهو لهذا الامر بعد ان تم الاتفاق بين حماس وفتح في القاهرة بان لهذه المصالحة لا يمكن ان يكتب لها النجاح الا بنزع سلاح المقاومة.
وواضح جدا ان الهم الاميركي الاول والاساس هو الحفاظ على أن تبقى اسرائيل آمنة مطمئنة وان لا يصيبها اي مكروه مع فتح يدها ومن خلال الدعم التسليحي والسياسي والاعلامي ان تفعل ما يحلو لها ضد ابناء الشعب الفلسطيني من ممارسات تعسفية ولاانسانية.
ومن الطبيعي جدا ان مثل هذا الوهم لايمكن ان يتحقق لا لواشنطن ولا لكل من يحمي هذا الكيان الغاصب وبأي وسيلة كانت خاصة دول المنطقة الرجعية ابتداء بحكومة بني سعود وغيرها من دول العالم. لان هذه الغدة السرطانية التي زرعت عنوة في المنطقة لايمكن لها ان تبقى ولابد من استئصالها يوما ما. خاصة وان الشعب الفلسطيني الذي فهم جيدا ان هذا العدو الذي راوغ وخادع ومازال من اجل استمرار البقاء والدوام بالذهاب الى اساليب المفاوضات الكاذبة والخادعة لايمكن ان توصله الى هدفه الاسمى بالسيطرة على المنطقة من المحيط الى الخليج، ولذا فان هذا الشعب الحر الابي قد وجد في رفع السلاح بوجه هذا العدو خير وسيلة وطريقة يستطيع بها ان يستعيد حقوقه وارضه المغتصبة.
وقد كانت تجربة عدوانين غادرين للعدو الصهيوني على غزة والتي نال فيها الخيبة والخسران والهزيمة المنكرة التي لم يكن ليس هو فقط ان يتوقعها، بل حتى الداعمين له سواء كانت اميركا او الدول الذيلية الحاقدة قد كانت تجربة مرة وقاسية للجيش الصهيوني الذي لازال يعيشها بحيث انه لازال يحذر قادته من عدم ارتكاب حماقة جديدة ضد غزة لان هزيمتهم ستكون محققة.
اذن فلم يبق لواشنطن سوى ان تمارس ضغوطها على رئيس السلطة فاقد الشرعية عباس ان يحل محل الكيان الصهيوني ويمارس دورا قذرا في الضغط على غزة مستغلا اجواء اتفاق مصالحة القاهرة الاخير لتحقيق هذا الحلم الاميركي الصهيوني، ولكن عباس يدرك جيدا ان هذا الامر لم يكن بيده ولن يملك الجرأة لفرض رأيه فضلا عن مقترحات الاعداء على المقاومة الباسلة التي اختطت لنفسها هذا الطريق وقدمت فيه المزيد من الشهداء والجرحى والاسرى والمعتقلين ولازالت تقدم القرابين يوما بعد آخر، وكذلك وفي الوقت الذي وضعت فيه اليوم الكيان الغاصب في حالة من القلق والارباك والهلع المستديم من خلال عمليات ابطالها اليومية، فكيف يمكن لعباس المنهزم وفي ظل ماتقدم ان يحقق للاميركان والصهاينة اهدافهم؟.
واخيرا وفي رد قاطع من قبل المقاومة الاسلامية الفلسطينية بالامس من انها لايمكن في يوم من الايام ان يدور في خلد أحد ان تتخلى المقاومة او اي قوة في الكون تستطيع ان تنزع سلاحها كما جاء على لسان قادتها، لانه هو الضامن الوحيد لبقاء الفلسطينيين على ارضهم من جانب وهو القادر على ان يقهر العدو لكي يستجيب لمطالبهم المشروعة الاخرى وبذلك فانها وضعت الطلب الاميركي الصهيوني في دائرة الوهم والحلم الذي لم ولن يتحقق.