قنبلة الاتفاق النووي الصوتية!
حسين شريعتمداري
حل رحال مراسل قناة CNN الاخبارية مؤسسة كيهان الثقافية يوم السبت الماضي، ليفتح على طاولة التساؤلات حديث خطة العمل المشترك وجدال اربعة عشر عاما بين الغرب والجمهورية الاسلامية الايرانية. بدوري اشرت الى تقرير القناة قبل ثلاث سنوات، اذ اوردت ان مجموع القنابل الذرية في العالم دون حساب الرؤوس النووية، تفوق الـ 17 الف قنبلة ذرية، واكثرها تنحصر في اميركا، فسألت المراسل؛ في الوقت الذي تملك اميركا آلاف القنابل الذرية، وهي الدولة الوحيدة التي استخدمت السلاح الذري لقتل الآلاف في هيروشيما وناكازاكي، اليس من المضحك ان تدعي قلقها ألا تتمكن ايران صنع قنبلة واحدة نهاية عام 2018؟!
فهل قنبلة واحدة وعلى مستوى الاحتمال نكون قد نمتلكها ولا تشكل خطراً على اي دولة، تقلق المجتمع الدولي، ام آلاف القنابل النووية التي تمتلكها اميركا وقد جربت حظها في ضرب البشرية، ولم يمر عام عليها دون شن حرب؟! ان مشكلتكم مع الجمهورية الاسلامية الايرانية ليست نشاطاتها النووية، وحسب "جورج فريدمن" ان مشكلتكم ليست ان ايران لا تملك علاقة مع اميركا وحسب بل ظلت تحت وابل المؤامرات لاربعة عقود، لتتحول الى اكبر دول المنطقة على المستويين العسكري والتكنولوجي، وبذلك ينسحب العمق الستراتيجي الاميركي في المنطقة لمواجهة اميركا ودعم ايران الاسلامية. فمنذ الايام الاولى لانتصار الثورة الاسلامية، حاربتنا اميركا بقسوة ولم تكن حينها مسألة برنامج نووي!
وبالطبع لم يحر مراسل CNN جوابا، والحق معه اذ ليس في جعبته اي جواب! فمن السذاجة بمكان ان نعير للجدال النووي لسنوات قبال الغرب وبالذات اميركا واوروبا اهمية اكثر من "قنبلة صوتية" او "صاعق ضوئي"، فهذه الوسائل تخلق مشاهد مصطنعة الغرض منها ابعاد الاذهان ورؤية مسؤولي البلد الخصم عن المشاكل الاساسية لبلدنا، واشغالهم بامور لا طائل منها وعديمة الاثر.
وان ما يؤسف له هو خلق هذه القنابل الصوتية نتائج مطلوبة لاميركا وحلفائها الغربيين وبعض العرب والكيان الغاصب، لاسيما ان تسببت باعمال الحكومة الحادية عشرة وبالتالي الثانية عشرة جميع امكاناتها وقابلياتها العسكرية بهذا المجال الثانوي! وفي نفس الوقت لا تصب في حل المشاكل الاساسية للشعب والنظام والتغافل عنها وهو ما يجعل اميركا وحلفاؤها الاوروبيون يستمسكون بالاتفاق النووي.
ان درك هذه المسألة، باستخدام اميركا لخطة العمل المشترك كقنبلة صوتية ضد بلدنا، ليست بالغامضة كي تفتقر لعقلية ر اجحة، وليست خافية حتى تحتاج الى وثائق سرية دامغة! ويكفي نظرة عابرة للمشاكل الموجودة مثل البطالة والعجز والغلاء المستشري على البضائع والخدمات العامة، وافلاس الكثير من المعامل والمصانع الانتاجية...
كل هذه تعكس ان النزاع والتحدي الحقيقي مستمر وتخصيص افكار المسؤولين بخطة العمل المشترك وبذل الامكانات والقابليات لاجلها لهو بمثابة اللعب في ساحة العدو. ولا نعني عدم الاهتمام بالتحدي النووي بل القضية المهمة ان لا نخصص جميع القابليات في مكان واحد ونراهن على ورقة واحدة. الم تستغل اميركا خطة العمل المشترك لشل اقتصادنا؟ ولذا فان التغافل عن الساحة الاقتصادية للبلد واهمال الامكانات الداخلية ـ وهو ما ينحصر في الاقتصاد المقاوم ـ لهو بمثابة سوق الغدران لمزارع العدو. فالعدو يصر على ابقائنا في وضع انفعالي وفي حيرة من امرنا، ومع الاسف عولت الحكومة المحترمة على آمال بان الفرج في بقائنا على حالنا وبالتماهي مع اميركا ستعالج الامور، وكما قال الشاعر حافظ الشيرازي "يستجدي من الغرباء ما يمتلكه هو"!
ويمكننا ان نتصور بسهولة انه اذا تمت مواجهة عمليات التهريب التي تبلغ لعشرات المليارات من الدولارات، ومنعنا دخول انواع البضائع الغير ضرورية، وما يترتب من الحسوم المصرفية لما يقرب من 105 الف مليار تومان تلاقفتها ايدي المفسدين اقتصاديا، لعولجت بها مشاريع انتاجية، وكذلك الكثير من المشاريع العمرانية التي ابدى متخصصينا في الداخل قابلياتهم العالية في انجازها، وقد قدمت للاجانب... كنا ليس قد تجاوزنا الكثير من المشاكل الاقتصادية وحسب بل لقطعنا السبيل امام أي ابتزاز اميركي بذريعة خطة العمل المشترك. فهل سيبقى ادنى شك بان الخطة المهمة المحددة من قبل الخصوم تكمن في اغفال مسؤولينا عن المهام الموكلة لنا في حل المشاكل الاقتصادية، والشعور الكاذب بان الانفراجة الاقتصادية تأتي من قبل الطرف الاميركي؟!
والحكاية لما تنتهي بعد....