kayhan.ir

رمز الخبر: 65078
تأريخ النشر : 2017October17 - 21:35

الصحف الأجنبية: واشنطن تتجه نحو عزلة دولية إذا ما فُرضت عقوبات على طهران


حذر باحثون أميركيون من أن قيام الولايات المتحدة الأميركية بفرض عقوبات جديدة على إيران سيضعها في حالة عزلة، فيما شددت "مجموعة الأزمات الدولية" على ضرورة أن يتصدى الأوروبيون لأية ضغوط أميركية لجهة فرض العقوبات على إيران.

كذلك رأى باحثون أن خطاب ترامب حول إيران يعني أن أميركا تمارس "البلطجة"، فيما كشفت مجلة أميركية بارزة أن السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي لعبت دورا أساسيًا في السياسة التي أعلنها ترامب حيال إيران.

كتب رئيس "مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن" ريتشارد هاس مقالة نشرت على موقع "إيجيا تايمز"، قال فيها أن "ما قام به الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال النووي الإيراني هو عبارة عن حل وسط، إذ أنه أكد معارضته للاتفاق النووي لكن دون أن ينسحب منه، أو يعيد فرض العقوبات التي رفعت ضمن هذا الاتفاق".

الكاتب الذي أشار إلى غموض الخطوة التالية بشأن النووي الإيراني، سيما أن أمام الكونغرس الأميركي ستين يوما لإعادة فرض العقوبات على طهران، رجّح أن يُقدم الكونغرس على فرض عقوبات جديدة مرتبطة بما أسماه "سلوك إيران في سوريا وأماكن أخرى من المنطقة"، ولفت الكاتب في هذا الصدد إلى إعلان ترامب نيته فرض عقوبات ضافية على قوات حرس الثورة الإيرانية.

كذلك حذَّر الكاتب- الذي يُعدّ من أهم الباحثين الأميركيين في مجال السياسة الخارجية، من أن الولايات المتحدة ستجد نفسها معزولة على الأرجح في حال فرضت عقوبات جديدة لأي سبب وفي أي وقت، واستبعد هاس "انضمام الأوروبيين أو الصين أو روسيا إلى أية مساعٍ لفرض عقوبات جديدة على طهران، ليس لأسباب مالية، وإنما بسبب التزام إيران بخطة العمل المشتركة"، مضيفًا أن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكذلك مسؤولون أميركيون مثل وزير الحرب جايمس ماتيس أكدوا بأنفسهم التزام إيران بالاتفاق".

وأشار الكاتب إلى أن "لا معنى قانوني لعبارة عدم التزام إيران بما يسمى روح الاتفاق"، لافتًا إلى أن ادعاء ترامب عدم التزام إيران بالاتفاق كان خطأ، وذكّر الكاتب بأن الاتفاق جاء نتيجة جهود جماعية، ما يعني- بحسب هاس- أن "الخطوات الأميركية الأحادية قد تصعب عملية تشكيل جبهة موحدة ضد إيران في المستقبل".

كذلك شدد الكاتب على أنه "لا يمكن إعادة التفاوض حول الاتفاق النووي من أجل تمديد بعض القيود المفروضة على إيران والتي يتضمنها الاتفاق، أو تكثيف عمليات التفتيش أو إدخال موضوع صواريخ إيران ضمن الاتفاق"، كما لفت إلى رفض إيران وأغلبية الدول الموقعة على الاتفاق هذه المطالب، موضحا أن "التلويح الأميركي بالانسحاب في حال عدم إدخال التعديلات المطلوبة سيكون تلويحا فارغا".

وفي ختام مقابلته، زعم الكاتب أن "إيران تسعى إلى الهيمنة في الشرق الأوسط"، موضحًا أن "المطلوب هو سياسة احتواء لهذه الدولة- عبر دعم أكراد سوريا والعراق، ودعم المجموعات أو الدول التي تتصدى لإيران"، وقال إن "مواجهة التحديات التي تمثلها إيران في الشرق الأوسط ستكون مهمة صعبة للغاية من دون الاتفاق النووي".

الأزمات الدولية: على أوروبا التصدي للضغوط الأميركية

بدورها، نشرت مجموعة الأزمات الدولية تقريرًا وصفت فيه اتهام ترامب لإيران بعدم التزامها بالاتفاق النووي بالـ"متهور، وحذرت من أن ذلك يقوض الاتفاق.

وشددت المجموعة على أن "مصير الاتفاق الآن هو على عاتق أطراف أخرى مثل إيران وأوروبا والكونغرس"، مؤكدة التزام إيران بتعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق، وذكَّرت في هذا الصدد بتأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهذا الالتزام.

كما رجَّحت المجموعة أن "تكثف طهران في ظل هذه التطورات دعمها لحلفائها في العراق وسوريا ولبنان واليمن"، مشددة على ضرورة أن "تؤكد الدول الأوروبية موقفها عبر توجيه رسالة واضحة للولايات المتحدة بأنها لن تعاود التفاوض على الاتفاق، ولن تلتزم بأية عقوبات أميركية أحادية لا داعٍ لها، وأنها ستلتزم في الوقت نفسه بتعهداتها تجاه طهران".

المجموعة ختمت مقالتها بالقول إن "بإمكان الاتحاد الأوروبي أيضا أن يمنع الالتزام بالعقوبات الأميركية، مما سيوجه رسالة واضحة بأن الأوروبيين لن يلتزموا بموقف أميركا"، وشددت على أن "هدف أوروبا يجب أن يكون توجيه رسالة طمأنة سياسية إلى كل من طهران والشركات الأوروبية".

ترامب يتبنَّى نهج "البلطجة"

كتب الباحث أمير هندجاني مقالة نشرت على موقع "بلومبرغ" قال فيها "إن خطاب ترامب الأخير حول إيران يدل على أن الرئيس الأميركي مصمم على إلغاء أية إنجازات لسلفه بغض النظر عن الضرر الذي سيلحق بالأمن العالمي"، مشيرًا إلى أن "خطاب ترامب يضع الولايات المتحدة في خلاف مع الأوروبيين والروس والصينيين"، وحذر الكاتب أيضا من أن الارتدادات ستظهر على مستوى العالم.

وتابع الكاتب بالقول إن "أوروبا عادت ليكون لها وجود في السوق الإيراني، وأن الاقتصاد الإيراني بدأ يستعيد عافيته"، لافتًا إلى المواقف المؤيدة لاستمرار الاتفاق لدى كل من الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا.

الكاتب اعتبر أن "الخطوات التي قد يقدم عليها ترامب إضافة إلى أية عقوبات جديدة من قبل الكونغرس، ستخلق هوةً بين واشنطن وأوروبا حيال إيران"، ولفت إلى أن "قرار ترامب عدم التصريح بالتزام إيران بالاتفاق سيُنظر إليه على أنه تجاهل كامل للمفاوضات والمعايير الدولية، وسيُظهر هذا القرار أن واشنطن تمارس البلطجة تمامًا كما تقول إيران"، كما شدد على أن "ترامب يتبنى أسلوب "البلطجة" في مقارباته".

أما عن تداعيات وقف العمل بالاتفاق النووي بالنسبة لأوروبا، ففندها الكاتب موضحًا أن "الدول الأوروبية ستتساءل عمّا إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لتنفيذ التزاماتها الأمنية فيما يخص السياسات الروسية في بحر البلطيق على سبيل المثال".

في الختام، خلص الكاتب إلى أن "الكونغرس بات هو المسؤول عن إنقاذ الاتفاق وإعادة المصداقية الأميركية على المستوى الدولي"، وفيما أضاف الكاتب أن على الكونغرس ألا يعيد فرض العقوبات في حال عدم انتهاك طهران للاتفاق، شدد هندجاني على أن "العالم ليس معتادا على نكث الولايات المتحدة بوعودها"، محذرًا من أن ذلك "سيؤدي إلى انقسامات مع حلفاء وشركاء أميركا ويجعل العالم مكانًا أكثر خطورة".

الدور المحوري للسفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة في استراتيجية ترامب حيال إيران

مجلة "بوليتيكو" نشرت تقريرًا كشفت فيه أن السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي عرضت على الرئيس الأميركي دونالد ترامب في شهر تموز/ يوليو الماضي إعداد خطة حول إيران لـ"سحب الثقة" من الاتفاق النووي.

ونقل التقرير عن مصدر مطلع بأن الرئيس وافق حينها على عرض هايلي، مشيرًا إلى أنه وبعد مرور شهر توجهت الأخيرة إلى مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا لبحث مدى تعاون إيران مع الاتفاق، ولفت التقرير إلى أنه وبعد مرور فترة وجيزة ألقت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة كلمة في مركز "أميريكان انتربرايز" أعربت فيها عن "شكوكها ومخاوفها" من الاتفاق.

كما لفت التقرير إلى أن هايلي لم تكن وحدها، إذ إن بصمات السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون كانت موجودة أيضًا، وأوضح التقرير في هذا الصدد أن بولتون هاتف ترامب وحثه على إضافة التهديد بالانسحاب من الاتفاق في أي وقت، بحسب مصدرين مطلعَين.

وختم التقرير بالقول أن بولتون اجتمع أيضا بزوج ابنة ترامب جاريد كوشنير، وأبلغه أنه يؤيد الانسحاب الأميركي الكامل من الاتفاق.