kayhan.ir

رمز الخبر: 65075
تأريخ النشر : 2017October17 - 21:34

عن سوريا وتركيا وما بينهما


كمال خلف

بدأت تركيا بخطواتها الأولى في الشمال السوري ، بناءا على توافقات صيغت في استانه، بتثبيت نقاط عسكرية في محيط منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة "وحدات حماية الشعب” (الكردية)، فيما تنتظر عشر مواقع أخرى داخل محافظة إدلب انتشارا للجيش التركي .

التحرك التركي اثار الحيرة والريبة لدى كثير من المراقبين ، إذ من المفترض أن تقوم تركيا بمهاجمة قوات” هيئة تحرير الشام” وعمودها الفقري "جماعة النصرة ”الارهابية التي تحكم سيطرتها على إدلب . إلا أن هذا لم يحدث ، وسمحت الهيئة للقوات التركية بالدخول والتمركز في المحافظة دون مشاكل . صدقت توقعات صديق تركي قال لي….” ليس من السهل على تركيا خوض حربا ضد ، جماعة النصرة ”الارهابية لأن حجم المتعاطفين معها داخل تركيا ليس بالقليل ” .

هل خالفت تركيا اتفاق استانه و التفاهمات مع حليفي دمشق الأساسيين روسيا وإيران ؟؟ ولماذا تصمت دمشق حتى الآن على هذا الدخول التركي السلسل إلى معقل جماعة النصرة ”الارهابية، في وقت قال الرئيس أردوغان في طهران ، أن تركيا ستحارب الجماعات الإرهابية وبينها النصرة الارهابية ؟؟

نحاول أن نورد بعض الإجابات بناء على محاولتنا البحث عن توضيحات من بعض الأطراف المعنية وليس بناء على تحليلاتنا الذاتية .

في طهران كان الرئيس أردوغان يبحث بالعمق ما سيقوم به في ادلب ،هل اطلع الإيرانيون بدقة وتفصيل دقيق من خلال ضباط الأمن والعسكر الأتراك الذين رافقوا الرئيس أردوغان إلى طهران على الأهداف التركية والدور الذي سيقوم به الجيش التركي داخل الأراضي السورية . هناك شعر الإيرانيون أن ثمة تحولا مهما في المقاربة التركية لمجمل الحرب في سوريا ، ومعظم أزمات المنطقة .

الرئيس أردوغان وافق على تحييد بلاده تماما عن مهاجمة الحكومة السورية والرئيس بشار الأسد . في ذات الوقت يرى أن فتح صفحة جديدة كاملة مع دمشق أمر مبكر .

الواضح أن دمشق حتى الآن صامته عن التحركات التركية داخل أرضها ، هي حصلت على ضمانات مصدرها الجانب الروسي ، يقول الروس لدمشق الآن…” أن كل شيء يحدث في ادلب هو تحت السيطرة ” ، وتعتمد دمشق على التطمينات الروسية في مراقبة مايجري في ادلب بصمت . أكثر من هذا حصلت دمشق على ضمانات روسية بخروج القوات التركية من سوريا في نهاية المهمة .

ولكن هل يمكن الوثوق بالنوايا التركية ؟؟ وهي أي تركيا لم تلتزم سابقا بتفاهمات مماثلة ؟؟ الجانب السوري لا يرى أن أنقرة جديرة بالثقة ، هو يرصد بقلق ما يشبه عمليات تتريك في بعض المناطق التي يتواجد فيها نفوذ تركيا مثل الباب وجرابلس غيرها ، العملة التركية و اللغة التركية في المدارس في هذه المناطق ، إفتتاح بريد .. الخ ، كلها أمور تتابعها دمشق عن كثب . ولا تشعر بالارتياح حيالها .

رغم ذلك الرؤية السورية تتحدث عن أن الوضع الآن بالنسبة لتركيا مختلف عن السابق ، وإن تركيا اليوم لديها سياسيات مختلفة تدفعها أكثر باتجاه روسيا وإيران .

وربما هذا سيذهب بها لاحقا إلى إعادة العلاقات الطبيعية مع دمشق ، هذا الأمر بتقديرنا أصبح على الضوء البرتقالي، بإنتظارالشارة الخضراء ، لا يستبعد أي من الأطراف المعنية هذا الأمر ، والكل لديه قابلية لذلك .

من غير الواضح حتى الآن ما هي آليات المعالجة التركية ، لسيطرة جماعة النصرة ”الارهابية على محافظة إدلب، الواضح أن هناك مهمة تركية ينتظر الآخرون نتائجها . وننتظر معهم .