ظريف: ليس بامكان ترامب الغاء الاتفاق النووي ولا الكونغرس قادر على المساس به
* حقد الاستكبار تجاه حرس الثورة الاسلامية يعود الى انه بجهوده الاستشارية في محور المقاومة لاحباط مخططاتهم وسياساتهم التخريبية في المنطقة
* اللجنة الايرانية لمراقبة الاتفاق النووي تحدد الاطر اللازمة لكيفية التصدي للاجراءات الاميركية
* بعثنا 9 رسائل الى مجموعة "5+1" حول قصور وتاخير اميركا في تنفيذ تعهداتها في اطار الاتفاق النووي
* هنالك قلق اوروبي ازاء اسلوب ادارة ترامب التي لا تلتزم بتعهداتها الدولية وهو امر يمكنه خلق مشاكل للنظام الدولي
* الصواريخ الايرانية غير قابلة للتفاوض ولم تكن ابدا موضوعا للبحث والنقاش مع الاطراف الاخرى
* لا نسعى للحرب بين اي كان ولقد اردنا دوما انهاء المواجهات في اليمن وسوريا والعراق
* الاميركان اختاروا كل الطرق الخاطئة في المنطقة والان يقولون لماذا هم الان معزولون ولماذا تحظى ايران بالنفوذ
* السعودية والامارات هما اللتان اعترفتا بطالبان ودعمتها الارهاب في اليمن وسوريا والعراق الذي اراق دماء الكثيرين
طهران - كيهان العربي:- اكد وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف بان الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي المرجع الوحيد للبت في التزام ايران بتعهداتها.
واشار الوزير ظريف الى ما ذكره ترامب بانه لا يؤيد التزام ايران بالاتفاق النووي قائلا، لقد تم بكل دقة في الاتفاق النووي تحديد مسالة ان المرجع الوحيد للبت في التزام ايران بتعهداتها هو الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويتضمن البندان 74 و 78 للمادة الاولى من الاتفاق كيف تتم المراقبة سواء في اطار البروتوكول الملحق او اجراءات الضمان.
واكد وزير الخارجية بان الجمهورية الاسلامية في ايران اتخذت اجراءات مناسبة ازاء الاجراءات الاميركية وستتخذ مستقبلا ايضا وان اللجنة الايرانية لمراقبة الاتفاق النووي تحدد الاطر اللازمة لكيفية التصدي للاجراءات الاميركية.
واوضح بان ايران ومنذ صيف العام الماضي لغاية ما قبل اسبوعين بعثت 9 رسائل الى مجموعة '5+1' حول قصور وتاخير اميركا في تنفيذ تعهداتها في اطار الاتفاق النووي، لافتا الى ان احدى الرسائل ادت الى موافقة اميركا، قبل انعقاد اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، على العقد المتعلق ببيع طائرات 'بوينغ' و'ايرباص'.
وصرح ظريف بانه سيوجه اليوم الاثنين رسالة يرد فيها على تصرحات ترامب الاخيرة، والتي تتناقض مع المواد 26 و 28 و29 من الاتفاق النووي لتسجيلها في اللجنة المشتركة.
وحول قرار ترامب بارجاع مسالة الاتفاق النووي للكونغرس قال ظريف، ان الاتفاق النووي وخلافا لما يتصوره ترامب او يحاول الايحاء به ليس اتفاقا بين ايران واميركا ليكون بحاجة الى مصادقة الكونغرس او ان يكون بامكان الكونغرس المساس به او ان يكون بامكان الرئيس الاميركي الغاؤه.
واضاف، انه مثلما اعلنت موغريني صراحة فان الاتفاق النووي لا يمكن انهاؤه من قبل اي من الاعضاء اذ ان له آليته الخاصة به.
واكد وزير الخارجية بان اميركا انما بسياساتها تفرض العزلة على نفسها وتجعلها عديمة المصداقية.
واضاف، ان الخطوة التي اقدمت عليها موغريني ووزراء خارجية الدول الاوروبية الثلاث لا ينحصر بالاتفاق النووي بل هنالك قلق ازاء اسلوب ادارة ترامب التي لا تلتزم بتعهداتها الدولية وهو امر يمكنه خلق مشاكل للنظام الدولي.
واوضح بان الاوروبيين لهم مصالح اقتصادية وسياسية وامنية في استمرار الاتفاق النووي ولهذا السبب قاوموا لغاية الان.
وفي ما يتعلق بقدرات ايران الدفاعية اكد الوزير ظريف بان الصواريخ الايرانية غير قابلة للتفاوض ولم تكن ابدا موضوعا للبحث والنقاش مع الاطراف الاخرى.
واشار، الى شراء بعض دول المنطقة اسلحة اميركية بمئات مليارات الدولارات والتي يتم بها قتل الشعب اليمني وقد حولت المنطقة الى مستودع للبارود واضاف، ان لنا الحق في ان تكون لنا امكانياتنا الدفاعية ولنا الحق بان لا نسمح لاحد بالتدخل في هذه الامكانيات ومن هنا فان قضية صواريخنا لم تكن محل تفاوض في اي وقت من الاوقات.
واكد وزير الخارجية بان ايران لم ولا تسعى للعدوان على احد ابدا واضاف، اننا لا نسعى للحرب بين اي كان ولقد اردنا دوما انهاء المواجهات في اليمن وسوريا والعراق.
وصرح بان ايران تمكنت من اجهاض الاجماع الامني ضدها والذي كان الرؤساء السابقون في اميركا قد اوجدوه.
واشار الى ان الاميركيين اختاروا كل الطرق الخاطئة في المنطقة والان يقولون لماذا هم الان معزولون ولماذا تحظى ايران بالنفوذ واضاف، ان السعودية والامارات هما الدولتان اللتان اعترفتا بطالبان رسميا وبدعمهما للمتطرفين في اليمن وسوريا والعراق ادتا الى اراقة دماء الكثيرين من شعوب هذه الدول وهذه هي اخطاؤهما واخطاء اميركا الاستراتيجية في المنطقة.
كما اعتبر قدرة ايران بانها نابعة من انتخابها الصائب تجاه قضايا المنطقة حيث كانت الى جانب شعوبها ولم تتدخل في شؤونها.
واكد الوزير ظريف بان قوى المقاومة هي التي تتصدى لداعش وتساءل قائلا انه من الذي منع دمشق واربيل وبغداد من السقوط؟ الشعب العراقي والشعب السوري وقوات المقاومة هي التي منعت ذلك.
واضاف، ان توجيه الاتهام لقوى المقاومة من قبل البعض لا يحل مشكلتهم بل يؤدي لتاجيج العنف والتطرف والارهاب.
واعتبر ظريف الاجراءات التي اتخذت في شرق سوريا بان الاولوية الاولى لاميركا ليست مكافحة داعش بل هي شيء اخر.
واكد وزير الخارجية بان الجيش وحرس الثورة الاسلامية هما من صلب الشعب، معتبرا حقد الاستكبار تجاه حرس الثورة الاسلامية يعود الى انه بجهوده الاستشارية في محور المقاومة يحبط مخططاتهم وسياساتهم التخريبية في المنطقة.
وصرح بان سياسات اميركا لا تخدم المصالح الوطنية الاميركية بل تصب في مصلحة جهات لها القدرة الاكبر على فرض ارائها على مراكز اتخاذ القرار في اميركا.
واكد ظريف بان الاسواق المالية والاقتصادية العالمية لم تهتم كثيرا خلال الاشهر الاخيرة بتبجحات اميركا واضاف، انه ومنذ بدء عهد ترامب فان الحجم الاكبر من الاستثمارات والاتفاقيات جرت من قبل شركاء ايران.
وقال، ان المراكز الاقتصادية العالمية توصلت الى هذه النتيجة وهي ان سياسات ايران اكثر عقلانية ويقارنون لهجتها ازاء لهجة ترامب ويصلون الى هذه النتيجة وهي انه لو كان هنالك مكان آمن للاستثمارات فهو في ايران.
واكد ظريف بان الرئيس الاميركي دونالد ترامب اخفى عدم امتلاكه الاستراتيجية وراء ستار كلامه السخيف، ولفت الى ان ما قاله ترامب في خطابه لم يكن بجديد.
وحول تقييمه لاستراتيجية اميركا تجاه ايران والاسلوب غير الدبلوماسي في خطاب ترامب، قال ظريف: ان ما كان واضحا في كلام ترامب في الحقيقة هو الكلام غير المهذب.
واضاف وزير الخارجية: ان اسلوب كلام ترامب سمعناه سابقا في الجمعية العامة للامم المتحدة، والتعليقات التي نشرتها وسائل الاعلام الاميركية بعد كلمته في الجمعية العامة وخاصة بعد الكلمة البليغة للرئيس روحاني، فالجميع اكدوا ان ترامب جعل ايران تنتصر في الجمعية العامة من خلال كلمته واسلوبه ومطالبه.
واردف قائلا: ان التحليلات الحالية اكدت على هذه النقطة وهي ان ترامب لم يكن لديه شيء ليقوله، وان احد المحللين الاميركيين كتب بان ترامب قد اخفى فقدانه للاستراتيجية وراء مجموعة من الادعاءات المتطرفة والسخيفة.
ونوه ظريف الى ان الشعب الايراني لم يستغرب من خطاب ترامب ورؤية اميركا الخاطئة تجاه ايران لانها قائمة منذ 40 عاما بل واكثر من ذلك حيث قام الاميركيون بتدبير انقلاب (1953) اطاحوا فيه بالحكومة المنتخبة من قبل الشعب.
واضاف، ان ما سمعناه من ترامب مساء (الجمعة) لم يكن شيئا جديدا.
واشار وزير الخارجية الايراني الى الاساءات التي ساقها ترامب ضد الحرس الثوري الذي يعد الى جانب الجيش ضمانة لامن البلاد، واعتبر تلك الاساءات بانها تليق بترامب نفسه
ونوه الى اساءة ترامب لايران والشعب الايراني باستخدامه عبارة خاطئة بدلا عن الخليج الفارسي من اجل ارضاء من باع لهم اسلحة لا فائدة فيها بمئات المليارات من الدولارات في المنطقة، وقال، ان ترامب قد كشف بذلك للشعب الايراني عن طبيعته الشخصية التي يحملها كما كشف لسائر دول العالم ايضا بان ليس من المهم له كثيرا حقائق التاريخ والجغرافيا وحقائق المنطقة اليوم.
واشار ظريف الى التغريدات الاربعة التي اطلقها ترامب بعد الحصار الذي فرضته دول خليجية على قطر قبل فترة وقال انه كان من المحتمل ان توفر هذه التغريدات الارضية لوقوع كارثة كبرى في المنطقة وكان من الممكن ان تبعث اشارات خاطئة الى دول المنطقة وبعض الشباب الذين تولوا زمام الامور حديثا فيها وان تؤدي الى كارثة اخرى في المنطقة.
واضاف، لقد شهدنا من قبل ارسال اشارات خاطئة قبل 30 شهرا ادت الى وقوع هذه الكارثة الرهيبة في اليمن والتي مازالت مستمرة ويدفع الشعب اليمني ثمن هذه الاشارات الخاطئة والسياسات العدوانية لبعض الافراد من حديثي العهد بالسياسة في المنطقة.