استمرار ردود الافعال الدولية ضد تصريحات ترامب بخصوص الاتفاق النووي
طهران - كيهان العربي:- اكدت كل من رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل خلال اتصال هاتفي بينهما أمس الاحد على التزام بلديهما بالاتفاق النووي مع ايران- حسب المتحدث باسم مكتب رئاسة الوزراء في بريطانيا.
من جانبه وصف وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الإتفاق النووي بين إيران والسداسية الدولية بأنه إتفاق قيم. مشيراً الى أن الإتفاق النووي لازال قائماً وإن الولايات المتحدة لازالت تشكل جزءاً منه.
وقال جونسون لصحيفة الديلي تلغراف البريطانية، إن الإتفاق النووي مع إيران استغرق زمناً طويلاً من المفاوضات مشيراً الى أن بريطانياً كانت جزءاً من هذه المفاوضات التي استغرقت 13 عاماً.
ولفت الى أن الإتفاق النووي سار بشكل جيد وحال دون حصول إيران على السلاح النووي وهذا أمر مفيد ومهم لإيران والعالم أجمع، على حد زعمه.
وقال جونسون إن الإتفاقية النووية قيمة مشيراً الى أن الإتفاق النووي لازال قائماً وإن الولايات المتحدة لازالت تشكل جزءاً منه وإن الحظر لازال مرفوعاً وهو مسألة مهمة.
من جانبها قالت رئيسة مجلس الشيوخ الروسية "ماتوينكو" أن إيران أوفت بكل التزاماتها تجاه الاتفاق النووي؛ مؤكدة أن المجتمع الدولي لن يدعم تصرّف الولايات المتحدة في خروجها من الاتفاق الدولي. وأكّدت في معرض ردّها على خطاب الرئيس الأمريكي أنه لايوجد دليل يدعو للشك في التزام إيران بالاتفاق النووي.
ونوهّت ماتوينكو الى ان الاتفاق النووي مع إيران هو معاهدة دولية وليس نتاج طرف واحد يمكن له أن يلغيه متى ما أراد، وفي هذا السياق قالت: "الاتفاق النووي هو وثيقة دولية مدعومة بقرار من مجلس الأمن الدولي، وهو ليس اتفاقا بين إيران وأمريكا على حدة، كي يستطيع الطرف الأمريكي أن يخرج منه بشكل أحادي الجانب"؛ مضيفة أنّ الاتفاق النووي سيستمر بكل تأكيد وإذا ما أرادت (امريكا) الخروج منه فإنها ستواجه انتقادا دوليّا لتصرفاتها.
في هذا الاطار طالبت وزارة الخارجية الصينية جميع الاطراف ذات العلاقة بالاتفاق النووي ان تحافظ على هذا الاتفاق بدقة وتلتزم به. واصفة الاتفاق النووي بـ (الوثيقة) القيمة والهامة جدا، في سياق حظر انتشار السلاح النووي وتعزيز السلام ولاستقرار في المنطقة والعالم.
وتطرقتالمتحدثة باسم الخارجية الصينية تشون اينغ الى تصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب حول الاتفاق النووي وجهوده الرامية الى المساس بمصداقية هذا الاتفاق، مصرحة ان الصين تأمل على الجميع بأن تلتزم بهذا الاتفاق وان تواصل الحفاظ عليه.
من جهتها قالت رئيسة صندوق النقد الدولي إنه لا يوجد أي تغييرات في سياسة الصندوق حول منح إيران للقروض؛ وذلك على ضوء الضغوط التي تمارسها الإدارة الأميركية اليوم.
وشددت السيدة لاغارد في معرض تعليقها، خلال مؤتمر صحفي في واشنطن، على سياسات امريكا الجديدة ومطالبتها صندوق النقد والبنك الدوليين بعدم منح ايران قروضا، قالت: "لم نر اي مبرر يشير الى ضرورة تغيير القرارات الصادرة من المجلس الإداري لصندوق النقد الدولي في هذا الخصوص، وعلى هذا الأساس سنواصل الاجراءات وفقا للبرنامج السابق".
هذا واعلن مستشار النمسا كريستيان كيرن ووزير خارجيته سباستيان كورتس دعمهما للاتفاق النووي بين ايران ومجموعة "5+1".
وقال المستشار النمساوي ان هذا الاتفاق يعد اداة ضرورية للاستقرار في الشرق الاوسط.
واضاف، انني اعتقد بان المهم الان في ظروف الاستقرار ان نعمل وفقا لهذا الاتفاق الذي اثبت فاعليته لغاية الان.
كما اكد وزير الخارجية النمساوي، ان الاتفاق النووي الذي تم التوقيع النهائي عليه هنا في فيينا، يعد من الاتفاقيات الجدية ومن يشكك به سيشكك في هذه الحالة بالاستقرار في العلاقات مع ايران والمنطقة كلها وانني لا اتصور مثل هذا الوضع.
اما هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية السابقة والمرشحة السابقة بسباق الرئاسة، فقد قالت: إن سحب دونالد ترامب الثقة من الاتفاق النووي الإيراني 'يخرّب' مصداقية الولايات المتحدة ويلعب بالضبط في صالح إيران.
وتابعت قائلة: 'أول هذه الأسباب هو إرسال رسالة بأن كلمة أميركا ليست جديرة بالثقة، وأنه حتى في غياب الدليل بأن إيران غير ملتزمة بالاتفاق النووي سيقوم هذا الرئيس بإلغائه، هذا أمر سيء ليس فقط في هذا الشأن خاصة بل يرسل رسالة عالمية بأن كلمة أمريكا ليست جديرة بالثقة.'
وأضافت كلينتون قائلة: 'لدينا رؤساء مختلفون، ولكن أعتقد أن هذا الرئيس ينهي الثقة والمصداقية للولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بالمفاوضات بالغة الأهمية ومن الضروري الحفاظ عليها، ثانيا، هذا الأمر يعطي إيران أفضلية، فإن كانت إيران ملتزمة (بالاتفاق النووي) وكل الأدلة تشير لذلك، فإنه وعوضا عن عزل إيران عن كل المسائل نحن نضعها تحت الضوء الذي سيجعلنا نظهر بصورة الصغير والغبي ويصب بالضبط في أيدي الإيرانيين.'
من جانبها اعلنت وزارة الخارجية والمغتربين السورية إنَّ تهديد الإدارة الأميركية بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران وفرضها عقوبات قسرية جديدة عليها، يُظهر بشكل جلي عدم احترام هذه الإدارة للمواثيق ولالتزاماتها بموجب المعاهدات والاتفاقيات الدولية ويظهر عدم إمكانية الوثوق بالمواقف التي تتخذها هذه الإدارة تجاه الأمن والاستقرار الدولي.
واضافت: سوريا لم تُفاجأ بوقوف إدارة ترامب ضد الاتفاق وسعيها للتملص منه انسجاماً مع المواقف المعادية له من قبل الحكومة الإسرائيلية وداعميها في واشنطن.
وعلى الصعيد ذاته قال المبعوث الخاص للحكومة البريطانية في الشؤون التجارية مع ايران نورمن لامونت بان تصريحات ترامب حول الاتفاق النووي تثير الشكوك حول الثقة باميركا.
واعتبر لامونت قرار ترامب بعدم تاييد الاتفاق النووي بانه ياتي على النقيض من توصية وزير الخارجية الاميركي وسائر الاطراف المفاوضة في الاتفاق النووي وقال، انه لا احد سوى ترامب يفكر بان ايران لم تلتزم بالاتفاق النووي.