kayhan.ir

رمز الخبر: 64971
تأريخ النشر : 2017October15 - 21:51

الخطاب المدفوع ثمنه سلفاً


ما ان احس الرئيس الاميركي ترامب بان الامور قد وصلت الى خواتيمها وان اوراق بلاده بدأت تحترق الواحدة تلو الاخرى في المنطقة ولم يعد شيئا يطمئنه للبقاء فيها، جن جنونه ليصب كل حقده وكراهيته على ايران التي يناصبها العداء اساسا تحت شماعة ان الاتفاق النووي اسوأ اتفاق توقعه اميركا وهو يعلن للعالم منذ فترة بانه سيتخذ استراتيجية جديدة ضد ايران وبتعاون مع الحلفاء! وكاد العالم ان يحبس انفاسه منتظرا معالم هذه الاستراتيجية! التي روج لها بشكل انها ستشعل الدنيا واذا بالعالم واقرب مقربيه من الحلفاء الغربيين وحتى من البيت الاميركي ورجاله السابقين يسخرون منه ويلوحون بجنونه بانه يطيح بسمعة اميركا ويدفعها الى الحرب.

ترامب الذي تصور خائبا بانه سيجيش الحلفاء خلفه للوقوف ضد ايران، اصيب بصدمة كبرى حيث خرجت المفوضة الاوروبية للسياسة الخارجية التي تمثل الاتحاد الاوروبي برمته في رد حاسم لتلقمه حجرا من العيار الثقيل بانه ليس بيد اي دولة في العالم ان تلغي الاتفاق النووي، ثم جاءت التحذيرات الفرنسية والالمانية والبريطانية الشركاء الاصليين في (5+1) لواشنطن من مغبة اتخاذ قرارات تضر بالاتفاق النووي.

هذه المواقف الصريحة والشفافة لاقرب مقربي اميركا فضحت ترامب وادارته وبالطبع ليس كل ادارته ومنهم وزيرا الخارجية والدفاع وعرته امام الجميع بانه ليس بين دول العالم من يؤيد ما سمي بـ "الاستراتيجية الجديدة" والتي هي مليئة بالشتائم والاكاذيب والاتهامات التي تليق به، الا الكيانين الصهيوني والسعودي المأزومين واللذان هما بحاجة ماسة لتأزيم دائم في المنطقة من اجل الاستمرار في البقاء، وما احقر هذين النظامين اللذين تشابها في العدوان من الحروب والاجرام والارهاب وخاصة قتل الاطفال فهذا في فلسطين المحتلة وذاك في اليمن.

لقد اتضح للرأي العام العالمي وبشكل جلي من يناصر ترامب في خروجه على الاجماع الدولي والغاء معاهداته واتفاقياته لاثارة الازمات والحروب سوى الكيان الصهيوني والسعودي المتعطشين لسفك دماء الابرياء ليثبتا للجميع بانهما شاذتان عن ركب الانسانية ومعارضتان لاية اتفاقية تعزز الامن والاستقرار الاقليمي والعالمي لانهما لا يستطيعان العيش في ظل مثل هذه الاجواء.

ومن هوان الدهر وسخريته ان يفيق ملك السعودية سلمان وبعد 48 ساعة من خطاب ترامب المدفوع ثمنه سلفا ليعلن تاييده لما اسماه بـ"الاستراتيجية الحازمة" لترامب ضد ايران على شاكلة "عاصفة الحزم" التي سرعان ما ثبت انها عاصفة الهزم وما تاييد آل صهيون وآل سعود لترامب الا دلالة على عزلة اميركا الدورية التي كانت يوما ما تجمع العالم بصيحة واحدة.

نقولها بصراحة ووضوح تام عقدة اميركا وساستها الطغاة ليس الاتفاق النووي ولا الصواريخ ولا غيرها من الشعارات البراقة التي يطلقونها حول الديمقراطية ومكافحة الارهاب فهم اليوم وبشهادة العالم وتلمسه انهم داعمون لاعتى الانظمة الاستبدادية في المنطقة وانهم هم من اوجدوا القاعدة وطالبان وداعش وغيرها من المجموعات الارهابية وهذه بشهاداتهم ووثائقهم وليس اتهام يوجه احد اليهم، ان عقدتهم في المنطقة ان شعوبها تلفظهم ولا مكان لهم فيها وهذا ما اعترف به السفير الاميركي السابق في سوريا بشكل ضمني وكذلك السفير الاميركي السابق في العراق من ان "ايران عازمة على اخراج اميركا من المنطقة" وهذا هو بيت القصيد.