الصحف الأجنبية عن سيناتور جمهوري بارز: ترامب قد يضع أميركا على مسار الحرب العالمية الثالثة
اعتبر السيناتور الأميركي الجمهوري البارز "Bob Corker" أنّ "سلوك الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يضع الولايات المتحدة على مسار يؤدي الى الحرب العالمية الثالثة.
كلام السيناتور الجمهوري جاء في إطار تبادل انتقادات حادة بينه وبين ترامب، قد تؤدي الى عرقلة أجندة الرئيس الأميركي نظراً الى الموقع القوي للسيناتور الجمهوري الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.
هذا وقد شدّد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الأمم المتحدة غلام علي خوشرو على أن" المواقف الأميركية المعادية للاتفاق النووي مع إيران تستند إلى فرضيات خاطئة، وذلك في الوقت الذي كشفت فيه مواقع أميركية عن مصادر مطلعة بأن "ترامب سيعلن خلال الأيام المقبلة استراتيجية شاملة حول إيران لا تتضمن الانسحاب من الاتفاق النووي بل إدخال التعديلات عليه".
سيناتور جمهوري بارز يشن هجومًا عنيفًا على ترامب
وجه رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وهو السيناتور الجمهوري "Bob Corker" انتقادات حادة إلى الرئيس الأميركي، وذلك خلال مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز".
ونقلت الصحيفة عن لسان "Corker" بأن" ترامب يتعامل مع منصب الرئاسة وكأنه في برنامج تلفزيوني ويطلق التهديدات المتهورة تجاه دول أخرى "قد تضع البلاد على مسار الحرب العالمية الثالثة".
كما أعرب السيناتور الجمهوري عن قلقه من ترامب، مشدداً على ضرورة أن يقوم المسؤولون الكبار في الإدارة الأميركية بحماية ترامب من "غرائزه".
هذا ولفتت صحيفة "نيويورك تايمز" الى أن" كلام "Corker" هذا جاء في إطار سلسلة من تبادل الانتقادات بينه وبين ترامب، منبهة في الوقت نفسه الى أن السيناتور الأميركي يعتبر من أبرز أعضاء مجلس الشيوخ والى أن ترامب بحاجة ماسة الى دعمه في ملفي الاصلاح الضرائبي والملف النووي الايراني.
كما أشارت الصحيفة الى أنّ" الشجار هذا بين ترامب و"Corker" كشف بأنّ الأخير يعتبر أن الرئيس الأميركي يتصرف بشكل غير مسؤول، ولم يتمكن بعد من أن يصبح رجل سياسة".
ونبهت الصحيفة من أن "Corker" قد يلعب دورا أساسيا في حال قرر ترامب "سحب الثقة" من الاتفاق النووي مع إيران وبالتالي نقل الكرة الى ملعب الكونغرس فيما يتعلق بإمكانية إعادة فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية.
الصحيفة أوضحت بأنّ "الجمهوريين يمكن أن يمتنعوا عن إعادة فرض العقوبات لكن قد يلوحوا بإعادة فرضها كورقة تهديد من أجل إجبار إيران على العودة الى طاولة المفاوضات، إلا أنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن هذه المقاربة قد تضع الولايات المتحدة في حالة عزلة، وحينها الأمر سيعود الى "Corker" نفسه ليوازي ما بين المعارضة للاتفاق النووي من جهة، ورغبات البعض من جهة أخرى الذين يريدون تعديل الاتفاق ولكن ليس تصفيته، ومن بين هؤلاء عدد من معاوني ترامب.
كذلك لفتت الصحيفة الى أن" اللجنة التي يرأسها "Corker" (لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ) هي التي تعقد جلسات الاستماع للشخصيات التي يختارها ترامب لتولي مناصب في السلك الدبلوماسي"، وأشارت الى أنه "وفي حال قام ترامب بإقالة وزير خارجيته "Rex Tillerson" كما يتوقع البعض، فإن "Corker" هو الذي سيرأس جلسات الاستماع للشخصية البديلة التي سيختارها ترامب بهذه الحالة.
المواقف الأميركية المعادية للاتفاق النووي مع إيران تستند إلى فرضيات خاطئة
كتب السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة غلام علي خوشرو مقالة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" قال فيها "إن موقف الرئيس الاميركي وعدد من المتشددين في واشنطن الذين يعارضون الاتفاق النووي مع إيران يستند إلى فرضيات خاطئة".
وأوضح الكاتب أنّ "بعض معارضي الاتفاق يصفونه بأنه "أسوأ اتفاق" توصلت إليه الولايات المتحدة مع دولة أخرى"، وهنا شدد على أن هذا الكلام يتجاهل حقيقية أساسية وهي انّ الاتفاق النووي ليس اتفاقا ثنائيا بين طهران وواشنطن وحتى انه ليس اتفاقا متعدد الاطراف يتطلب المصادقة من قبل الكونغرس او البرلمان الايراني، بل هو قرار صادر عن مجلس الأمن.
أما فرضية خاطئة أخرى -بحسب الكاتب- وهي التي تعتبر أن الاتفاق يشمل سياسات ايران التي لا علاقة لها ببرنامجها النووي، وهنا لفت الى التقارير التي أفادت بأن ادارة ترامب تريد ربط الاتفاق النووي ببرنامج ايران الصاروخي، مشدداً على أن ذلك يتخطى بشكل كبير هدف الاتفاق النووي.
كما أوضح بأن" قرار مجلس الأمن رقم 2231 الذي يشمل الاتفاق النووي يدعو إيران لعدم العمل على انتاج صواريخ باليستية قادرة على حمل أسلحة نووية، وشدد على أن إيران لا تسعى الى تطوير أسلحة نووية أو الحصول عليها، كما أكد في الوقت نفسه أن" نص القرار رقم 2231 لا يمنع إيران من تطوير تكنولوجيا من أجل الردع العسكري".
هذا وأشار الكاتب ايضاً الى أن الاتفاق يقول انه وبعد ستة اعوام – في حال استجابت كل الأطراف لتعهداتها – سيكون على إيران المصادقة على البروتوكول الإضافي الذي هو جزء من معاهدة عدم الانتشار النووي.
ولفت الى أن ذلك يعني أن إيران ستبقى خاضعة لنظام تفتيش مكثف من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشدداً في الوقت نفسه على أن ايران ستستمر في برنامجها النووي من أجل إنتاج الطاقة والعلاج الطبي.
وفي الختام، شدد الكاتب على أن قرار ترامب والكونغرس حول التزام إيران بالاتفاق هو بالنهاية شأن داخلي أميركي، لكنه نبه من أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تناقض الإجماع الدولي وتحاول تحطيم ما تم تحقيقه دبلوماسياً إذا ما أرادت أن يبقى لها مصداقية في أي مفاوضات دولية مستقبلية.
استراتيجية ترامب حيال إيران لا تتضمن الانسحاب من الاتفاق النووي بل إدخال التعديلات عليه
هذا ونشر موقع "Bloomberg" تقريراً نقل فيه عن ثلاثة مسؤولين في الإدارة الأميركية بأن الرئيس الاميركي دونالد ترامب يدرس استراتيجية لمواجهة "طموحات ايران النووية" (بحسب تعبير التقرير) تبقي على الاتفاق النووي الذي أبرم عام
ونقل التقرير عن المسؤولين الثلاثة الذين اشترطوا عدم كشف أسمائهم بأنه من المتوقع أن يعلن ترامب عن استراتيجيته هذه خلال الأسبوع الجاري، وأن الهدف من هذه الاستراتيجية هو تقديم جبهة موحدة بين الإدارة الأميركية والكونغرس أمام حلفاء اميركا الاوروبيين.
وفي الوقت نفسه، رفضت هذه المصادر بحسب التقرير أن تؤكد ما إذا كان ترامب سيعلن عدم التزام إيران بالاتفاق.
التقرير أضاف بأنّ" المتحدثة باسم البيت الأبيض "Sarah Sanders" قد ألمحت الى المقاربة الجديدة خلال مؤتمر صحفي يوم الخميس الماضي، حيث صرّحت بأن ترامب سيقترح "استراتيجية شاملة حول كيفية التعامل مع إيران" وبأنه سيكون لديه "فريق موحد يدعمه بهذا المسعى".
كما أشار التقرير الى أن" البقاء في الاتفاق ولكن مع إعلان عدم التزام ايران فيه، يمثل مقاربة رسمها وزير الحرب الاميركي "James Mattis" قبل أيام عندما قال أمام لجان الكونغرس أن من مصلحة أميركا البقاء بالاتفاق مع إيران، وفي الوقت نفسه إن اعلان عدم التزام إيران مسألة "أخرى".
كذلك لفت التقرير الى أن" المقاربة التي تحدثت عنها المصادر الثلاثة هي شبيهة بمقاربة طرحها السيناتور الجمهوري "Tom Cotton" والذي يعد من أشد المنتقدين للاتفاق، ونبهت الى أن "Cotton" اقترح أن يعلن ترامب عدم التزام إيران بالاتفاق دون أن ينسحب من الاتفاق، وذلك على أساس تجارب ايران للصواريخ الباليستية وما أسماه بـ"تدخلها" في دول مثل سوريا واليمن.
التقرير نقل عن المصادر الثلاثة أيضاً أنّ" الاستراتيجية التي من المتوقع أن يعلنها ترامب تطلب إلى الكونغرس تعديل الاتفاق النووي"، وأشار إلى أن "إحدى التعديلات قد تتمثل بأن يؤكد الكونغرس بشكل دوري "ما إذا كانت إيران على بعد عام واحد على الاقل من انتاج سلاح نووي".
ونقل التقرير عن أحد المسؤولين الثلاثة بأن" رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السيناتور "Bob Corker" يعمل حالياً على تشريع لتعديل القانون الأساس".
كما نقل عن خبير مطلع رفض ايضاً الكشف عن اسمه بأن المقاربة هذه التي يطرحها مستشارو ترامب تفتح "مسارا ثالثا" – والذي يتمثل بعدم الإعلان عن أن الاتفاق يصب في المصلحة الأميركية، ومن ثم حملة ضغوط شاملة ضد إيران تستخدم كورقة للمفاوضات مع الأوروبيين في المستقبل.
هذا ونبّه التقرير في الوقت نفسه الى أنه ليس واضحاً ما اذا كان هناك عدد كافٍ من الأصوات لتغيير القانون في الكونغرس، حيث لدى الجمهوريين غالبية ضيقة جداً بمجلس الشيوخ.