kayhan.ir

رمز الخبر: 64569
تأريخ النشر : 2017October08 - 20:49

طهران ستصيب من ترامب مقتلا


اذا ارد ترامب ان ينفذ تهديداته بضرب الاتفاق النووي عرض الحائط و الخروج منفردا من هذا الاتفاق، فعليه ان يستعد لاستقبال تداعيات هذا الامر والذي سيكون كارثيا على الولايات المتحدة قبل غيرها، وهو ما أكدته الكثير من التصريحات والتحليلات التي خرجت من داخل ادارة ترامب نفسها فضلا عن اعضاء الكونغرس واصحاب القرار الاميركي، ولكن والذي يلاحظ ان المهووس ترامب قد صم أذنيه وأغمض عينيه من الاستماع او قراءة ردود هذه الافعال، ظنا منه بان قراره بخروج بلاده من الاتفاق سيضع طهران في الزاوية الحرجة ويضطرها لان تلبي الامنية الاميركية التي طال انتظارها باخضاعها لارادتها، والتنازل عن ثوابتها الوطنية والانسانية التي وضع اساسها الامام الراحل الخميني الكبير "رضوان الله عليه".

والذي يعتقده الكثيرون ان ترامب لازال يجهل ايران لانه لم يسمح لنفسه ان يأخذ قسطا من وقته ليفهم وعلى اقل التقادير تاريخ ايران وخلال العقود الاربعة الماضية اي بعد انتصار الثورة الاسلامية وليومنا هذا ويرى بأم عينيه ان طهران ورغم كل الضغوط والممارسات اللاانسانية واللااخلاقية الاجرامية التي ارتكبت ومورست بحقها من قبل واشنطن بالدرجة الاولى ومن ربيبتها تل ابيب ومن اجرائها ذيول المنطقة وعلى راسهم الرياض رغم كل الامها ومعاناتها لم تستطع ان تثنيها عن السير في طريقها الذي اختطه والذي يعتمد على الحفاظ على استقلال وسيادة اراضيها وقرارها السياسي بالدرجة الاولى.

ولو اردنا ان نسهب فيما واجهته طهران من مؤامرات ومشاريع خبيثة وجائرة لما اتسع لها المقال، ولكن لابد من الاشارة الى ان التهديدات الجوفاء التي انطلقت وتنطلق اليوم من قبل ترامب فانها لاتعني شيئا ولن تستطيع ان تغير موقف طهران من الاستمرار في الثبات على موقفها التي التزمت به امام دول العالم وهو ما اكسبها حالة من الاحترام والتقدير بحيث ان جميع الدول التي وقعت مع طهران الاتفاق لازالت متمسكة به مما يعكس صلابة الموقف الايراني، ولذا فان صراخ ترامب هذا لم يكن سوى جعجعة ليس وراؤها طحين كما يقولون.

واخيرا والذي لابد من الاشارة اليه فان القيادات الايرانية العليا ابتداء بقائد الثورة الاسلامية وما دون ذلك قد أكدوا بصورة لاتقبل التأويل والنقاش من ان طهران ملتزمة بالاتفاق النووي مادام الاخرين ملتزمين به، واي خرق لهذا الاتفاق فان لطهران خياراتها في اتخاذ اي موقف يحفظ لها هذا الانجاز السياسي الكبير. وما جاء بالامس على لسان قائد حرس الثورة الاسلامية قد كان فصل ا لخطاب اذ اكد بان ايران تعتبر تنفيذ قانون "كاتسا" بمثابة خروج اميركي احادي الجانب من الاتفاق النووي، مشددا "اذا وضعت واشنطن الحرس الثوري في قائمة الارهاب فإننا سنعتبر القوات الاميركية في العالم وخاصة في منطقتنا كداعش"، وعكس موقف ايران الصلب والقوي بالقول

"فانه في حال تنفيذ قانون اجراءات الحظر الجديدة من قبل اميركا فعليها نقل قواعدها الاقليمية الى ابعد من مدى الصواريخ الايرانية البالغ الفي كيلومتر".

ولذا فان تهديد قائد حرس الثورة لم يكن تصريحا سياسيا تلفه الاحتمالات، بل انه يمثل قدرة طهران على الحفاظ على استقلالها وسيادة اراضيها وانها ستبذل الغالي والنفيس من اجل ذلك، مما يفرض على ترامب الذي لا ينفك عن النعيق والعواء ان يفكر مليا وينظر للتهديد الايراني بجدية تامة لان ضربتها ليس توجعه فقط، بل ستوجع كل الذين يقفون معه ويدعمونه سواء كان في المنطقة والعالم. وبذاك لاينفع الندم وعض الانامل لان سبق السيف العذل كما يقولون.

0