الحرب القادمة لم تبق شيئا اسمه "اسرائيل"
الخطاب التحذيري المباشر للسيد نصر الله الامين العام لحزب الله امس وبمناسبة الذكرى السنوية لعاشوراء، للاسرائيليين وخاصة عملاء اليهود هو الاول من نوعه حيث وضع النقاط على الحروف ليضعهم امام مسؤولياتهم التاريخية في التمييز بين اليهود والصهاينة وينذرهم من الكوارث التدميرية التي تنتظرهم اذا ما سمحوا لنتنياهو بان يدفعهم للحرب ويستخدمهم وقودا خدمة لاهداف السياسات الاميركية التي يقودها اليوم ترامب لاحياء المشروع التقسيمي الاميركي السابق لتقسيم المنطقة بعد ان يأس تماما من مشروع اميركا الداعشي الذي شارف على الموت.
السيد نصر الله وفي خطابه التاريخي هذا اغلق باب المناورة امام علماء اليهود مذكرا اياهم بما هو موجود في كتبهم الدينية في نهاية المطاف وهو دمار دولة "اسرائيل" ان نتنياهو يدرك جيدا ان كيانه لا يستطيع خوض حرب في المنطقة لوحده لذلك يسعى اليوم جاهدا وخاصة بعد فشله لمنع توقيع الاتفاق النووي مع ايران، العمل مع ترامب لتخريب هذا الاتفاق ودفع المنطقة باتجاه حرب هو لا يعلم مداها وكيف سينتهي؟ ومن سيشارك فيها؟ ولا يملك تقديرا صحيحا لها؟ ولا رؤية عما ستؤول اليها؟ اذا ما اندلعت، لذلك حذر سماحته اليهود غير الصهاينة من الحفاظ على ارواحهم والعودة الى البلدان الذين اتوا منها لانه وفي حال اندلاع هذه الحرب سوف لن تكون اية نقطة آمنة داخل هذا الكيان.
ان خطاب نصر الله التاريخي في اليوم العاشر من محرم الحرام، مصيري لدول المنطقة وشعوبها حيث وجه البوصلة تماما تجاه القضية المركزية فلسطين والمعركة القادمة وهذا يؤكد ويشير الى معركة محور المقاومة ضد داعش اصبحت وراء ظهره وان داعش اصبحت في الميدانين العراقي والسوري في حكم المنتهية عسكريا لذلك بات الاستعداد جاهزا للمعركة المصيرية ضد الكيان الصهيوني.
نتنياهو واسياده الاميركان وحلفاؤه ومنهم السعودية يدركون جيدا ان حزب الله قاد معركة تموز المجيدة ضد الكيان الصهيوني لوحده وكيف انتهى المطاف به في هزيمة ساحقة واستنجاده لوقف اطلاق النار فكيف اذا ما اندلعت حرب جديدة يحرض عليها الكيان الصهيوني ولم يعرف من سيشارك فيها؟ الى جانب حزب الله وما هي الامكانيات الجديدة التي يمتلكها هذا الحزب وحلفاؤه؟
ان التحذيرات النارية التي اطلقتها سماحة الامين العام لحزب الله لم تات اعتباطيا او من فراغ انها نابعة من الاجواء الحربية السائدة اليوم داخل الكيان الصهيوني وهي تشبه الى حدما اجواء ما قبل حرب تموز حيث اصبح التلويح بالحرب الاحتمالية جار على قدم وساق للاعلاميين الصهاينة ولا ننسى ان المناورات الصهيونية الاخيرة التي قام بها هذا الكيان هو التحضير للحرب الخاسرة والمدمرة التي يقودها نتنياهو دون ان يعلم المصير الاسود الذي ينتظره وينتظر الصهاينة معولا ربما في ذلك على اميركا من جهة والسعودية من جهة اخرى التي وعدتها باشعال فتنة في لبنان من خلال التحريض على الرئيس ميشال عون الذي يدعم المقاومة، لتسهل له الحرب على لبنان وسوريا، متناسيا نتنياهو ان هذه الوعود مجرد اضغاث احلام فلبنان لم يعد اجواءه ما بعد حرب تموز وان فريق 16 آذار اصبح مشتتا وان جماهيره اصبحت تعي ما يدور حولها خاصة بعد اندحار داعش الوليد غير الشرعي لاميركا والسعودية.
ليعلم الكيان الصهيوني وقيادته الحالية المتمثلة نتنياهو اذا ما ارتكب حماقة في اشعال الحرب فليثق تماما انها ستكون الاخيرة في حياته وانه لم يعد بعد ذلك شئ اسمه "اسرائيل" في المنطقة.