التحرير الثاني انجز ولكن منغصا
ما شهده العالم بالامس بوصول الجيش السوري واللبناني ومعهما المقاومة الاسلامية الى الحدود المشتركة للبلدين ورفرفرة العلمين جنبا الى جنب خفاقا، هو مؤشر على اكتمال سيادتي البلدين على اراضيهما بعد انهاء وجود داعش والى الابد من هذه المناطق ليسجل البلدان نصرا كاسحا على داعش ليس كمجموعة تكفيرية بل كانت تمثل امتدادا وعمقا لقوى دولية واقليمية تستثمرها لمصالحها ولمصالح الكيان الصهيوني وحماية امنه وهذا انجاز كبير ما كان ليتحقق لو لا تفاعل قوى المقاومة وجيوش الدول الثلاث بسوريا ولبنان والعراق وكانت البداية من معركة الموصل الحاسمة معقل الدواعش وعاصمتهم والتي عجلت بانهيار الدواعش في عموم المنطقة، لدرجة ان داعش التي لم توجد في قاموسها شيء اسمه المفاوضات او الاستسلام خضع للامرين صاغرا واستسلم امام المقاومة الاسلامية بعد التماسه للتفاوض.
وفعلا انجز التحرير الثاني وهزمت داعش وعمت الفرحة ارجاء لبنان بهذا الانتصار التاريخي لكن كان وللاسف الشديد منغصا بسبب النهاية المأساوية للجنود اللبنانيين المخطوفين لدى داعش حيث قتلوا على يد هؤلاء الاشقياء الذين لا يعرفون شيئا عن الانسانية فكيف بالاسلام الذين يدعونه زورا وبهتانا. لكن ما يؤسف له ان بعض الجهات اللبنانية التي وفرت الغطاء السياسي لهؤلاء القتلة ولم يسمحوا للجيش اللبناني يومها بالقيام بواجبه في عرسال لانقاذهم بذريعة من غير الصحيح ان نضحي بـ 35 الف من اهالي مدينة عرسال بـ 35 عسكريا كما زعموا، الا ان اليوم وبسبب هذه المواقف المشبوهة يفجع اهالي الجنود والشعب اللبناني ككل بهذه المصيبة الكبرى. وكان على رأس السياسيين الدواعش في لبنان والذين يدورون في الفلك السعودي هو الرئيس ميشال سليمان الذي منع الجيش من اداء مهامه لانقاذ العسكريين وكذلك حكومة حزب المستقبل الذي تخفوا وراء اهالي عرسال البريئين من الدواعش وصوروا المعركة على انها معركة مذهبية تستهدف السنة ناهيك عن الدواعش حليفهم المجرم جعجع الذي قال بان "داعش" كذبة كبرى.
اللبنانيون لم ينسوا ما نطق به وزير الدفاع اللبناني فايزغصن بان الارهاب يعشعش في عرسال لكن الرئيس سليمان انتفض غاضبا بانه لم يكن هناك اي ارهاب في عرسال ولا نعرف من اين جاء الرئيس سليمان بذلك هل يمتلك ادلة على ذلك ام انها املاءات جاءته من راعي حزب المستقبل.
وعلى اية حال فاليوم فان شريحة من الشعب اللبناني مصدوم بهذه الفاجعة التي لم يتحمل داعش مسؤوليتها فقط بل ان هؤلاء الساسة المعروفين في الوسط اللبناني والذين لا يخفون مواقفهم ليس لشدة غبائهم بل لانهم يؤدون وظائف اوكلت اليهم وعليهم اليوم ان يتحملوا وزر ما فعلوه وليس اليوم هناك من عاقل ان يقول "عفى الله عما سلف" فالمطلوب تقديم هؤلاء للمحاكمة ونيل جزاؤهم العادل لانهم شركاء بهذه الجريمة التي ليس الوحيدة في لبنان لقد سبق وان غطى ساسة الدواعش في لبنان على جرائم اخرى ارتكبه الدواعش عندما اغتالوا بعض الضباط في عرسال وهاجموا العسكريين في نقاط التفتيش.
لقد حان ساعة الحساب وعلى الشرفاء من الساسة والنخب والمثقفين وكذلك العوائل المفجوعة ان تتحرك لمطالبة الدعاء العام اللبناني بملاحقة ملف الجنود المظلومين الذين استشهدوا بهذا الشكل الفجيع.