القائد: للاسلام خطاب جديد وجذاب في مجال الانسان والمجتمع والسياسة لابد من ايصاله الى اسماع شعوب العالم
* مثلما كان انتصار الثورة الاسلامية بحاجة الى الكفاح فان تثبيت اسس الثورة وخلق المجتمع الاسلامي بحاجة الى الكفاح ايضا
* ان لم يغضب اعداء الاسلام من وجودنا وحزمنا وحركتنا فعلينا التشكيك في كوننا مفيدين
* معالجة نقاط الضعف والوصول الى الوضع المنشود رهن بالعزم الراسخ والحركة المفعمة بالنشاط والكفاح
* الايادي التي كانت تعرقل وتعارض مبدأ الثورة الاسلامية تعمل كذلك ازاء استمرار الاسس الثورية
* مازالت هنالك مسافة كبيرة للوصول الى النقطة المنشودة وتاسيس الحكومة الاسلامية والمجتمع الاسلامي
طهران - كيهان العربي:- اكد قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي بانه مثلما كان انتصار الثورة الاسلامية بحاجة الى الكفاح فان تثبيت اسس الثورة وخلق المجتمع الاسلامي بحاجة للكفاح ايضا.
واشار سماحة القائد الخامنئي خلال استقباله أمس الاثنين حشدا من اساتذة وطلبة الحوزات العلمية بمحافظة طهران، الى مميزات وخصائص مرحلة سيادة النظام الاسلامي لانجاز الرسالة والمسؤوليات الاساسية الملقاة على عاتق علماء الدين، وقال: ان البشرية اليوم خاصة جيل الشباب بحاجة ماسة الى خطاب جديد وان للاسلام خطابا جديدا وجذابا في مجال الانسان والمجتمع والسياسة لو وصل الى اسماع شعوب العالم فمن المؤكد انه سيكون له الكثير من المتلقين المرحبين به.
واكد بانه ان لم يغضب اعداء الاسلام وسيادة القرآن الكريم من وجودنا وحزمنا وحركتنا فعلينا التشكيك في كوننا مفيدين (كعلماء دين).
واعتبر سماحته رسالة علماء الدين بانها استمرار لمهمة ورسالة الانبياء (ع) واضاف، انه مثلما كان الانبياء (ع) يسعون لايجاد ارضية لسيادة عقيدة التوحيد وخلق الحياة الطيبة فان المسؤولية الاهم لعلماء الدين هي كذلك اداء هذه الرسالة.
واضاف: هنالك بالتاكيد معارضون لايجاد الحياة الطيبة مثلما كان هنالك معارضون امام الانبياء، لذا فانه على علماء الدين إعداد انفسهم للعمل الدؤوب وطويل الامد والمؤثر والخالد والمثمر في الوقت نفسه.
واشار سماحة قائد الثورة الاسلامية الى تاسيس النظام الاسلامي في ايران ومميزات هذه المرحلة لاداء المهمة من قبل علماء الدين واضاف: ان سيادة الاجواء الاسلامية في المجتمع تعد احدى هذه الخصائص، فضلا عن ذلك هنالك على المستوى العالمي فراغ فكري ناجم عن الياس والاحباط من عدم جدوى الافكار الماركسية والليبرالية، مما يوفر الارضية لعرض الخطاب الجديد للفكر الاسلامي.
واكد سماحته قائلا، انه لو تمكنا من ايصال خطاب الاسلام الجديد والجذاب حول الانسان والمجتمع والسياسة الى اسماع شعوب العالم خاصة اجيال الشباب فمن المؤكد انه سيحظى بالقبول.
واعتبر وسائل الاتصال والاعلام الشاملة في ضوء تبلور الاجواء الافتراضية من الخصائص الاخرى للمرحلة الراهنة لايصال رسالة الاسلام الباعثة للحياة وقال: ان من خصائص هذه المرحلة كثرة الاسئلة والشبهات في الاذهان حيث ان كثرة الاسئلة تشحذ الاذهان للعثور على الاجوبة وتوفر المجال للعبور من حدود العلم.
واكد سماحة القائد انه مثلما لا ينبغي ان نتوقف في الاسئلة والشبهات، فانه علينا في الاجوبة ايضا البحث عن الاجوبة المنطقية والصحيحة.
وفي اشارة الى بعض الامور المطروحة من جانب طلبة الحوزات العلمية في اللقاء، طرح سماحته بعض الامور واوصى بـ "الاخذ بجدية مسالة الدرس والبحث العلمي" واضاف: ان الشرط للتاثير في المجتمع هو رفع مستوى المعرفة والعلم مثلما تمكن الامام الخميني الراحل في ذروة معرفته العلمية من انجاح نهج الكفاح وحركة الثورة العظيمة.
واكد سماحة قائد الثورة الاسلامية بان الضرورة للمقترحات الاصلاحية للحوزات العلمية تتمثل في ان يكون لها "طابع عملي" واضاف: ان البرنامج هو في الواقع مد الطريق نحو المقصد، لذا فانه ينبغي تنظيمه على اساس الحقائق وان يتضمن ويتوقع العقبات المحتملة وسبل معالجتها.
ونوه الى ان السبيل لمعالجة نقاط الضعف والوصول الى الوضع المنشود رهن بالعزم الراسخ والحركة المفعمة بالنشاط والكفاح واضاف، ان الكفاح يعني بذل الجهد والسعي والتلاقح الفكري.
واعتبر سماحته ان من الخطأ و"الخيانة للثورة" تصور بعض الافراد والكتّاب بانتهاء الكفاح والثورة الاسلامية وقال: ان الثورة تطيح بالاسس الماضية (في عهد النظام البائد) وتخلق اسسا جديدة وان ديمومة الثورة تعني صون هذه الاسس الجديدة.
واعتبر سماحة القائد الخامنئي حفظ وديمومة الاسس الثورية امرا صعبا وبحاجة الى الكفاح واضاف، ان الايادي التي كانت تعرقل وتعارض مبدا الثورة الاسلامية تعمل كذلك ازاء استمرار الاسس الثورية، ولكن مثلما كان انتصار الثورة الاسلامية بحاجة الى الكفاح فان تثبيت اسس الثورة وخلق المجتمع الاسلامي بحاجة الى الكفاح ايضا.
واشار الى مراحل بناء الحضارة واضاف، انه بناء على الحركة الثورية تبلور النظام الاسلامي وتحقق الكثير من النجاحات المهمة ولكن مازالت هنالك مسافة كبيرة للوصول الى النقطة المنشودة وتاسيس الحكومة الاسلامية والمجتمع الاسلامي ونحن بلا شك نتحرك ونتقدم في هذا الطريق.