نتن ياهو يتجرع السم مرتين ويتهيب المنازلة الكبرى في كل حين...!
* محمد صادق الحسيني
افاد مصدر استخباراتي غربي متابع للقاء بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي يوم امس الاول في سوتشي بما يلي :
اولا: ان نتن ياهو قد خرج من اللقاء خالي الوفاض كما عاد رئيس الموساد ، يوسي كوهين ، من واشنطن.
ثانيا : ان بوتين لم يعر اي اهتمام لكلام نتنياهو ، حول ان اسرائيل لن تقف مكتوفة الايدي اذا تخطت ايران الخطوط الاسرائيليه ، اي اهتمام.وكان نتن ياهو قد قال ذلك خلال اللقاء. ومعنى تجاهل الرئيس بوتين لتهديدات نتن ياهو بان اسرائيل ستشن حربا ضد ايران وحزب الله في سورية ان بوتين يعتبر ذلك ليس اكثر من هراء لا يستحق الرد عليه.
ثالثا : ان قيام اسرائيل باي تحرك عسكري ضد أهداف لحلف المقاومه في الاراضي السوريه لا يمكن ان يحصل دون الحصول على ضوء اخضر أميركي ، الامر الذي يستبعده الرئيس الروسي تماما ، في ظل التفاهم الحاصل بين بوتين وترامب.
رابعا : لم يعلق الرئيس الروسي على اعتراض نتن ياهو على وجود ايران وحزب الله المسلح في قاطع الجولان / درعا مما يعني ان روسيا موافقة على ذلك وأنها ليست في وارد التفكير بالتعامل مع المطالَب الاسرائيليه غير الواقعيه.
خامسا : يجزم المصدر المشار اليه أعلاه الى ان العلاقات الايرانيه الروسيه ستشهد تطورا هاما في الفترة القادمه خاصة على الصعيد العسكري .
سادسا : ان احد أسباب نمو العلاقات العسكريه بين الطرفين يعود الى ان روسيا تعتبر الوجود العسكري لمحور المقاومه في سورية مكملا لا بل معززا للوجود الروسي هناك . كما انه عاملا مساعدا للجهود الروسيه في توسيع الوجود العسكري والاقتصادي الروسي ليس في سورية فقط وإنما في لبنان ايضا.
سابعا : ان التسليح الروسي المحتمل للجيش اللبناني يَصْب في تحقيق هذا الهدف وتمكين روسيا من توسيع وجودها ليشمل الساحل اللبناني ، مما يعني دورا اكبر لروسيا في صناعة النفط والغاز في كل من سورية ولبنان ولاحقا شواطئ فلسطين المحتلة وقبرص من خلال مناورات مدروسة في هذا المجال.
سابعا : ان فشل نتن ياهو في تحقيق اي مطلب من مطالبه خلال اللقاء مع بوتين يزيد من هشاشة الوضع الاستراتيجي لإسرائيل في المنطقه وبالتالي تعميق المأزق الاستراتيجي الذي تعاني منه.
من جهة اخرى فقد جاء في تقييم داخلي للاستخبارات العسكريه الاسرائيليه ، حول الوضع الميداني في سورية وعلى حدودها مع فلسطين المحتلة وشرق الاردن ، تم انجازه بتاريخ ١١/٨/٢٠١٧ ، جاء فيه ما يلي :
اولا : ان نجاح الجيش السوري وحلفائه في السيطرة على ٥٧ كيلو متر من الحدود السورية الاردنية في محافظة السويداء ومواصلة الهجوم شرقا باتجاه مثلث الحدود العراقية السورية الاردنية ، وفي ظل وجود قوات امريكية خاصة في التنف وقوات روسية في درعا ، يعتبر نجاحا استراتيجيا مهما للنظام السوري وحلفائه.
ثانيا : ان ما يجب ان يثير القلق لدينا (الجهات العسكرية الاسرائيلية) هو ان سيناريو السيطرة على الحدود الاردنية السورية قد يتكرر قريبا في القنيطرة ورغم وجود قوات روسية على بعد كيلومترات قليلة من الحدود مع الجولان. اي اننا قد نجد أنفسنا ، نحن والأردن محاطين بقوات ايرانية ، الى جانب الجيش السوري وقوات حزب الله ، من كل جانب .
ثالثا : ان الولايات المتحدة وروسيا ، ورغم ادعائها بأخذ مصالح اسرائيل الامنية بعين الاعتبار خلال مرحلة التفاوض على اتفاق مناطق خفض التصعيد ، فأنهما لم تتخذا اي اجراء لوقف التهام الجيش السوري لكامل محافظة السويداء . كما ان الولايات المتحدة والأردن لم تقدما أية مساعدة للمجموعات السورية المسلحة لمواجهة هجوم الجيش السوري في السويداء .
رابعا : ان بقاء قوات حزب الله ووحدات الحرس الثوري الايراني على بعد اقل من كيلومترين من الحدود مع الجولان في ريف القنيطرة يؤكد ان الوعود التي قطعت لنا ، من قبل الروس والامريكيين خلال مرحلة التفاوض على اتفاق وقف التصعيد ، لا قيمة لها ( اي الوعود ) اذ أنهما لم يلتزما بسحب هذه القوات الى مواقع تبعد ٤٩ كم عن الحدود مع الجولان .
خامسا : وما يعزز توجهنا ازاء نوايا سورية وإيران وحزب الله في الجولان هو عجز الولايات المتحده او عدم اهتمامها بوقف الانهيار الذي تعاني منه الجماعات المسلحة المدعومة أمريكيا. وقد لاحظنا ذلك على جبهات السويداء عندما قام المسلحون بتسليم أسلحتهم الامريكية لجنود الجيش السوري ومقاتلي حزب الله والهرب الى الاردن دون ان تقوم الولايات المتحدة بعمل اي شيء. وهذا ما يجعلنا نخشى تكرار هذا السيناريو في منطقة القنيطرة مما سيشكل تهديدا استراتيجيا لقواتنا في كل مرتفعات الجولان وسيفضي الى وضع استراتيجي ليس في صالحنا، خاصة اذا ما أضفنا احتمال حصول الشيء نفسه في منطقة حوض اليرموك .
سادسا : يبدو ان انهيار المجموعات المسلحة في سورية سيتواصل لا بل سيزداد تسارعا خلال الأسابيع القادمة ، خاصة بعد ابلاغ الجبير لقادة المعارضة السورية بقرار بلاده وقف الدعم الذي تقدمه لمجموعات سورية مسلحة، وإلتحاق تركيا بهذا الركب ، اذ أعلنت أنقرة ، يوم السبت ١٢/٨/٢٩١٧ ،عن قرار وقف تقديم الدعم للمسلحين السوريين .
وهذا يعني ان هناك قرارا أمريكيا بحصر الهدف الاميركي في محاربة داعش فقط ونسيان موضوع الأسد نهائيا.اي ان تركيا والسعودية والأردن تلتزم بالقرار الاميركي ولم تعد تطالب باسقاط نظام الأسد .
سابعا : اما النتيجة العملية والملموسة لكل هذه التطورات فتتمثل في ان اسرائيل تجد نفسها في مواجهة حلف معاد لها ثلاثي الأضلاع ويتكون من :
- الجيش العربي السوري .
- الحرس الثوري الايراني .
- قوات حزب الله.
وهذا ما نعتبره تهديدا استراتيجيا مباشرا لأمن اسرائيل مما يستدعي العمل على مواجهة هذا التهديد بكل الوسائل المتاحة وعدم الاعتماد على الوعود الامريكية والروسية التخديرية ... مزيداً من كؤوس السم يتجرعها الاسرائيليون على بوابات الشام ، والقادم اخطر واعمق واكثر مفاجأة خاصة اذا ما حان يوم المنازلة الكبرى..!
بعدنا طيبين قولوا الله