ظريف: لم يعد للقوى التي كانت تلعب دورا مصيريا الدور نفسه وهناك آليات اخرى
* هناك آليات للقوة يمكن استخدامها بافضل شكل ممكن من قبل الدول النامية او دول المنطقة
* في الغرب بات الحديث عن مرحلة انتقالية لم تعد فيها اميركا القوة المتفوقة بل وحتى اوروبا والدول المقتدرة الاخرى
* توهم اميركا الحق بالعالم خلف خسائر كبيرة لازالت بعض الدول كالعراق وافغانستان وسوريا تدفع ثمنها حتى الان
طهران - كيهان العربي:- قال وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف انه لابد ان نغير الانطباع الموجود عن الظروف الدولية ولابد ان نعرف جيدا ان قرارات مجلس الامن ليست كل شيء كما ليست مجرد قطعة ورق.
واضاف الوزير ظريف خلال كلمته أمام "الورشة التعليمية السادسة لنموذج محاكاة مجلس الامن" في العاصمة طهران، قائلا: لابد ان نتفهم اليوم ان القوى التي كانت تلعب دورا مصيريا في السبعينات والثمانينات والتسعينات لم يعد لها الدور نفسه وهناك اليات اخرى مثل الخطاب وصياغة المفاهيم والتوصل الى اجماع، جعلت الدول النامية اكثر تاثيرا من السابق.
وقال وزير الخارجية: ان القوة العسكرية كانت في برهة زمنية الوسيلة الاكثر تأثيرا في العلاقات الدولية لكن شيئا فشيئا تحول الاقتصاد والثقافة والتعليم وبعض القضايا الاخرى الى آليات ليست باقل تأثيرا عنها.
وشدد على ان ما يجب ان نعرفه اليوم ان هناك آليات اخرى للقوة يمكن استخدامها بافضل شكل ممكن من قبل الدول النامية او دول المنطقة لتسجيل حضور اكثر فاعلية على صعيد التطورات الدولية.
واوضح الوزير ظريف، بان بعض الدول قد تكون مؤثرة بعلمها ونظرياتها ومعارفها في حقل بالتحديد وليس بقوتها العسكرية لذا فان بعض الاليات كصياغة المفاهيم والقدرة على خلق اجماع باتت مهمة اليوم في تقوية مواقف الدول وجعلها اكثر تأثيرا .
وقال ان الهدف من اقامة ورشة محاكاة مجلس الامن هو التاكيد على ان القوة العسكرية لم يعد لها التاثير الذي كان لها سابقا وان بعض المفاهيم والاليات تمنح الدول والجهات قوة ونفوذا اكبر ولابد من دراسة هذه الاليات.
واستطرد وزير الخارجية بالقول انه في بداية التسعينات دخل العالم مرحلة جديدة شابتها الكثير من الاخطاء فاميركا كانت متوهمة حينها بانتهاء عالم ثنائي القطب وبدء عالم احادي القطب وان هذا التوهم الحق بالعالم خسائر كبيرة لازالت بعض الدول كالعراق وافغانستان وسوريا تدفع ثمنها حتى الان.
واوضح ان اميركا ادعت خلال ادارة "بوش" بدء النظام العالمي الجديد وقد دفعت من اجل ذلك ضريبة باهضة وضحت بالكثير وفقدت الكثير من رساميلها وكل ذلك لم يخلف سوى العنف وزعزعة الامن في شرق اسيا وسوريا والعراق وافغانستان.
وشدد الدكتور ظريف بالقول، خلافا للنظرة الاميركية فان المرحلة الانتقالية لازالت مستمرة وصارت اطول بكثير مما كان يظنه الاميركان.
وقال: حتى في الغرب بات الحديث عن مرحلة انتقالية لم تعد فيها اميركا القوة المتفوقة بل وحتى اوروبا والدول المقتدرة الاخرى ليس بالضرورة ان تكون لها دورا مؤثرا.